كررت قراءة رسالة الاستاذ الشاعر عبدالله بن متعب السميح عشرات المرات قبل وبعد نشرها، واهاجت بي ذكريات اكبر من ان يحصرها القلم في هذا الحيز وتراءت لي من وراء حروفها صور شخصيات مرت عبر ساحة الشعر وصحافته منهم على سبيل المثال:
1- الأمير سعود بن بندر بن محمد.
2- الشاعر والصحفي محمد بن زبن بن عمير.
3- الشاعر والصحفي عبدالله الثميري.
4- الاستاذ الشاعر عبدالله السلوم.
5- الصحفي الاستاذ خالد السياري.
فهؤلاء غابوا غيابا ابدياً فلن يعودوا الى ساحة الشعر لكنهم حفروا اسماءهم في الذاكرة بابداعهم وانسانيتهم.
وهناك شخصيات غابت اختيارياً ومنهم:
1- الشاعر والصحفي خضير البراق.
2- الشاعر والصحفي عايض محمد العتيبي.
3- الصحفي نايف الحربي- من دولة الكويت وهو أول من اصدر مجلة تعنى بالادب الشعبي فغابت المجلة ثم غاب هو.. وآخرون لا يتسع المجال لحصرهم.
* يا ابا متعب ان ساحة يكرم فيها من يكتب الشعر (بجزمته) ويصفق اهلها لمن يزعم ان الابداع لم يولد الا بعد ان ولدته امه.. ويلغى الابداع والشاعرية عن اسلافنا الذين ملأوا الدنيا ابداعاً وانسانية، وفيها- أي الساحة- تعتبر الشتيمة اثارة.. والادعاء حقاً مشروعاً لكل من يمتلك صورة -تسوق المطبوعة- ان هذه الساحة - البائسة- كما وصفتها في رسالتك لا تستحق الاهتمام ان استمرت كما هي، لكن لان وجودك انت وامثالك هو الامل المنشود للارتقاء بمستواها، فقد سعدت باعلانك العودة واتمنى ان تكون عودتك قريباً لانها تسعد عشاق الابداع الاصيل وربما تغري الآخرين بالعودة لاستعادة حقوقهم التي سلبها الادعياء بمباركة محررين لا يفرقون بين (الاثارة المثرية والثرثرة السمجة).
أخي عبدالله
يا لها من ذكريات اثارتها رسالتك اذ كنا نحترم الآراء.. ونستمع لكل صاحب فكرة ونناقش بقلوب صافية وعقول متفتحة تبحث عن الافضل اينما كان.
* يا ابا متعب لقد فكرت اكثر من مرة بالخروج من هذه الساحة بل حاولت ولكنني لم استطع لاسباب عديدة منها انها وظيفتي التي اكسب منها لقمة العيش وكذلك كوني عشت في جريدة (الجزيرة) اكثر من عقدين فتكونت بيني وبينها الفة لا فكاك منها.. فصبرت على (الغربة) في هذه الساحة، نعم انها غربة كغربة المنتنبي.. لكن صبري قد اثمر فهاأنت تعلن العودة.. وتحيي الامل في نفسي بعودة زملاء آخرين كانوا هم اعضاء ساحة الادب الشعبي الذين اوصلوها الى الناس بابداعهم الشعري والنثري.. ونقدهم البناء.
* يا ابا متعب شكراً لك لانك اعدت لي الاحساس بأن دنيانا ما زالت بخير.. وان مثلك عندما يعود الى ساحة الادب الشعبي سيغري كثيرين ابتعدوا.. شكراً لك لانك طردت شبح الغربة من مخيلتي بعد ان سيطر عليها لاكثر من عقد من الزمان.
أما ما وصفتني به -تكرماً- من صفات فإن كانت بي فقد علمنيها والدي -رحمه الله- فاصبحت جزءاً من شخصيتي لا احس بوجودها ولا اتصرف على اساس تأكيدها بل يصدق عليّ قول المتنبي:
خلقت الوفا لو أعدت الى الصبا
لفارقت شيبي موجع القلب باكيا |
ان الوفاء الحقيقي يا ابا متعب هو الذي اجبرك على كتابة تلك الرسالة.. وهو الذي حرضك على العودة الى الساحة عبر الجزيرة، وبالمناسبة فجريدة الجزيرة تعتبر مصنع رجال ولو امعنت النظر لوجدت ان المميزين صحفياً وفكرياً تخرجوا جميعهم من مدرسة جريدة الجزيرة. وقبل ان اختم ردي الذي لم اضمنه مشاعري كلها ولم اتطرق فيه الى هموم الساحة كاملة اقول: ما زال رغم (البؤس) الظاهر في هذه الساحة هناك من يحيي الامل في نفوسنا من الشعراء والمحررين وان كانوا قلة لكن الخير في القلة دائماً.. وبعودتك ومن سيتخذ مثلك قرار العودة سيكونون اكثرية.
واخيراً:
اهاجت الذكريات رسالتك يا وفي
لمست عميق الجروح وبيّحت ماخفا |
وختاماً لك ولكل المبدعين الاوفياء حبي وتقديري
الحميدي الحربي |