عندنا مثل شعبي في منطقة الرياض وما حولها يقول: (احك في الذيب و ولم العصا).. أي تكلم في الذئب وجهز العصا، على اعتبار أن حديثك في الذئب كفيل بأن يأتي. وربما هناك أمثلة مشابهة في مناطق أخرى بل ولدى شعوب أخرى. هذا الشيء ثابت قبل علم ال NPL ومشاهد بأرض الواقع، حيث إن أفكارنا تتجسد على أرض الواقع سواء كان ذلك عن طريق التطبيق العملي أو أنها تتجسد بطريقة (الجذب) كما هو حاصل مع مثال الذئب.. بالطبع هذا الكلام ليس على إطلاقه ولكنه يحدث بنسبة كبيرة. ال NPL لم تبتدع هذا الكلام من بنات أفكارها.. ولكنها وجهت هذه الظاهرة الكونية وجهة إيجابية وأكدت على أن يرسل الإنسان لنفسه باستمرار رسائل إيجابية وأن تكون أفكاره كلها إيجابية حتى لا يشتغل (قانون الجذب) ضده وحتى يتوجه سلوكه نحو أفكاره الإيجابية. لذلك تقول فرضيتها: (أنت حيث تكون أفكارك). قبل كل شيء.. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (تفاءلوا بالخير تجدوه). لاحظوا فعل الشرط وجواب الشرط.. بمعنى إذا تفاءلت بالخير وجدته لا محالة.. إلا إذا كان الله قد قضى أمراً بخلاف ذلك. وفي المقابل إذا تشاءمنا بالشر وجدناه بناء على قاعدة (فعل الشرط وجوابه) الذي يرتهن حصول (الجواب) بوقوع (الفعل). باعتبار ذلك سنة من سنن الله. نحن نؤمن بقانون الجذب.. ولكن ليس على إطلاقه.. لعلمنا أن المشيئة أولاً وأخيراً بيد الله.. ولكننا نتعامل به كسبب من الأسباب الكثيرة التي أودعها الله في هذا الكون الكبير. لذلك نحن لا نتكلم في الذئب بصورة نملأ به كياننا. وإنما نتكلم عن فصل الربيع في الدنيا، أو عن دخول الجنة في الآخرة على اعتبار أن ذلك أفكار إيجابية مأمورون شرعاً بتطبيقها. إن قانون الجذب.. عبارة عن سنة كونية.. عرفها الناس كظاهرة.. وتحدث عنها الأنبياء والحكماء والناس.. ثم جاءت البرمجة اللغوية العصبية ودرستها كظاهرة اجتماعية ضمن موضوع (كيف تفكر).. وكيف يرمز العقل الأحداث. ولكنها لم تبتكرها، بل منهجتها ووجهتها بالقدر الذي يخدم الإنسان. أقول ذلك حتى لا نحمل البرمجة اللغوية العصبية ما لا تحتمل. وأن نفكر قليلاً قبل أن نصدر الأحكام الانفعالية.
|