* مكة المكرمة - أحمد الأحمدي:
بموافقة سامية كريمة وبمتابعة من صاحب السموّ الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز -أمير منطقة مكة المكرمة- ومعالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين تم اعتماد مبلغ 7 آلاف مليون ريال لانهاء معاناة جدة المزمنة مع مشكلة الصرف الصحي، وعدم توافر هذه الخدمة الصحية المهمة في مدينة يربو عدد سكانها على 3 ملايين نسمة.. أعلن ذلك المشرف العام على المديرية العامة للمياه بمنطقة مكة المكرمة م. محمد بن أحمد بغدادي، واشار الى ان هذه الموافقة السامية الكريمة قد صدرت بناءً على الخطة التي وضعتها وزارة المياه والكهرباء لمعالجة مشكلة الصرف الصحي في محافظة جدة، حيث تمت الموافقة الكريمة على مقترحات الوزارة لحل هذه المشكلة المزمنة خلال السنوات الخمس القادمة - إن شاء الله - اعتباراً من العام الحالي 1425هـ وذلك باعتماد هذا المبلغ المالي الكبير (7 آلاف مليون ريال) لإنشاء شبكات صرف صحي رئيسية وفرعية ومحطات معالجة لمياه الصرف الصحي.. كما صدرت موافقة صاحب السموّ الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز -ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني - حفظه الله - باعتماد صرف الدفعة الأولى من كامل هذا المبلغ والتي تقدر بـ1400 مليون ريال ضمن ميزانية المديرية العامة للمياه بمنطقة مكة المكرمة لهذا العام..
وفور اعتماد هذا المبلغ قامت المديرية بإعداد وتجهيز الدراسات والتصاميم اللازمة لهذه المشاريع، وتم طرحها في منافسة عامة حسب الأولويات والمناطق المتضررة بمحافظة جدة، وتمت الترسية على مقاولين سعوديين، ووقعت عقود الترسية من قِبَل معالي وزير المياه والكهرباء السابق الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي، وقامت المديرية بعد ذلك بتسليم مواقع هذه المشاريع للمقاولين للبدء في تنفيذ المرحلة الأولى من هذه المشاريع، والتي خصصت لعمل البنية الأساسية، والتي تشتمل على الخطوط الرئيسية للمناطق الأكثر تضرراً.. وتبلغ التكلفة الاجمالية لهذه المشاريع ستمائة مليون ريال تقريباً.
20 حياً
وبيّن المهندس البغدادي أن هذه المشاريع تخدم حوالي عشرين حياً في محافظة جدة وهي أحياء المنطقة الوسطى الشمالية، والتي تشتمل على أحياء الزهراء والنعيم والشاطئ والنهضة والمحمدية والسلامة والبوادي والخالدية والروضة والفيصلية وبني مالك والنسيم والمطار القديم.. وأحياء المنطقة الوسطى من المحافظة والتي تشمل أحياء العزيزية وشرفه والاندلس والحمراء والرحاب وجزءا من منطقة شرق الخط السريع.
الخطوط الرئيسية والفرعية
وأشار المهندس البغدادي الى ان هذه المشاريع تشتمل على تنفيذ خطوط رئيسية بالشوارع الرئيسية، وهي الخطوط الناقلة الكبيرة والمجمعة الى محطات معالجة مياه الصرف الصحي، بالإضافة الى مشاريع الخطوط الفرعية داخل الأحياء، وهي الخطوط التي تمر في جميع شوارع وممرات الأحياء لتجميع مياه الصرف الصحي من المنازل، علاوة على المشاريع الخاصة بالتوصيلات المنزلية وتشمل التوصيلات من المنازل للخطوط الفرعية.
عقود الشبكات
وأكد المشرف العام على المديرية ان عقود تنفيذ الشبكات (المرحلة الأولى) هي للخطوط الرئيسية فقط، ولذلك فإن خدمة التوصيل للمنازل لن تبدأ مع نهاية هذه المشاريع؛ وذلك نظراً لان هذه المشاريع هي مخصصة للخطوط الرئيسية فقط ولا يمكن استخدامها قبل تنفيذ مشاريع الخطوط الفرعية داخل الأحياء السكنية والتي تم فتح مظاريفها مؤخراً.. والمديرية تسعى جاهدة لاستكمال ترسيتها خلال الأسابيع القليلة القادمة - إن شاء الله.
وعن مشاريع محطات معالجة مياه الصرف الصحي قال المهندس البغدادي: العمل على وشك الانتهاء حالياً من تنفيذ مشروع إنشاء محطة الخمرة رقم 3 والتي تبلغ طاقتها الاستيعابية مائة واربعين الف متر مكعب يومياً وتبلغ تكلفتها الاجمالية مائة وثلاثة وخمسين مليون ريال، وتقع بجنوب محافظة جدة بهدف استيعاب مياه الصرف الصحي الواردة من الشبكة الحالية، وسوف ينتهي العمل من تنفيذ هذه المحطة خلال الأشهر الأربعة القادمة ( إن شاء الله تعالى)، وسوف تؤثر هذه المحطة بشكل ايجابي في ايقاف التلوث الكبير الحاصل حالياً للشاطئ البحري الجنوبي لمحافظة جدة؛ نظراً لصب ما يقارب مائة ألف متر مكعب يومياً من مياه الصرف الصحي (الخام) الى البحر حالياً، والتي ستتم معالجتها - إن شاء الله - بالمحطة الجديدة المشار إليها.
محطة الشمال
كما أن هناك محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي يجرى العمل في تنفيذها حالياً في شمال محافظة جدة بالقرب من المطار، وهي محطة ذات تقنية متقدمة (ثلاثية) تبلغ طاقتها الاستيعابية مائتين وخمسين الف متر مكعب وتبلغ تكلفتها الاجمالية مائتي مليون ريال، ومدة التنفيذ أربعة وعشرون شهراً.
البرنامج الزمني
وبيّن المهندس البغدادي ان المديرية العامة للمياه بمنطقة مكة المكرمة حريصة على الانتهاء من تنفيذ جميع المشاريع الخاصة بالصرف الصحي بمحافظة جدة، طبقاً للبرامج الزمنية الموضوعة للتنفيذ، حيث يقوم الجهاز الفني بالمديرية من مهندسي إدارة المشاريع والإدارة العامة للمياه بمحافظة جدة بمتابعة أعمال هذه المشاريع ميدانياً بمواقعها على مدار الساعة لضمان الاستفادة منها في موعدها المحدد دون أي تأخير - إن شاء الله - وبالطبع فإن هذه المشاريع هي -كما ذكرنا سابقاً- لعمل الخطوط الرئيسية التي هي تعتبر أول خطوة في نظام الصرف الصحي.. ونظراً لأن وضع الصرف الصحي بمحافظة جدة في وضع حرج فقد رأت وزارة المياه والكهرباء ان تقوم بفتح (عدة مشاريع) في نفس الوقت، لما لذلك من ميزة انها عدة مشاريع في نفس الوقت، ولكن الجانب الآخر لهذا التوجه هو الازعاج المستمر الذي ستسببه هذه المشاريع للمواطنين من سكان جدة وكذلك زوارها خلال الفترة القامة.. ومن اجل تخفيف ذلك تم عقد اجتماع تنسيقي مع المسئولين في المديرية والمسئولين في أمانة محافظة جدة، حيث وجه معالي المهندس عبدالله بن يحيى المعلمي -أمين محافظة جدة- جميع المسئولين في الأمانة بأهمية تسهيل جميع الإجراءات اللازمة لهذه المشاريع، كما تم ايضا عقد اجتماع تنسيقي آخر مع مدير إدارة المرور بمحافظة جدة العميد عبدالعزيز العبيلان الذي وجه رجال المرور بالتعاون مع المديرية وتسهيل كافة الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذه المشاريع، لما في ذلك من أهمية كبيرة في تخفيف آثار هذه المشاريع على المواطنين والزوار لعروس البحر الأحمر.. ولكن الازعاج سيستمر رغم ذلك نظراً لأن الأحياء التي تشملها هذه المشاريع ستفتح فيها ورش عمل عديدة.
المخطط العام لجدة
وأكد المهندس البغدادي انه تم دراسة المخطط العام لمحافظة جدة حتى عام 1460هـ ليتم على ضوئه تنفيذ مشاريع الصرف الصحي.. وهذه الدراسة اشتملت على الجزء الأوسط الجنوبي من شارع التحلية جنوباً الى سور قاعدة الملك فيصل البحرية شمالاً.. أما الجزء الجنوبي فهو (مستقبلي) ومن حدود سور قاعدة الملك فيصل البحرية جنوباً الى نهاية حدود النطاق العمراني لمحافظة جدة.. وقد تم تقسيم محافظة جدة على ضوء هذه الدراسة للمخطط العام الى اربعة أجزاء: الجزء الشمالي (مستقبلي) شمال مطار الملك عبدالعزيز الدولي الى نهاية النطاق العمراني لمدينة جدة شمالاً، أما الجزء الأوسط فيحتوي على جزءين: الجزء الأوسط الشمالي من شارع التحلية شمالاً الى شرم ابحر ومطار الملك عبدالعزيز الدولي جنوباً.
عدد التوصيلات
وأشار المهندس البغدادي الى ان عدد التوصيلات المنزلية التي سيتم توصيلها بنهاية المشاريع التي تحت التنفيذ حالياً يبلغ 1300 توصيلة في حالة تأمين كامل الاعتمادات المالية للأعوام من 1425هـ حتى عام 1426هـ، أما عدد التوصيلات المنزلية التي سيتم توصيلها - إن شاء الله - بعد الانتهاء من المشاريع التي تحت الدراسة للمنطقة الشمالية والجنوبية فيبلغ الفي توصيلة منزلية.
أسس التصاميم
وعن أسس تصاميم نظم الصرف الصحي يقول المهندس البغدادي: تعتمد هذه الأسس على عدة ركائز أساسية على النحو الآتي:
- طبوغرافية الأرض.
- الاعتماد على التصريف بالجاذبية.
- تقليل محطات الضخ والرفع بقدر المستطاع.
- الوضع الاجتماعي والاقتصادي.كما ان طبوغرافية المنطقة هي العامل الأساسي في تصميم الشبكة وتحديد اتجاه التصريف وتقسيم المناطق بما يتناسب مع الميل الطبيعي للأرض، وليست على توزيع الأحياء، حيث يمكن ان يشتمل عقد واحد على عدة أحياء أو جزء منها.
مكونات النظام
يتكون نظام الصرف الصحي من التوصيلات المنزلية والخطوط الفرعية والخطوط الرئيسية ومحطات الضخ والرفع ومحطات المعالجة.
الوضع الراهن في جدة
وتطرق المهندس البغدادي الى الوضع القائم حاليا لشبكات الصرف الصحي بمحافظة جدة فقال: تغطي شبكات الصرف الصحي بجدة حاليا ما يعادل 20% من مساحة محافظة جدة، التي وصل عدد سكانها في عام 1424هـ حوالي ثلاثة ملايين نسمة.. كما ان الشبكات القائمة في المحافظة حاليا شبكات معظمها شبكات قديمة وأقطارها صغيرة، حيث توجد خطوط فرعية داخل الأحياء بقطر 150مم، كما يوجد عدد كبير من محطات الضخ والرفع يبلغ عددها 69 محطة تم تجديد المضخات بها لحين الغاء معظم هذه المحطات.. كما توجد طفوحات في عدد من الأحياء القديمة بسبب صغر أقطار الشبكات ويتم التركيز عليها في أعمال التشغيل والصيانة لتخفيف الطفوحات بها.
كميات الصرف الصحي والمياه
وتحدث المهندس البغدادي عن أوضاع كميات المياه والصرف الصحي بمحافظة جدة وقال: هذه الكميات على النحو التالي:مياه الشرب التي يتم توزيعها لمحافظة جدة تبلغ حاليا 650.000 م3 يومياً.
- كميات مياه الشرب المتسربة من الشبكات تتراوح من 20-30% اي ما يعادل تقريباً 150.000م3 يومياً.
- كميات الصرف الصحي التي يتم تجميعها من خلال شبكات الصرف الصحي تعادل تقريباً 300.000م3 يومياً.
- كميات الصرف الصحي التي تتسرب الى باطن الأرض عن طريق البيارات تعادل تقريباً 200.000 م3 يومياً.
- كميات الصرف الصحي التي يتم معالجتها حالياً بمحطات المعالجة تعادل 200.000م3 يومياً.
- كميات الصرف الصحي (الخام) التي يتم رميها في البحر بدون معالجة تعادل 100.000م3 يومياً.ومن جانب آخر قال المهندس سعود بن محمد سعيد الأحمدي -مدير إدارة تنفيذ المشاريع بالإدارة العامة للمياه بمحافظة جدة- إن المديرية تركز بشكل كبير على وضع احتياطات كاملة للسلامة لمنع المارة او السيارات من السقوط في حفريات هذه المشاريع، حيث تم عمل حواجز خرسانية كبيرة وبطريقة متقاربة لمنع السقوط او الدخول لمواقع هذه المشاريع، كما تم عمل شبك حديدي لمنع المرور، وهناك حراس في مواقع المشاريع يتواجدون ليلاً ونهاراً أي على مدار الساعة لا يمكن ان يسمحوا لاحد من الدخول لمواقع هذه المشاريع، بالإضافة الى عمل انارة ضوئية تحذيرية تحيط بمواقع العمل، وهناك اجتماعات تنسيقية دورية تتم بين المديرية والمسئولين في أمانة محافظة جدة والكهرباء والهاتف حول سير العمل في هذه المشاريع وتذليل أي عقبة تواجه سير العمل بها، كما أن هناك عبارات وضعت في مواقع المشاريع خاصة أمام المحلات التجارية لتسهيل العبور للمارة، كما روعي عند تنفيذ المشاريع عدم فتح شارع بالكامل عند الحفر بل تتم الحفريات على شكل أجزاء اذا تم الانتهاء من جزء تم حفر الجزء الآخر حتى لا نسبب ازعاجاً للسكان أثناء مرورهم أو لأصحاب المحلات التجارية.
احتياطات السلامة العامة
كما بيّن المهندس سعود الاحمدي ان العمر الزمني الافتراضي للتمديدات الرئيسية والفرعية يصل الى حوالي مائة عام دون ان تتأثر بالتآكل الارضي والعوامل الارضية، حيث روعي الجودة الكاملة في الأنابيب وتحملها لهذه العوامل، كما روعي عدم طرح الأنابيب على مياه جوفية، فلا يتم طرح انبوب دون ان يتم تجفيف المياه الجوفية وشفطها بالكامل ووضع موانع جيدة لمنع تسربها الى هذه الأنابيب التي يتم طرحها على عمق يتراوح من 20-30 متراً تحت الأرض، وهي عبارة عن أنفاق أرضية.
| 
"تحقيقات"