فضيحة تجسس في ألمانيا الغربية

في مثل هذا اليوم من عام 1985 تم كشف القناع عن رئيس مكافحة التجسس بألمانيا الغربية حيث ثبت تورطه في التجسس لصالح ألمانيا الشرقية، وقد تم الكشف عن خيانة هانس جوتشيم تيدج بعد أن لجأ إلى ألمانيا الشرقية في اليوم السابق، وأصبح انشقاق رئيس مكافحة الجاسوسية معروفاً على الملأ من خلال إعلان سلطات ألمانيا الشرقية عن ذلك، فقد أعلنت أنه خلال الثمانية عشر شهرا السابقة تم إلقاء القبض على مائة وسبعين عميلا المانيا غربيا بناءً على المعلومات التي قدمها تيدج، وعندما قامت قوات الأمن بتفتيش منزل تيدج في (كولونيا) تم العثور على العديد من الوثائق بالغة السرية. وقد وصف المستشار الألماني الغربي، هيلموت كول، خيانة رئيس مكافحة الجاسوسية السابق بأنها كارثة مروعة، وقد تحول الأمر على الفور إلى أكبر فضيحة تجسس في تاريخ ألمانيا الغربية، واختفى على أثر ذلك ثلاثة مسئولين حكوميين بارزين، وقد ثارت العديد من التساؤلات بشأن هيربرت هيلينبرويتش، الذي تم تعيينه قبل ذلك بوقت قصير رئيساً لخدمة المعلومات الفيدرالية، حيث كان يرأس تيدج الخائن.
وقد قام هيلينبرويتش بالوقوف في وجه المحاولات التي تم القيام بها مراراً وتكراراً والتي كان الهدف منها إزاحة تيدج من منصبه بسبب إفراطه في تعاطي الشراب، وكان هانس جوتشيم تيدج هو آخر الضربات الناجحة التي قام بها ماركوس ولف، رئيس جهاز الجاسوسية الألماني الشرقي، روسي المولد، فمنذ سنوات قليلة مضت على هذا التاريخ، قام الخائن الألماني الشرقي بوضع عدد من الجواسيس الشرقيين للعمل في ألمانيا الغربية ومنهم عدد كبير من النساء.
وكانت ليونور ساترلين الموظفة بوزارة الخارجية من بين هؤلاء وعندما تم افتضاح أمرها انتحرت على الفور، وقد اشتبه في تورط ستة أشخاص على الأقل في شبكة الجاسوسية التابعة لهانز جوتشيم تيدج.
وفى العام السابق كان قد تم الكشف عن سكرتير في مكتب المستشار الألماني الغربي واتضح أنه كان يعمل جاسوسا لحساب ألمانيا الشرقية على الأقل لمدة خمسة عشر عاماً. وقد أدى الخط الوهمي الذي تم وضعه عام 1961 والذي قسم ألمانيا إلى شرقية وغربية إلى سهولة وجود عملاء للجانبين لمدة أعوام دون إثارة أقل قدر من الشك.