* حوار - سامي اليوسف:
وضع الحكم الدولي عبدالرحمن الزيد الكرة في ملعب الحكام لاثبات تفوقهم ونجاح برامج اعداداهم لمباريات الموسم الجديد الذي شارف على الانطلاق بدءا بمنافسات الدوري الممتاز قائلا في حديث ل (الجزيرة) : إن الموسم الحالي هو موسم قطف الثمار بعد أن وفر المسؤولون عن التحكيم المعسكرات والحوافز المادية وكل ما يتطلبه اعداد الحكم السعودي الاعداد الناجح.
وكشف الزيد عضو اللجنة الفنية في لجنة الحكام الرئيسية عن طموحاته الشخصية بعد مشواره الحافل مع الصافرة لمدة زادت عن ال (24) عاما في ممارسة دور المحاضر والوصول الى اعتماد نفسه مراقبا في الاتحادين الآسيوي والدولي.
الدوليون الجدد
** لنبدأ بالحديث عن التقرير الذي نشرناه هنا في (الجزيرة) عن معسكر الباحة وانطباعك عنه لا سيما انه حظي باشادة رئيس لجنة الحكام؟
- لقد قرأته وكان تقريراً ممتازاً ولي ملاحظة واحدة فقط رغم تقديري لرأيك الشخصي، فلقد ذكرت ان المرشحين لخلافة الزيد والمهنا خمسة حكام من الدرجة الأولى وذكرت عبدالرحمن الجروان وعبدالرحمن التويجري لقبوله من اللجنة، تقصد الأخير.. ما فيه شيء اسمه قبول يا سامي، فيه قبول فقط للأداء الفني للحكم من قبل اللجنة، نحن لا نقبل على الشكل أو السلوكيات هذا شيء خاطئ وهذا نوع من الاتهام للجنة على أنها تحابي أحدا على حساب أحد، وأنا أقول ذلك من واقع حسي كرجل إعلامي وافهم في هذه الأمور بعد قراءتي للتقرير الذي أعدتته.. فهل أنت تقصد انه مقبول سلوكيا، أم شكليا، أم قبولا فنيا؟ ان كان قبولا فنيا فهذا أمر آخر، وأنت قلت ان عبدالرحمن الجروان هو الأفضل، وأنا أوافقك الرأي، فعلا كلامك صحيح، عبدالرحمن الجروان أفضل واحد من الموجودين خاصة عقب أدائه في الموسم الماضي حتى مباراة دور الأربعة وكان حكما جريئا وممتازا، وحتى اننا عرضنا لقطات مباراته الأخيرة التي حكمها وشاهدها المحاضر والحكم الدولي السابق جمال الغندور وأيد كل القرارات، لكن بالنسبة لعبدالرحمن التويجري فلا يوجد سوى القبول الفني فقط من اللجنة.
** وماذا عن حقيقة ترشيح الحكام الخمسة: الجروان، التويجري، ثامر، الوادعي، الشريف.. للدوليين ولملء خانتي الزيد والمهنا؟!
- أصلا هؤلاء الخمسة هم الموجودون فعلا في الساحة من حكام الدرجة الأولى وقد لا تكمل لجنة الحكام العشرة خانات لقائمة الحكام الدوليين، فكما تعرف في الموسم ما قبل الماضي بعد رحيل إبراهيم العمر ومحمد السويل ومحمد البشري.. لم تعوض اللجنة مكان هؤلاء الثلاثة سوى حكمين اثنين فقط بمعنى يا أخ سامي إذا لم يوجد الحكم المؤهل لملء الخانة لماذا يتم الترشيح، بالامكان أن تبقى القائمة الدولية بثمانية أو تسعة حكام دوليين فقط، إذ ليس شرطا ان تشغل العشرة مقاعد كاملة، قد يتبقى مقعد أو اثنان شاغرين.
** ماذا عن خلافة الحكم الدولي المساعد المعتزل حسين المغامسي.. هل سيكون الكثيري أو النعمي الأقرب لذلك؟!
- أنا معك الاثنان عبدالعزيز الكثيري وإبراهيم النعمي هما الاقرب لأنهما الأفضل إن صح التعبير، وأنا لا أستطيع التحدث عن الترشيحات لأنها من صميم اختصاص لجنة الحكام الرئيسية، لكن أستطيع القول بأنه من خلال الأداء الفني وتقويم اللقطات في العام الماضي فإنهما أميز اثنين من بين المتواجدين.
الباحة والمجمعة
** كيف تقيّم معسكر الباحة الاعدادي للحكام.. وكيف كان تفاعل الحكام المشاركين مع برامجه لا سيما بمشاركة جمال الغندور لأول مرة؟ وما الفرق بينه وبين معسكر التشيك؟!
- لقد تواجدت في معسكريّ التشيك والباحة وكلاهما كان نموذجا للمعسكرات المتميزة من حيث الاداء والتفاعل، لكن ربما يكون التفاعل أكبر في معسكر الباحة لأنه معسكر خاص بشيء معين وأتمنى الترشيح للمشاركة في بطولة الصداقة، والترشيح يكون دائما بمثابة الحافز والحافز هنا بطولة الصداقة فلذلك كان التفاعل أكبر، والترشيح للصداقة يختلف عن الترشيح للدوري، فالدوري طويل فإن لم تستطع التحكيم في الاسبوع الأول أو الثاني قد تحكم في الأسبوع الثالث وهكذا.. لكن إذا قلت أنني سوف أختار (22) حكما من أصل (35) حكما مشاركا للتحكيم في بطولة محدودة المباريات فالأمر مختلف والتفاعل أيضا سيختلف، ولقد كانت فكرة المعسكر فكرة جيدة، وكل حكم من المشاركين أعطى وقدم كل ما عنده، وطبعا وجود الأخ جمال الغندور كمحاضر كان مفيداً.. لأنه من وجهة نظري أن وجود المحاضرين الذين ابتعدوا أو اعتزلوا التحكيم حديثا له فوائد أكبر بالنسبة للحكام الجدد من وجود محاضرين ابتعدوا أو تركوا مجال التحكيم منذ (20) أو (25) سنة، فالغندور وناجي الجويني وإن شاء الله علي بوجسيم في المستقبل هم الأنفع والأكثر فائدة للحكام من الذين فات عليهم الشيء الكثير من الأمور التحكيمية بعد ابتعادهم الطويل وهم لا يفهمون أسلوب اللعب الحديث، فاللعب الآن تغير عن الـ20 أو 25 سنة الماضية من ناحية الأمور الفنية والنفسية وحتى الأمور التكتيكية للحكام، ففي السابق مقبول من الحكم ان يقدم أو يبذل أي شيء داخل الملعب لكن الآن اختلف الوضع هناك أشياء وعوامل أخرى تتداخل في أداء الحكم مطلوب مراعاتها من الحكام أنفسهم.
لكن كما قلت لك فإن وجود جمال كان علامة مميزة في معسكر الباحة وكذلك تفاعل الاخوان في لجنة الحكام، أيضا البرنامج الذي أعدته اللجنة كان موفقا وطيبا لأبعد الحدود، كما أن نجاح معسكر الباحة سوف ينعكس بالايجاب على برنامج المجمعة، فلقد وضعنا كلجنة فنية برامج سيكون لها نتائج ايجابية ولا يفوتنا أن ننوه بالحوافز المادية ودورها المهم، فلقد طالب الاخوان في لجنة الحكام الرئيسية بتوفير مصروف جيب للحكام تماما مثل الاعلاميين، يعني الحكم منهم يترك منزله وأهله لمدة أسبوع أو عشرة أيام لا بد ان يكون مقابل ذلك مردود مادي لو بالحد الأدنى على أقل تقدير، وكما تعرف ان الأمور المالية لها مردود ايجابي وتحفز وترفع من المعنويات ومن يقول غير ذلك فهو كاذب، ولقد وافق المسؤولين في الاتحاد مشكورين وذلك لتحفيز الحكام.
قطف الثمار
** نلمس من اجاباتك التفاؤل بنجاح معسكري الباحة والمجمعة، هل ذلك يدعونا أيضا للتفاؤل برؤية موسم ناجح للتحكيم السعودي خاصة وان الحكام وُضعوا أمام تحدٍّ كبير بعد اقرار مشاركة الحكام الأجانب؟!
- أتمنى ذلك إن شاء الله والآن جاء الدور على الحكام فالكرة في ملعبهم ففي السنة الأولى من عمل لجنة الحكام الحالية كانت خبرة الاعضاء اقل، وفي العام الماضي تطورت هذه الخبرة للأحسن، والسنة الحالية ستكون الخبرة أفضل، وهذا شيء طبيعي، فمع مرور الوقت والسنوات نتطور للافضل، وحقيقة نشكر الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي لم يستمع مسؤولوه للأصوات التي كانت تنادي بعملية الاقالة وأعطى المسؤولون اللجنة فرصتها للعمل، وأتمنى أن تكون السنة الحالية سنة قطف الثمار للجنة، فقد عملت واجتهدت ولا أقول ذلك لأنني عملت مع اللجنة الحالية لكن أقول لك يا أخ سامي ان اللجنة الحالية تعد من أفضل اللجان التي قدمت عملا فنيا، وفي فتح باب وأسلوب الحوار مع الحكام فلقد كنا في السابق خلال عمل اللجان السابقة لا نستطيع ان نتكلم مع مسؤول في اللجنة ولو حتى عبر التليفون، لكن الآن أصبح هنالك أساليب متعددة للحوار وقنوات اتصال وتواصل بين اللجنة والحكام سواء من قبل الرئيس أو أي عضو في اللجنة بامكان الحكم أن يصل إليه، يتصل ويناقش ويستفسر كما أن هنالك زيارات منذ الموسم الماضي للرئيس وأعضاء اللجنة لكافة اللجان الفرعية للحكام في مناطق المملكة، بواقع زيارة أو زيارتين في السنة للوقوف على مشاكل الحكام وتلمس احتياجاتهم، وقد تم توزيع أعضاء اللجنة على اللجان الفرعية المختلفة، الشاهد في الأمر أن هناك أشياء ايجابية قامت بها اللجنة؛ لذلك أقول جاداً: لقد حان الآن دور الحكام وجاء دورهم، فاللجنة والاتحاد لم يقصرا خاصة في فترة الاعداد للموسم المقبل من خلال تهيئة المعسكرات وتوفير الحوافز المادية وجلب المحاضرين الجيدين وتلبية جميع متطلبات الحكام، ومثل ما تفضلت في سؤالك أيضا وجود التحدي في ظل الاستعانة بالحكم الأجنبي هذا الأمر يشكل حافزاً آخر للحكام الذين أتمنى أن يعكسوا الصورة المطلوبة والمتوقعة منهم.
مستقبل الزيد
** كيف سيكون وضعك في المجال التحكيمي بعد الاعتزال عقب مشوار حافل مع الصافرة؟!
- بالنسبة لوضعي في الموسم القادم كما كان في السابق، مراقب فني ورئيس لجنة الحكام الفرعية بمنطقة الرياض وعضو اللجنة الفنية للجنة الحكام الرئيسية من خلال اللقطات والأمور الفنية، وسوف أسعى إن شاء الله للحصول على دورات في مجال المحاضرات وعندنا دورة محاضرين في لندن وأنا وعلي الطريفي ومحمد السويل في شهر أكتوبر الذي يوافق نهاية شهر شعبان القادم ينظمها الاتحاد الانجليزي سنويا، ونتمنى أن يكون لنا تواجد على مستوى الاتحاد الآسيوي والاتحاد الدولي كمراقبين وكمحاضرين خاصة أننا عملنا على مدار اربع وعشرين أو خمس وعشرين سنة، وشاركت في أكثر من (100) تجمع تحكيمي سواء على المستويات الدولية أو الآسيوية أو العربية أو الخليجية.
** هل تراودك فكرة تأليف كتاب يحكي قصة مشوارك الحافل مع التحكيم منذ بدايته لا سيما وأنك وصلت العالمية؟!
- حاليا الفكرة ليست واردة لأنني مرتبط بأشغال كثيرة أهم من عملية طرح كتاب.. والخبرة التي لدي كما تفضلت سوف أقدمها لزملائي الحكام عبر المحاضرات وعملي في اللجنة الفرعية لحكام الرياض ومن خلال اللجنة الرئيسية ولا أمتدح نفسي، لكن جميع حكام المملكة حتى على مستوى اللجان الفرعية يتصلون عليّ للاستفسار عن أمور تحكيمية ودائما أقدم لهم وجهة نظري حيالها وأحيانا يتصلون للاستفادة من بعض الأمور الفنية، فليس لدي الوقت الكافي لاعداد أو تأليف كتب، وكما تعلم ان طرح كتاب يحتاج الى جهد ليس سهلا ووقت كبير كي يظهر بالشكل المطلوب، ولا بد للإنسان ان يترك بصمة يكون فيها فائدة للناس الآخرين في مشوار حياته أو عمله.
برنامج صافرة
** هل سوف يستمر عرض برنامج (صافرة) مع بداية الدوري الممتاز المقبل؟
- والله يا أخ سامي هذا الأمر عائد إلى لجنة الحكام الرئيسية إذا رأى المسؤولون فيها استمراره فسوف يستمر خاصة وانه لم يتبق إلا القليل جداً على انطلاقة الموسم، وفي العام الماضي طالبنا الاخوان في القناة الرياضية بأن يوفروا بعض الأجهزة وبعض الأشياء لكن طبعا الامكانيات في التلفزيون هي التي تحكم، وفي نهاية الموسم الماضي جلست أنا والأستاذ عبدالله الناصر نائب رئيس اللجنة مع الاخوان في القناة وتفاهمنا معهم وقلنا لهم: في حال استمرار عرض البرنامج فإننا نتمنى ايجاد أجهزة مثلا، جهاز اعادة اللقطات أسوة بالقنوات الأخرى بحيث نستطيع الاستفادة من الأمور الفنية، وكذلك تسجيل جميع المباريات لأننا تعرضنا لاحراج في الموسم الماضي بسبب وجود بعض المباريات التي ليس لها تسجيل وهي لم تكن منقولة تلفزيونيا، وقد نبحث عن لقطة قد تكون موجودة لدينا في شريط اللجنة الرئيسية لكن بأداء ضعيف لا تخرج بنفس مستوى الجودة كما لو تم تسجيلها تلفزيونيا، فلذلك نتمنى تسجيل جميع المباريات المنقولة تلفزيونيا والمباريات المهمة في دوري الدرجة الأولى كي تعم الفائدة، إما إذا رأى الاخوان في اللجنة الرئيسية بأن البرنامج قد أدى الذي كان مطالبا به خلال السنتين الماضيتين من عملية التثقيف للمشاهدين والحكام فإن لهم الحق لأن أمر البرنامج يخص اللجنة الرئيسية وأنا مجرد منفذ.
لقطات
** أبدى الحكم العالمي عبدالرحمن الزيد حماسة شديدة في مواصلة مشواره في مجال التحكيم كمحاضر ومراقب في الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم.
***
** كان سعيداً بترتيبات اللجنة لمعسكريّ الباحة والمجمعة لا سيما وهو من المساهمين بفعالية في وضع برامجهما، وبدا منتشياً وهو يتحدث عن الحوافز المالية التي وفرها المسؤولون للحكام المشاركين.
***
** تعاطف كثيراً مع زميله الدولي ناصر الحمدان على خلفية ما تعرض له في الصين ثم في اختبار كوبر في أثينا، وشبه الحكم بالفريق الذي يستعد لبطولة قد يوفق بالنجاح وتقديم المستويات اللافتة وقد يحدث العكس.
***
** لم يُعِر فكرة تأليف كتاب يحكي مشواره مع الصافرة والتحكيم حيزاً من الاهتمام الكبير مشيراً الى أنه مشغول الآن بأمور أكثر أهمية.
***
** رحب أبو زيد باتصالات زملائه الحكام للاستفادة من خبراته وآرائه التحكيمية في كافة أمور التحكيم.
|