* إسلام أباد - من إبراهيم سعد - أ. ش. ا:
بدأت القوات الباكستانية الهجوم الرئيس الثالث خلال العام الحالي ضد العناصر المسلحة القادمة من خارج الحدود والقبائل الباكستانية المتحالفة معها في منطقة القبائل بإقليم وزيرستان الجنوبى، فيما يقول مراقبون: إن الاعتقالات التي تم الإعلان عنها مساء السبت قد تشير إلى اختراق مهم لتنظيم القاعدة من قبل قوات الأمن الباكستانية.
وتدل كافة الإشارات الصادرة من العاصمة إسلام أباد أو الواردة من إقليم الحدود الشمالية الغربية ومنطقة القبائل بوزيرستان وإقليم بلوشستان على أن باكستان باتت تخوض حربا مفتوحة مع شبكة تنظيم القاعدة في كافة أنحائها سواء بمناطق الحدود الشمالية أو في بلوشستان أو المدن الرئيسية كلاهور وإسلام اباد وكراتشي، كما تؤكد هذه الإشارات أن الحكومة الباكستانية تسعى خلال هذه الحملة إلى إغلاق ملف الصراع الدامي في المناطق الشمالية بتأمين مناطق الشمال واقتحام وادي شاكاي ووضع نهاية لتواجد العناصر الأجنبية المسلحة وأنصارهم من القبائل المحلية، ويقول شهود العيان في منطقة العمليات: إن القوات الباكستانية تستخدم كافة أسلحتها وبكثافة عالية لتنفيذ الهدف المرجو في أسرع وقت ممكن لتجنب تصاعد الاحتجاجات التي يبديها التيار الديني في البلاد ضد هذه العمليات وضد عمليات الجيش الباكستاني في إقليم بلوشستان على الرغم من النفي المستمر من جانب السلطات الحكومية ورئيس حكومة الإقليم جام محمد يوسف.
وعلى الرغم من دخول بعض قبائل إقليم وزيرستان الجنوبي في اتفاق مع الحكومة لتسليم العناصر المطلوبة التي تقيم لديها لإنهاء حالة القلق والتوتر التي تشهدها المنطقة وتطبيع الأوضاع وبدء تنفيذ المشروعات التنموية في الإقليم.. الا أن قبائل أخرى تصر على استمرار المقاومة ورفض تسليم هذه العناصر على أساس ان هناك عناصر تعيش بين صفوفها منذ فترة طويلة وقد دخلوا مع القبائل في علاقات مصاهرة وصاروا في عداد أفرادها ولهم عليها حق الحماية.
واضطرت القوات الباكستانية الى شن حملتين عسكريتين في وزيرستان الجنوبي كانت أولاها في شهر مارس الماضي.
أما الموجة الثانية فقد دارت رحاها في شهر مايو الماضي (أي بعد شهرين من الموجة الاولى) وخلفت وراءها نحو 12 قتيلا ووصفتها السلطات الباكستانية بأنها نجحت نجاحا كبيرا في تشتيت عناصر القاعدة التي بدأت تسقط في قبضة قوات الأمن الباكستانية.. إلا ان هذا النجاح لم يمنع الحكومة من شن الحملة الثالثة التي بدأت لدخول وادي شاكاي الصعب. غير أن سقوط خبير الكومبيوتر نور خان في قبضة رجال الأمن وفي حوزته معلومات فائقة الاهمية على جهاز الكومبيوتر الخاص في شهر يوليو الماضي كان حدثا مفصليا لصالح قوات الامن الباكستانية ساعدها في الوصول إلى أحمد خلفان جيلاني وعدد آخر من أعضاء القاعدة وسرعان ما ساعدت المعلومات التي حصلت عليها جهات التحقيق في القبض على عناصر أخرى في داخل باكستان وفي خارجها كما حدث لخلية (الهندي) في بريطانيا.
وفي الوقت الذي تواصل فيه القوات الباكستانية عملياتها في إقليم شاكاي ومناطق الغابات والمناطق الجبلية الموازية للحدود مع أفغانستان تعلن قوى الامن والمخابرات عن سقوط شبكات وعناصر تابعة لتنظيم القاعدة في اماكن مختلفة من باكستان، بعد ان اعلن الرئيس الباكستاني برفيز مشرف نفسه ان الارهابيين يغادرون مواقعهم ويسعون الى مواقع بديلة في داخل باكستان أو في خارجها مؤكدا انهم يتجهون بالفعل في الوقت الحالي الى خارج البلاد. وتأتي العملية الامنية التي كشف عنها الليلة قبل الماضية وزيرا الاعلام شيخ رشيد أحمد والداخلية فيصل صالح حياة كاختراق أمني باكستاني محتمل لتنظيم القاعدة ودقة المعلومات التي تحصل عليها أجهزة الاستخبارات الباكستانية التي تمكنت من اكتشاف الخلية المرتبطة بالقاعدة قبل تنفيذ خططها بنحو 24 ساعة.
وكان وزير الإعلام الباكستاني قد أعلن قبل أيام عن سقوط خلية ارهابية من ستة أشخاص كانت تخطط للقيام بعمليات انتحارية ضد أهداف رئيسية في باكستان الا ان اللافت للانتباه ان السلطات الباكستانية كانت قد اتخذت إجراءات امنية مشددة قبل نحو اسبوع من الاحتفال بيوم الاستقلال وهو اليوم الذي كانت الخلية تنوي تنفيذ هجماتها خلاله.
كما أعلن الوزير حياة من جانبه ان اجهزة الامن تمكنت من إلقاء القبض على اكثر من ستين من عناصر تنظيم القاعدة خلال الاسابيع الخمسة الماضية فقط. وحول إحباط محاولة نسف منازل الرئيس برفيز مشرف ورئيس الوزراء ووزير الاعلام ومقر السفارة الامريكية ومقر قيادة الجيش ومبنى البرلمان... أوضح الوزير ان جملة المعتقلين فيما يتعلق بهذه المؤامرة بلغت 12 شخصا بينهم مصريان.. وأن التحقيقات تجرى مع هؤلاء المتآمرين للكشف عن مزيد من المعلومات للايقاع ببقية عناصر التنظيم.
وقال: إن عمليات الاعتقال بدأت قبل أسبوع وأن هناك عناصر أخرى يجري البحث عنها وملاحقتها للقبض عليها والتحقيق معها.
| 
"دوليات"