التظرف والظرافة سلعة نادرة تحاول يد التجارة و(البزنس) جاهدة أن تصنع منها فناً مؤثراً ذا مردود مفيد، فهذا النوع من النشاط في الحقيقة ينتمي إلى عائلة الموهبة وأهلها، فالظرافة لا يمكن لأحد أن يكتسبها بالممارسة أو لمجرد المحاولة فهي منّة من الله ومنحة قيمة لا يمكن لأحد أن يفتعلها مهما بذل من محاولات.
إلا أن ما يمكن لنا أن نلمسه اليوم لدى البعض من شرائح المجتمع هو محاولة خلق شخصية تتمتع بقدرات المرح في وقت لا تستطيع فيه فعل ذلك تماماً لأن الموهبة إن لم تكن حاضرة ستكون مجرد تهريج وعبث لا يؤدي إلى فعل مفيد.
الروح المرحة قد تغيب عن بعض المشاهد التي تقدم من خلال (كرنفالات) الصيف واحتفالات المجتمع ببعض المناسبات، وأسباب غياب هذه الروح المرحة هو محاولة اعتساف النكتة من قبل بعض الشخصيات التي تحاول أن تربط بين فقرة وأخرى في محاولة للقفز من واقع إلى آخر.فعندما يكون الظرف والتندر مقصوداً ومفتعلاً فثق أنه سيكون غير مؤثر ووقتياً لأن ما يبقى عالقاً في الذهن هو الموقف العفوي والطريف، والمقترن بقضية إنسانية لا زال المجتمع يتابع تفاصيلها وتحولاتها.
المرح والظرف موهبة مثل الذكاء والغباء لا يمكن لنا أن ننميها من خلال الدربة والتقليد كالفروسية والسباحة مثلاً.. فأعان الله من يستمع إلى وصلة من هذه الوصلات التي تقدمها برامج الصيف هنا وهناك.
|