نريد مكاناً نستطيع فيه أن نلتقي بالمثقفات والأديبات من المبتدئة حتى المخضرمة.. نريد مكاناً نقضي فيه وقت فراغنا بما يفيدنا ويفيد مجتمعنا.. نريد أن نفجّر طاقاتنا الإبداعية نريد مكاناً يحمينا من أصابع الاتهام التي يوجهها البعض ممن يشككون في القلم النسائي وما يقدمه من إنتاج أدبي وشعري.. فهناك من يتهم بأن هناك أيدي خفية تكتب!! وقد نسي هؤلاء أن هناك مواهب وقدرات يمنحها الله لمن يشاء من عباده.. رجالاً كانوا أو نساءً.
ولعلي هنا أستدلُ بالشاعرة العربية الكبيرة (الخنساء) التي يمكن أن نعتبرها قدوة لنا.. فقد قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم إنها أشعر النساء.. كما أن الدراسات والبحوث التي أجريت أثبتت أن المرأة أكثر صدقاً وإحساساً من الرجل في التعامل مع القلم.
لماذا لا يكون لدينا مكان نرفع فيه صوتنا ونناقش قضايانا من خلال عقد المحاضرات والندوات التي تناقش أمورنا اليومية وحياتنا الاجتماعية دينياً وأدبياً وثقافياً.
لماذا تظل الأندية الأدبية في المملكة مرتبطة بالرجل دون المرأة وإن كان هناك منح فرص للمرأة للمشاركة في هذه الأندية فهي قليلة جداً وتحد من نشاط المرأة.. أليس من حق المرأة في وطننا العزيز بأن تطالب بأن يكون لها أندية أدبية نسائية.. إنني هنا أناشد الدولة بأن تضع في منظورها أن الأديبة السعودية بحاجة ماسة لممارسة نشاطها من خلال الأندية النسائية.. التي تتيح لها الفرصة لمواصلة الإنتاج والإبداع.. اما آن الأوان في زمن وصلت فيه المرأة إلى العالم الخارجي (الفضاء) بأن نتيح الفرصة للمرأة السعودية أن تمارس نشاطها الإبداعي من خلال الفرشاة والقلم.. وهي أبسط ما يمكن أن نوفره لها، وأبسط ما يلائم طبيعتها!!.
أما آن الأوان لأن يكون للأديبة السعودية حرية ممارسة إنتاجها بعيداً عن الرجل.. إن الإنتاج في الصحف والمجلات غزير جداً.. فلماذا يذهب هذا الإنتاج هدراً دون أن يكون له مرجعية يستند عليها.
لماذا هذا التحيز للذكور دون الإناث.. ألسنا من ضمن اهتماماتكم؟؟ قد نسمع كلمة الموضوع قيد الدراسة وسيتم تنفيذه في المستقبل القريب.. لقد سئمنا من هذه الوعود ومللنا الانتظار.. وأحلامنا تكسرت عبر الآفاق البعيدة المدى..
سيقول قائل بأن المجتمع لن يتقبل مثل هذا الأمر.. والسؤال لماذا لا يتقبل مثل هذا الأمر.. أليس هذا هو المجتمع الذي كان ضد تعليم المرأة هو نفس المجتمع.. ألم تستطع حكومتنا الرشيدة التغلب على مثل هذه الأفكار ووصلت بالمرأة على أعلى مستوى تعليمي.. ألا يوجد في مجتمعنا الآن المعلمة والطبيبة والمهندسة وووو.. الخ.
إذاً فالمجتمع يتقبل كل ما هو جيد وكل ما هو في صالح المجتمع نفسه، والمجتمع يقبل التغيير طالما وجدت الإرادة .. طالما أن هذا التغير لا يتعارض مع قيمنا وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
لا أدري ما الذي يخشاه ذلك المسؤول في أحد الأندية الأدبية عندما قال (نخشى أن يحدث فصل في الأندية الأدبية في حالة قيام أندية أدبية للسيدات..).
فما الذي يخشاه ذلك المسؤول.. أليس من حقنا أن نطالب بأندية أدبية نسائية لكي نمارس نشاطنا.. ونحن مع هذا الفصل الذي قد تجني ثماره المرأة وليس غيرها..
إن ذلك المسؤول لم يعش ما نعيشه ولم يشعر بحجم معاناتنا ولم يقدر.. إننا بحاجة إلى تلك الأندية خاصة في هذا الزمان الذي انفتحت فيه علوم المعرفة بشتى أنواعها على مصراعيها.. ونحن بعيدون جداً عن ذلك الانفتاح.
|