* الرياض - بسام أحمد:
صدر عن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية العدد السبعون من مجلة (العلوم والتقنية)، والذي خصص لموضوع (الإبل) في جزئه الثالث، وذلك استكمالاً لما تم طرحه في الجزءين الأول والثاني من العددين السابقين للمجلة، تلبية لرغبة القراء والباحثين والمتخصصين في مجال علم الحيوان للاستزادة من المعلومات والأبحاث والدراسات التي أجريت على الإبل، وما تتمتع به من صفات ظاهرية، وتشريحية، وفسيولوجية، مكنتها بقدرة الله من التكيف مع أنواع الظروف المناخية في المملكة، حتى أصبحت تشكل ثروة حيوانية هائلة للبلاد.
وتحدث العدد عن موضوعات: سباقات ومزايين الإبل، وعلاج الإبل بالطب البيطري الشعبي، وحليب الإبل وأبوابها بين التراث والعلم، والدم ووظائفه في الإبل، وجهاز المناعة لديها، والغدد الصماء، والتهاب الضرع والحمى المجهولة، فضلاً عن بعض الأبحاث والتقارير التي تتحدث عن معوقات تنمية الإبل في العالم العربي، ومسالخ وأمراض الإبل.
واستهل العدد بالحديث عن كلية الزراعة والطب البيطري في جامعة القصيم، وما تحتويه من أقسام ووحدات وأنشطة، وتهدف إلى اعداد وتأهيل الكوادر الفنية الوطنية في المجال الزراعي والبيطري ولتساهم في تطور النهضة الزراعية في المملكة من خلال الأبحاث والدراسات الجامعية التي يقوم عليها اساتذة وطلبة الكلية.
وتحدث الدكتور خالد بن عبدالله التركي من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم عن موضوع (سباقات ومزايين الإبل) التي تعد من الرياضات العريقة في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى الحديث عن دعم الدولة لهذه السباقات، لما لها من أهمية في المحافظة على الهوية الاجتماعية الوطنية والتراث السعودي الأصيل.
وأوضح الدكتور خالد التركي أن سباقات مزايين الإبل لم تعد منافسات رياضية وتراثية فحسب بل اصبحت مناسبات اجتماعية وملتقيات اقتصادية وثقافية، يحضرها كبار الشخصيات والمسؤولين، والمواطنين على اختلاف مستوياتهم، بيحث تربط هذه المنافسات التقليدية ابناء الجزيرة العربية بحياة الصحراء.
وعن علاج الإبل بالطب البيطري الشعبي اشار الدكتور بابكر عباس من جامعة الملك سعود في القصيم قسم الطب البيطري إلى أنه حدث خلال العقدين الأخيرين اهتمام متعاظم بدراسة المعرفة الشعبية في شتى ضروب الحياة ولمختلف شعوب العالم، مبيناً ان دراسات العلم الشعبي ضرورية للتواصل والحوار مع المجتمعات المحلية المستهدفة بالبحث التنموي، ومن اجل الالمام بمدى الاستعداد الذهني والتقني لهذه المجتمعات لقبول الخطة او النقلة التنموية المرتجاة.
وأجرى الدكتور بابكر دراسته في هذا الموضوع في منطقتي البطانة في السودان، ومنطقة القصيم في المملكة، تناول فيها مقارنة ممارسات التطبيب البيطري الشعبي الشائعة بين مربي ومعالجي الإبل في هاتين المنطقتين.
وتحدث في هذا الجانب بإسهاب عن النظرية الإمراضية الشعبية، والممارسات البيطرية الشعبية والمداواة بالنبات، والجراحة والتوليد، والتداوي بالنار.
وأثبت الدكتور بابكر من خلال دراسته انه لا يوجد تعارض بين الطب الشعبي والحديث في مجال معالجة امراض الإبل، حيث ان الطب الشعبي علم متحرك ومتفاعل مع البيئة المحلية والخارجية، ويأخذ بالأساليب الحديثة متى ما كانت ميسورة ومضمونة النتائج بإذن الله، مؤكدا أهمية تشجيع دراسة الطب الشعبي البيطري للمجتمعات المختلفة، من اجل توثيق هذه المعرفة، كمفتاح للحوار مع المجتمعات الريفية ولاكتشاف مواطن التدخل المفيد والمقبول.
وفيما يتعلق بحليب الإبل وأبوالها قال الدكتور سعيد باسماعيل من كلية الزراعة جامعة الملك سعود في الرياض، ان الوطن العربي يمتلك ثلثي اعداد الإبل ذات السنام الواحد، مشيراً إلى أن دراسات المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (عام 1989م)، أظهرت أن الأهمية النسبية للإبل في الوطن العربي تتمثل فيما يقارب من 15 في المائة من مجموع الوحدات الحيوانية، وانها تسهم بنحو 24 في المائة من انتاج الحليب حيث يقدر إنتاجها بنحو 2890 ألف طن.
وأوضح الدكتور سعيد أن الإبل تمتلك قدرات إنتاجية واقتصادية ممتازة، وذلك عائد إلى إمكانية تربيتها بشكل فردي او في مشاريع زراعية أو في الاستثمار الصناعي لمنتجات الحليب، مشيراً إلى أن كتب التاريخ والتراث تزخر بمعلومات عن منتجات حليب الإبل، وأهميتها للصحة العامة، متناولاً في بحثه كل ما يتعلق بحليب الإبل وأبوالها، من النواحي الإسلامية والعلمية، والتاريخية.
كما تناول العدد (70) تقريراً عن معوقات تنمية الإبل في العالم العربي، والذي أشار إلى أن الدول العربية تنفرد عن باقي مناطق العالم بثروة ضخمة من الإبل كماً ونوعاً، وهو ما يقارب نحو 12 مليون رأس تمثل 75 في المائة من جملة تعداد إبل العالم، تتوزع على نحو 45 جنساً.
وذكر التقرير الذي أعده الدكتور تاج السر بن احمد محمد من جامعة الملك فيصل كلية الطب البيطري والثروة الحيوانية، ان الإبل تمتاز على وصيفاتها من الأنعام الأخرى، بتفوقها في متوسط إنتاجها من الحليب واللحوم الحمراء، حيث تنتج في فترة الحليب الواحدة اكثر من ثلاثة اضعاف إنتاج البقر، وخمسة عشر ضعف إنتاج الماعز في ظل نظم التربية التقليدية السائدة في العالم العربي.
وأشار الدكتور تاج السر إلى أن مستوى استغلال هذه الإمكانيات والمميزات النسبية لمصلحة الإنسان العربي منخفضة للغاية، مقارنة بإعدادها وحجم كتلتها الحيوية منسوبة إلى أنواع الأنعام الأخرى.
وتناول الدكتور تاج السر في تقريره المعوقات البيئية والاجتماعية والاقتصادية والمعرفية لتنمية الإبل في العالم العربي، مشيراً إلى أن السياسات الاقتصادية الكلية المتبناة في كثير من الدول العربية ولعقود طويلة تعيق التنمية وتطور قطاع الثروة الحيوانية بما فيها الإبل وذلك لعدة أسباب منها: غياب تصنيف سياسات تسعير المنتجات الحيوانية، والانحياز بشكل كبير إلى المستهلك على حساب المنتج.
وفي تقرير آخر اوضح الدكتور مجدي حواش طبيب بيطري في إدارة مسالخ الرياض، وفقاً لما تم نقله من مسلخ مدينة الرياض، أنه تم رصد عدد من أمراض لحوم الإبل ومنها: اليرقان، عدم اكتمال النزف، الحمى، الضعف أو الهزل، الارتشاحات، الالتهاب البريتوني، الحويصلات المائية - العطاش، الحويصلات الشريطية، التهاب صديدي بغشاء الجانب، تضخم الكلية، تحوصل الكلى، احتقان الكبد، الأورام، الالتهابات الرئوية، الخراج، تليف الكبد، داء الميلانية، ومتبقيات العقاقير.
وتضمن العدد، عرضاً لكتاب (زراعة النباتات الراقية في الأنابيب) للدكتور ناصر بن صالح الخليفة، وموضوعا عن (المرحلات) للدكتور ناصر بن عبدالله الرشيد، بالإضافة للأبواب الثابتة، وبعض الإصدارات العلمية الحديثة.
|