* الرياض - ياسر المعارك:
أكد الدكتور محمد بن عبدالله سراج رئيس المجلس العلمي لطب التخدير بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية ورئيس الجمعية السعودية لطب التخدير رئيس قسم الولادة بمدينة الملك فهد الطبية بأن فترة الثمانينيات هي الفترة الذهبية للتخدير بجامعة الملك سعود، وأضاف د. سراج بأن الاقبال في السابق على تخصص التخدير كان ضعيفاً ؛ لأن صورة الطبيب المخدِّر غير مميزة وتحت سيطرة الجراحين وفي تلك الحقبة كان يطلق عليه (بالجندي المجهول).
وأضاف الدكتور سراج في معرض حديثه ل(الجزيرة) بأن تخصص التخدير أقل التخصصات الطبية أخطاء حيث في السابق كانت نسبة الوفيات من التخدير 1 لكل 12.000 ألف حالة أما في الوقت الحالي أصبحت 1 لكل 185000 ألف حالة.
وفيما يلي نص الحوار:
* دكتور محمد .. هل تحدثنا عن مراحل تطور طب التخدير؟
- الحقيقة في بداية السبعينيات كان عدد المختصين بالتخدير يعدون على الأصابع اثنين أنا والدكتور اسحاق الخواشقي، ولعدم وجود أعداد كافية بالتخصص لتغطية العمل حيث كانت القلة من الأجانب تعمل جاهدة وتغطي العمل في أكثر من غرفة عمليات وفي أكثر من مستشفى ومن هذا المنطلق بدأ الدكتور الخواشقي برنامج فني التخدير لحملة شهادة الكفاءة وهي نقلة جيدة في ذلك الوقت وفي منتصف السبعينيات كنت أول العائدين من حملة عضوية التخدير من إنجلترا والزمالة في ايرلندا وقد توالت اعداد العائدين وهم قلة من حملة الشهادات العليا منهم د. سامي المرزوقي والدكتور ظافر الخضيري ود. عدنان المزروع ود. وليد اليافي وأعتقد أن فترة الثمانينيات هي الفترة الذهبية للتخدير بجامعة الملك سعود حيث طرأ تغير كبير في التخصص من الجانب العلمي والفكري فبدأ قسم التخدير بدرجة الماجستير ثم حولت إلى درجة الزمالة جامعة الملك سعود في التخدير وتوالت الشهادات التخصصية الأخرى مثل شهادة التخصص العربية في أول التسعينيات والتخصص السعودي في أواخر التسعينيات.
* لماذا لم يكن هناك إقبال على تخصص التخدير كالتخصصات الأخرى؟
-سؤال جيد.. في السابق كانت الصورة الحقيقية لطبيب التخدير ضعيفة وغير مميزة وتحت سيطرة الجراحين وينضم إليه عدد قليل من فئات الخريجين والجدير بالذكر أن طبيب التخدير كان يعرف (بالجندي المجهول)
* لماذا سمي في العهود السابقة بتخصص الفضلات وماهي اسباب تشويه صورته؟
- سمي بذلك لأن الطبيب الذي لا ينضم إلى التخصص الذي يرغب ولم يجد فرصة افضل بتخصص يرغب بالالتحاق به فعليه أن يلتحق بتخصص التخدير كمخرج وظيفي، أما من ينضم عليه من محبي التخصص هم من خدموا ويخدمون التخصص.
أما ما يخص بصورة التخدير المشوهة فكانت لأسباب عدة منها : بقاء اختصاصي التخدير داخل الزنزانة أو غرفة العمليات كذلك عدم احتكاكهم بالعمل اليومي بالمستشفى. وعدم المعرفة التامة بالتخصصات الطبية الأخرى مما يستطيع أن يقدمه أطباء التخدير.
* بروفيسور محمد ..هناك من يقول إن تخصص التخدير من أكثر التخصصات أخطاء طبية..
- هذا غير صحيح فالدراسات أظهرت انخفاضاً في نسبة الوفيات من جراء التخدير من حالة واحدة في كل 12000 حالة تخدير سابقا إلى حالة واحدة كل 185000 حالة تخدير حسب إحصائية الوفيات في بريطانيا بل هناك احصائية ودراسة عن الوفيات بالمملكة تجد أن تخصص النساء والتوليد أكثر نسبة في الوفيات ويأتي تخصص التخدير بالمرتبة الرابعة.
* لماذا هذا التغير وهل ينطبق على المملكة؟
- التغير طبيعي بسبب التطور والتقدم العلمي في المجال الصحي عامة ومجال التخدير خاصة، وهذا التطور قد لا يشمل المملكة لأنها ليست من المنظومة العالمية والتي تطبق جميع المعايير المهنية والنفسية والتي تطبق في العالم العربي وقد تقوم بعض الأقسام بهيئات بالمملكة بتطبيق هذه المعايير وليس الكل.
* وحول عدد أطباء التخدير وما هي نسبتهم للأجانب؟
- قال د. سراج بأن هناك 152 طبيب تخدير سعودياً تمثل هذه النسبة 13.5% تقريباً من إجمالي عدد أطباء التخدير بالمملكة.
* دكتور.. سبق ان قدمت اقتراحاً لتطوير تخصص التخدير، بإختصار أهم نقاط مقترحاتكم ؟
صحيح.. فقد تم رفع مقترحات لمعالي مستشار خادم الحرمين وزير الصحة السابق الذي بدأ مشكوراً بالسماح لنا بدراسة أوضاع التخصص والمختصين بالتخدير وذلك برفع مستوى وتحسين أوضاعهم ولاستمرارية هذه الدراسة وبناء على طلب معالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع بمواصلة المسيرة تم تقديم الدراسة التي تشمل على عدة نقاط منها:
1- عقد دورات لاكتساب المهارات وتنظيمها وصقل المعلومات للعاملين في التخصص.
2- زيادة عدد الاستشاريين وإنقاص أعداد الاختصاصيين بالمستشفيات.
3- تحسين الرواتب لجذب الخريجين بمنحهم علاوات وما شابه ذلك.
4- عدم قيام فنيي التخدير وممرضاته بمهام طبيب التخدير.
5- تكوين مجلس أعلى لتخصص التخدير والعلاج المركز بوزارة الصحة المشاركة في اختيار الاطباء الاجانب.
6- اختيار أفضل الاجهزة بالإضافة إلى الفنيين المختصين للعناية بهذه الأجهزة الحساسة.
7- المشاركة في لجان اختيار الأطباء الأجانب.
8- المشاركة في اللجان الشرعية والخاصة بمطالبة الحق الخاص ورفع الدعاوى ضد تخصص التخدير.
9- مهام أخرى تخدم التخصص.
* بالنسبة لمستوىالممارسين الصحيين الأجانب بوزارة الصحة والقطاع الخاص لا أخفيك أن نسبة عالية منهم أقل من المستوى المتوسط بل يجب أن لا يعملوا بالمملكة فالموجودون حالياً هم أشباه صحيين.
*ما سبب ضعف مستواهم؟
- يعود سبب ضعف مستواهم لعدة عوامل هي: ضعف مرتبات وزارة الصحة فالطبيب أو الصيدلي الأجنبي الجيد يتقاضى راتبا يعادل ما تدفعه وزارة الصحة فلماذا يترك بلده وأسرته، والأطباء الأجانب الموجودون حالياً هم اطباء أرياف وقرى ذوو مستويات منخفضة، ايضاً هذا له علاقة بالأخطاء الطبية ومستواهم المتدني كذلك اللجان المكلفة بالاختيار ليس لديها المعرفة والمقدرة العلمية لاختيار اطباء التخدير، وذلك لعدم وجود استشاريين سعوديين للمشاركة في هذه اللجان، ولكن عادة تستعين الوزارة بالاستشاريين الذين يعملون بالجامعة أو الهيئات الحكومية الأخرى ليكونوا ضمن تلك اللجان ولكنها غير منظمة فعلى سبيل المثال: هناك ست لجان تقريباً لاختيار الأطباء للعمل بالوزارة ولكن لا يوجد ضمنها تخصص التخدير، فمن يختار الاستشاريين والاخصائيين يا ترى؟! وعدم وجود فترة تدريب مسبقة لبدء العمل وأخيراً عدم وجود لوائح تنظيمية لسير العمل بالتخصص.
إذاً مرتبات وزارة الصحة هي المعضلة.. نعم بالنسبة لضعف مستوى الأجانب بالوزارة كذلك الأطباء السعوديين يهربون من الصحة إلى القطاعات الأخرى لضمان الرواتب والحوافز وهي مشكلة (تحدي) لكل وزير أتى وسيأتي لوزارة الصحة.
* إذا كان مستوى الأجانب أقل من عادي فكيف يجتازون امتحان التصنيف المهني الذي تقيمه هيئة التخصصات الصحية واجتيازهم دليل على أن مستواهم جيد؟
- في الواقع إن هيئة التخصصات الصحية لم تقم بواجباتها حتى الآن على اكمل وجه ولو كنت مكان المسؤولين في الهيئة السعودية للتخصصات الصحية لأقمت جهازاً منفصلاً معنياً بتقييم الممارس. تخيل لديك 31000 طبيب و34000 تقني وحوالي 65000 ممرض بإجمالي 140000 ممارس صحي بالصحة بحاجة إلى تقييم والهيئة بوضعها الحالي غير قادرة على ذلك. وأضيف إلى معلوماتك نقطة مهمة جداً وهي أن الممارس الصحي عندما يفشل بالامتحان يعطى ثلاث فرص كل شهرين امتحان تصنيف بمجموع ستة أشهر وعليك الحساب.. كم مريضاً يقوم هذا الوافد بعلاجه حتى يصدر له ترخيص مزاولة مهنة والأمرُّ من ذلك عدم إهمال المسؤولين بالهيئات الصحية المختلفة تطبيق هذا النظام وعلى سبيل المثال اعتبر من أول من تقدم للحصول على شهادة مزاولة المهنة عام 1999 أي منذ خمس سنوات خلال هذه الفترة كان على الجميع المساعدة في تنفيذ هذا النظام، ونقطة هامة جديدة هي سوء استخدام النظام والتحايل عليه حيث تقوم بعض الهيئات أو الشركات الخاصة بعمل محاضرات اسبوعية يشترك فيها الاطباء، وهناك عينة تقوم بدفع الرسوم الخاصة بالدورات والمحاضرات دون حضورهم ويحصل على شهادة حضور ساعات تعليم مستمر.
* وحول تفاوت مستويات مستشفيات وزارة الصحة.. ما هو رأيكم؟
- نعم هذا صحيح؛ فالمنشآت الصحية الحكومية بمدن المملكة تتفاوت عن مدينة الرياض ولحد ما عن جدة وبعض مدن المنطقة الشرقية فالتفاوت ليس فقط بالمبنى بل بالتجهيزات والعاملين والخدمات تختلف بمراحل كبيرة، يا أخي العزيز بمدينة الرياض نفسها تجد مستشفيات القطاعات العسكرية كالحرس الوطني ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومستشفى الملك خالد للعيون والعسكري وقوى الأمن تتفوق على القطاعات الحكومية والخاصة بمراحل ووزارة الصحة تحاول جاهدة بمواكبة هذه المسيرة ولكنها تجد نفسها مجهدة لأنها تقدم الخدمات الصحية بنسبة تتعدى 60 بالمئة وتختلف عن باقي مناطق المملكة.
|