Monday 23rd August,200411652العددالأثنين 7 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

عذاريب عذاريب
نحن والأولمبياد
عبدالله العجلان

قال الرباع السعودي جعفر الباقر في معرض تعليقه على خروجه من مسابقة رفع الأثقال في أولمبياد أثينا الحالية: (أعتذر عن هذا الإخفاق الذي حدث لنا في أولمبياد أثينا، وأعتقد أنكم تعرفون أكثر من غيركم أننا نعاني من الإهمال وعدم الاهتمام بنا وباللعبة بصورة أشمل، وما حدث لنا أمر متوقع للأسباب التي ذكرتها)، وأضاف: (هل تصدقون أننا كنا نتدرب على أجهزة مختلفة تماماً عن تلك التي رأيتموها داخل صالة المنافسات الأولمبية) وقال: (أتوقع أن تتكرر نفس المعاناة في البطولة العربية المقبلة إذا لم يسارع اتحاد اللعبة بمعالجة الوضع السيئ الذي يعاني منه المنتخب السعودي)..!!
ما ذكره الباقر لا يفسر حجم الفوضى والإهمال واللا مبالاة من اتحاد اللعبة وحدها بقدر ما يشير إلى ان القضية أكبر من ذلك بكثير وإذا كانت لعبة رفع الأثقال قد عانت من سوء الاعداد وعدم الاهتمام بالمشاركة في الأولمبياد فإن هنالك ألعاباً أخرى لم تتأهل أصلاً، ولديها اتحادات يبدو أنها لا تعلم عن الأولمبياد بالمرة، الأمر الذي تؤكده وتكشفه بجلاء المشاركة السعودية المتواضعة في أثينا نتيجة لفشل اتحادات الكثير من الألعاب في أداء واجباتها وتحمل مسؤولياتها وبالتالي إخفاقها في الوصول إلى الأولمبياد أثناء الأدوار التمهيدية المؤهلة على المستوى الآسيوي..!!
كشف حساب
وفي هذا السياق.. من المفترض ألاّ تمر دورة الألعاب الأولمبية الحالية مرور الكرام، ودون ان نضع الاتحادات الرياضية في معايير وقياسات ما لها وما عليها ؟! ما الذي أنجزته خلال السنوات الماضية منذ اعلان تشكيلاتها الجديدة؟! هل حققت شيئاً من طموحاتنا وتطلعاتنا؟! وهل كانت بمستوى الثقة وعند حسن الظن بها؟! أم هي مجرد أسماء لا تملك القليل من الاستقلالية وحرية اتخاذ القرار؟! أو لعلها تعاني من مشكلات إدارية ومالية خارجة عن إرادتها..؟!
الأولمبياد فرصة مناسبة لتقييم عمل الاتحادات بصورة واضحة ومنطقية، وكذلك الإلمام بجدوى أفكارها وتدابيرها وأيضاً مقدار الفائدة المرجوة منها بعد ان استغرقت الوقت الكافي لتقديم نفسها وإثبات وجودها، أي أننا أمام اختبار حقيقي ومنصف لا مجال فيه للتغطية على أخطاء المقصرين أو مصادرة نجاحات المتميزين..
نعم، لا بد من المساءلة والمحاسبة، وعلى ضوئهما يمكن الاتجاه نحو غربلة الهيكلة الإدارية والتوجهات العامة للاتحادات، ثم اعادة تشكيلها بما يحقق للألعاب الرياضية السعودية نموها وتطورها أو على الأقل تغيير سياساتها القديمة بأخرى تتجه بها إلى طريق التصحيح والبناء..
الاتحاد القدوة
على الرغم من أن ألعاب القوى السعودية قد لا تحقق نفس الانجاز التاريخي الذي قدمته هدية غالية للوطن في سيدني 2000م، إلا أن سيرة اتحاد العاب القوى ومنجزاته خليجياً وعربياً وآسيوياً وعالمياً تجعله نموذجاً رائعاً ورائداً في كيفية قيادته وإدارته وسلامة منهجه، ليت الاتحادات الأخرى تستوعبه وتقتدي به..
ألعاب القوى لا تحظى بالقليل من شعبية وشهرة ودعم وأضواء الألعاب الجماعية مثل القدم والطائرة والسلة واليد، ولا يتوفر لها جزء يسير من تفاعل الأندية والجماهير والإعلام كما في الألعاب المذكورة.. لكن مع هذا استطاع اتحاد العاب القوى بقيادة رئيسه النشط والوفي الأمير نواف بن محمد ان يتفوق - أي الاتحاد- على نفسه وظروفه وامكاناته.
اتحاد القوى أحرج الاتحادات الأخرى، وحكاية اختلاق الأعذار والبحث عن المبررات لم تعد مقنعة لتمرير وتفسير حالات الإخفاق من قبل اتحادات أثبتت فشلها وعجزها عن انتشال نفسها قبل ان تطور ألعابها!!
آخر من يعلم!
في هذه الأثناء، وفي الوقت الذي تفرغت فيه معظم الأقلام والأطروحات للحديث عن بطولات ودية ودورات تافهة في كرة القدم، نجد ان الألعاب الأولمبية بأهميتها وقيمتها وقوة تأثيرها وأصدائها على مستويات عالمية مرموقة نجدها غير مدرجة ضمن حروف وأفكار وتقليعات هؤلاء الذين انشغلوا بألعابهم الخاصة وألاعيبهم المتهورة..!!
لم يتجاهلوا الأولمبياد لمجرد التجاهل، وإنما يجهلون أي شيء عنها، تماماً مثلما لا يفقهون شيئاً عن الأنظمة واللوائح والقوانين والجوانب الإدارية والفنية البسيطة، هم أنفسهم الذين لا يفرقون بين الأولمبياد والمونديال، الألعاب الجماعية والفردية، مسابقات المضمار والميدان، الضربة الحرة المباشرة وغير المباشرة..!!
من هنا لن ننتظر من هذه النوعية الرديئة والتي تمثل للأسف الغالبية العظمى من صحافة الرأي الرياضي أي تأثير على أصحاب القرار للتدخل من أجل فهم ما يدور واتخاذ ما يمكن من حلول تنقذ الألعاب الرياضية السعودية من انهيارات جديدة مقبلة تزيدها خطورة وتعقيداً.
غرغرة
- آليات ومكونات العمل الإداري بالاتحادات الرياضية هي السبب في تعثر الألعاب السعودية على مستوى الأندية والمنتخبات..!
- ما الذي جعل دولاً أقل منا عدة وعتاداً وتجربة تسبقنا وتتفوق علينا أولمبياً..؟!
- تألق الأولمبي العراقي وأبدع رغم الحصار والنار والدمار.. صورة مع التحية للغاطين في سبات الرفاهية والضياع..!!
- بدون المحاسبة والعمل بمبدأ (الثواب والعقاب) ستبقى أمورنا معطلة وإخفاقاتنا مسجلة ضد مجهول..!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved