* عمان - فن - خاص:
في عرض مسرحي قدمت مشاهده ضمن الاصوات المتنوعة للهواتف النقالة وصراخ وبكاء الاطفال والذين توزعت اعمارهم على مراحل الطفولة المختلفة وحوارات مرتجلة خرجت بعيداً عن النص ومساقاته تتملق عدداً من الحضور بهذه الاجواء الغريبة عن اعراف وتقاليد المسرح. ابتدأ عرض (حارة المسافرين) من تأليف محمود السعدني واخراج محمد عايش والني قدمها نادي الجالية المصرية اول من امس على خشبة المسرح الرئيسي في المركز الثقافي الملكي وبرعاية السفير المصري بعمان. هدف العرض الى تبيان اثر اغتراب الانسان عن بيئته من حيث المتغيرات التي تحدث في عاداته الاجتماعية والثقافية والنفسية بفعل تأثره بالمجتمعات المغايرة التي وصلها وعاش فيها قبل عودته من اغترابه الى وطنه الام.
كما واكدت فعالياته بأن الوطن ليس فقط مكاناً يحوي النباتات والانشاءات وانما علاقات انسانية حميمة ومأوى امن من حيث توفر فرص العمل والعيش الكريم.
تحدثت مجريات العرض عن حكاية اهل حارة في احدى النواحي المصرية في الزمن الراهن، الذين يسافرون الى بلدان شتى من اجل البحث عن فرص عمل لبناء حياة كريمة بعد عودتهم وان بعضاً منهم يسافر بفعل ضغوطات اجتماعية، وليدركوا جميعاً في النهاية بأنهم لا يستطيعون التخلص من حب وطنهم وبغض النظر عن السبب الذي جعلهم يتركونه قبل عودتهم اليه.
ظهر الفضاء شكلاً اجتماعياً واقعياً ساخراً تأسس على اداء تقنيات الممثل والتي هيمنت عليها الحوارات الطويلة والتي حاولت طرح عوامل شخوص المسرحية المحبطة وخصوصاً المعلم الذي قدمه ربيع عثمان صاحب المقهى الذي يتألم كثيراً لشماتة اهل حارته الدائم به بسبب عجزه الجنسي مع (زوجته) قدمتها سناء اللحام و(معشوق) مبعدة نضال البتيري الذي يحاول دائماً لكن دونما جدوى التخلص من ضعفه الجسدي ولعدم وضوح رؤية الاشياء لديه لضعف بصره والى غير ذلك من الشخوص المشابهة والتي تنتمي الى الشريحة الاجتماعية الفقيرة.
غير ان غياب شخوص اخرى مغايرة في امزجتها وهواجسها ومواقعها الطبقية جعل ميزان العرض يختل باتجاه حضور فعل تأثير واقع اهل الحارة فقط بينما غاب الفعل الآخر المغاير الذي ذكرته رغم ظهور شخصية (توكل) قدمه امجد عبدالفضيل المغترب العائد والذي ظهر وكأنه ثرياً ومختلفا عن الآخرين الا ان تأثيره الدرامي كان يخبو وينطفئ امام التأثير الدرامي للشخوص الأخرى.
|