يتساءل الكثيرون عن مرض الأكزيما.. ما هي الأكزيما؟ ما هي أنواعها؟ أسبابها، أعراضها، علاجها؟ هل تتأثر الأكزيما بأشعة الشمس أو بأي مناخ معين؟ هل يمكن أن تعود الأكزيما بعد العلاج مرة أخرى؟ الوقاية أوالعلاج؟ أسئلة كثيراً ما ترد على ألسنة القراء ولأهمية مثل هذا الموضوع فقد رتبنا هذا اللقاء مع الدكتور نضال دبور استشاري الأمراض الجلدية والأمراض المنتقلة بالجنس بالمركز وعرضنا عليه هذه الأسئلة وأجاب عنها كما ورد أدناه.
مرض الأكزيما
* ما هي الأكزيما وما هي أنواعها؟
- الأكزيما هي أحد الأمراض الجلدية المزمنة غير المعدية التي يمكن التعايش معها والتخفيف من مضاعفاتها، وهي تصيب الصغار والكبار على حد سواء، والأكزيما كلمة يونانية تعني الغليان To boil وهي تعبر عن الحرقان والحكة الشديدة اللتين يشعر بهما المريض، وهناك عدة أنواع للأكزيما وتصنف كالتالي:
الأكزيما داخلية المنشأة
الأكزيما التأتبية (أكزيما الرضع
والأطفال): وتشاهد عند الرضع على الوجه والأطراف العلوية والسفلية، ثم في فترة الطفولة تشاهد في منطقة الثنيات (خلف المرفقين وخلف الركبتين والعنق وخلف الأذنين) وتسمى أحيانا أكزيما الثنيات، وعادة تستمر حتى سن المدرسة وإن لم تختفِ في هذا العمر فإننا ننتظر سن البلوغ أو سن 15 سنة، فإن لم تختفِ فإنها قد تستمر أثناء الكبر.
الأكزيما الدهنية
وتشاهد عند الأطفال تحت سن ستة أشهر بتأثير الهرمونات الذكرية من الأم وبعد ذلك في سن البلوغ بفعل الهرمونات الذكرية الموجودة عند الإناث والذكور، وتتظاهر بشكل حكة وإحمرار شديدين في فروة الرأس والوجه ومقدمة الصدر وخلف وداخل الأذنين مع شعور بالوجه والشعر الدهني.
الأكزيما العصبية
وهي حكة شديدة في منطقة العنق والساقين عند النساء وفي كيس الصفن والساقين عند الرجال وتعبر عن ضغط أو توتر نفسي .
الأكزيما خارجية المنشأ
وهي تكون بتماس بعض المواد كمعدن النيكل الذي يدخل في صناعة الحلق الفالصو ومعادن الساعات وكذلك صبغات الشعر والاسمنت والمطاط أحياناً، ويكون الوقاية من الأكزيما خارجية المنشأ (أكزيما التماس) بتجنب المادة المحسسة ومعرفتها باستخدام اختبار الرقعة Patch Test أما الأكزيما الداخلية المنشأ فهي مرض مزمن خاصة الأكزيما الدهنية، علماً بأن جميع أنواع الأكزيما غير معدية حتى لو استخدم الشخص المصاب نفس الأدوات والملابس والمناشف مع الآخرين.
الأسباب والأعراض والعلاج
* ماهي أسباب الأكزيما وهل للوراثة دور فيها، وماهي أعراضها؟
- أسباب الأكزيما الداخلية غير معروفة، ويحتمل أنها ناتجة عن تفاعل عدة عوامل ذاتية وخارجية، وقد تلعب الوراثة دوراً كبيراً في الإصابة بها، فإصابة أحد الوالدين أو كليهما تزيد من احتمال حدوثها عند الطفل مما يوحي بأن هناك استعداداً وراثياً للتحسس المفرط عندما تتوفر الظروف البيئية المؤثرة، وهي كثيرة ويختلف تأثيرها من حالة إلى أخرى وغالباً ما يصعب تحديدها بشكل مؤكد، وقد يتضح أحياناً بالممارسة اليومية أن الطفل يتحسس لبعض هذه المثيرات إما بتناولها عن طريق الفم أو التعرض لها بالملامسة المباشرة أو بالاستنشاق، وأشهر أعراض مرض الأكزيما هي جفاف الجلد والحكة، والحكة قد تكون شديدة يتبعها احمرار وطفح جلدي (حبيبات أو تقرحات أو فقاعات).
تأثرها بالطقس
*هل تتأثر الأكزيما بأشعة الشمس أو بأي مناخٍ معين؟
- الأكزيما التأتبية ينشطها الجفاف، والأكزيما الدهنية ينشطها الشتاء. علماً بأن هناك أيضا أكزيما ضيائية وسببها التعرض لأشعة الشمس خاصة في بداية فصل الصيف.
الوقاية والعلاج
*كيف يتم علاج مرض الأكزيما؟
-لا يوجد علاج شافٍ للأكزيما، ولكن يمكن السيطرة على أعراضها بالعلاج المناسب، ويمكن التخفيف من تأثيرها على الطفل ومنع مضاعفاتها ريثما تتحسن تلقائياً وبالتدريج مع الوقت، ويتم ترطيب البشرة باستعمال ملطفات أو ملينات دهنية خاصة لا تحوي مواداً مثيرة للتحسس، ويفضل مراجعة الطبيب المختص لصرف العلاج المناسب، وينصح بالابتعاد عن المؤثرات الخارجية التي تثير الحكة وتهيج الحالة مثل الملابس الصوفية، ولذا ينصح باستعمال الملابس القطنية كما أن المواد الطبية والمعطرة وكذلك المطهرات والمنظفات القوية التي تستعمل لغسيل الملابس قد تكون أيضاً سبباً للإثارة، أما الصابون فينصح بعدم استعماله أثناء تهيج الحالة إذ يمكن الاستعاضة عنه بما يسمى بدائل الصابون التي يقوم بوصفها الطبيب حسب الحالة.
العودة بعد العلاج
*هل يمكن أن تعود الأكزيما بعد العلاج مرة أخرى؟
- إذا كانت الأكزيما داخلية المنشأ فإنها عادة تعود، وكذلك الأكزيما الخارجية المنشأة (التماس) تعود في حال عودة التلامس بين المريض والمادة المحسسة.
|