Monday 23rd August,200411652العددالأثنين 7 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "منوعـات"

وعلامات وعلامات
السَّاعون إلى الهاوية!
عبد الفتاح مدين

في العدد (92) الصادر بتاريخ يوم الثلاثاء 24-6-1425هـ، من (مجلة الجزيرة)، بحثٌ مركّزٌ ومتعددُ الجوانب، في قضية خليقة بالاهتمام والمعالجة، لعل الله أن يهدي الذين يسيرون نحو الهاوية، أن يتراجعوا، وأن يحكموا عقولهم، والعقل زينة الإنسان من عطاء الخالق جلّ جلاله، وهو سراج يهدي صاحبه إلى أقوم السبل إذا وظف في الخير وما ينفع صاحبه.. ولذلك نجد الكتاب العزيز يخاطب الإنسان الذي كرمه خالقه وجعله في أحسن تقويم، يخاطب القرآن أولي النهى، أولي الألباب، أولي الأبصار، ويدعوهم إلى الاعتبار، ليسلكوا الطريق القويم، لأنه أهدى وأسمى.!
* طرح الجزيرة كان (نحو الهاوية)، التي تقود إليها - السيجارة-.. ولو تأمل الإنسان وحكم عقله الجوهرة، لعاد إلى طريق الخير، يحفظ صحته، وهي أمانة في عنقه، جدير بأن يرعاها من الهلاك، ليعيش سعيداً معافى بإذن الله ، ويستثمر ما ينفقه على السجائر فيما يعود عليه بالنفع، يتصدق بمالٍ ضائع.. وقد قرأت قديماً تساؤلاً وجه لأحد العقلاء عن الذي يرمي بماله في البحر، فقال: هذا مجنون، قالوا إنه الإنسان مدمن التدخين.!
* كثير من الناس، وأنا كنت أحدهم، يتوهم أن المرء لا يستطيع أن يفكر ويجمع - حواسه-، إلا إذا مارس هذه العادة السيئة التدخين.. كنت أرى هذا التصور، ثم تبيّن لي أنه هوى نفس لا يعوّل عليه.. كنت أظن أنني لا أستطيع أن أكتب أو أفكر في شيء مهم إلا من خلال ممارسة التدخين، كنت أشرب الجراك والسيجار، وحين منّ الله عليّ بتركهما، لم أر شيئاً مما كنت أتوهم.!
* ليت إخواننا المبتلين بهذا الداء يتراجعون! ومن التخيّل عند الشباب الصغار، أن ممارسة التدخين تُكوّن فيهم معنى الرجولة، وهو وهم من الأوهام الكثيرة، فالرجولة معنى في داخل الإنسان وكيانه، يكون أو لا يكون.. والمرء مسؤول اليوم وغداً عن هلاك نفسه بكل المهلكات من إدمان مخدرات وسكر ودخان.. وأتذكر قول القائل:


اترك الخمرة إن كنت فتى
كيف يسعى في جنون من عقل

* والسجائر قرينة تلك.. وليت الهائمين في التدخين، الضارين لأنفسهم ومن حولهم وفي كل مكان من أطفال وأسرة وزملاء في العمل، ليتهم يستيقظون، ليقلعوا عن هذا الداء الذي يهلك، وليس فيه شيء من نفع.. وأن يوجهوا سعيهم إلى ما يعود عليهم ووطنهم وأمتهم بالنفع والخير، وأؤكد أن كل المدخنين، يقرؤون ويسمعون أن الملايين من البشر يموتون سنوياً بسرطان التدخين، وأردد على أسماعهم قول الحق: {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}!.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved