من أكثر الأمراض مشاهدة في عيادات العظام
التواء مفصل الكاحل .. التشخيص الدقيق ضرورة للشفاء الكامل

التواء مفصل الكاحل من أكثر الحالات مشاهدة في عيادات العظام، فهو يصيب الرياضيين أثناء ممارستهم رياضاتهم، كما تكثر الإصابة به نتيجة السقوط على القدم من ارتفاع أثناء نزول السلالم، أو السير في أرض غير مستوية.. لكن كيف يحدث هذا الالتواء، وما هي أعراضه ومضاعفاته، وكيفية علاجها؟
د. عبد العزيز بن عبد الله درة استشاري جراحة العظام والمفاصل في مستشفى الحمادي في الرياض الحاصل على البورد الألماني لجراحة العظام والمفاصل، يصف كيفية حدوث التواء مفصل الكاحل، فيقول: يحدث الالتواء عادة عند السقوط على القدم من ارتفاع أثناء ممارسة بعض أنواع الرياضة ككرة السلة أو الطائرة، أو عند نزول السلالم أو المشي الطبيعي وعدم الانتباه لوجود منطقة غير مستوية، عندها يحدث انحراف داخلي للعظم الكعبي؛ مما يؤدي إلى شدّ على أربطة المفصل من الناحية الخارجية، وفي هذه الحالة إما أن يحدث تهتك جزئي أو قطع كامل لهذه الأربطة، وفي بعض الحالات الأقل شيوعاً يحدث دوران عكسي؛ مما يؤدي إلى إصابة الرباط الأنسي للمفصل.
ومن أهم أعراض هذا الالتواء ألم شديد عند المشي أو تحريك مفصل الكاحل، وفي بعض الأحيان عدم القدرة على المشي من شدة الألم، كذلك حدوث انتفاخ يتراوح بين بسيط وشديد للمنطقة الخارجية للمفصل خاصة حول النتوء الجانبي، بالإضافة إلى تغيّر في لون الجلد إلى أزرق داكن بعد اليوم الأول من الإصابة؛ مما يدل على حدوث نزف دموي. وهذه الأعراض بالإضافة لعمل صورة شعاعية للتأكد من عدم وجود كسر في المنطقة كافية لتشخيص حدوث الالتواء، إلا أنه في بعض الحالات يصعب تحديد نوع تهتك الأربطة، وهل هو جزئي أم كلي؟
يحدث ذلك بسبب الألم الشديد وعدم السماح للطبيب بإجراء فحص سريري دقيق، وفي بعض هذه الحالات قد يلزم فحص المفصل تحت التخدير العام للتفريق بين القطع الجزئي أو الكلي للأربطة. وفيما يتعلق بالعلاج والمضاعفات، يقول د. درة: في حالات الالتواء البسيط ووجود تهتك جزئي للأربطة ينصح المريض بالقيام ببعض التمارين اللازمة للمفصل، كما يتم تركيب رباط ضاغط وإعطاء المراهم والأدوية المضادة للورم والألم ورفع القدم إلى أعلى قدر مستطاع، أما في حالات الالتواء الشديد مع احتمال وجود قطع كلي للأربطة، فيتم تثبيت مفصل الكاحل بواسطة جبيرة من الجبس أو جبس كامل لفترة ثلاثة أسابيع، بعدها تتم إزالة الجبس وإعطاء النصائح والعلاجات اللازمة من رباط ضاغط وأدوية وكأنه التواء بسيط، وبعد القيام بالعلاج المحافظ قد يبقى بعض الألم أو الورم وتحدد في حركة المفصل وعندها يتم اللجوء للعلاج الطبيعي وهو إحدى الوسائل المساعدة للتغلب على هذه المشكلة.
في بعض الأحيان تكون شكوى المريض مختلفة، حيث يحصل عنده التواء متكرر، ويكون هذا بسبب عدم تشخيص القطع الكامل للأربطة ووضعه بالجبس عندها، وهذا لا يحدث إلا نادراً، إذ يتم إجراء عملية ترميم للأربطة الخارجية وذلك بواسطة الوتر الشظوي القصير. والتواء مفصل الكاحل وإن كان من الإصابات الشائعة التي يتم علاجها بالطرق المحافظة بنجاح، إلا أنه عند احتمال وجود قطع شديد للأربطة يجب ألا يتردد الطبيب في تركيب الجبس وعلى المريض أن يقبل بذلك لتجنب حدوث مضاعفات قد تؤدي إلى ألم مزمن في المفصل أو التواء متكرر.