عند الحديث عن الأسس والمعتقدات التي تعترف بها لغة الرياضة بكافة أشكالها وممارساتها فسنجد أنها تؤمن بالمنافسة الشريفة والنزيهة والعادلة قبل أي شيء آخر.. وذلك يعني الاستنفار في محاربة الآفات التي تحدق بالرياضة وتتربص بها.. من منشطات ورشاوى وتزوير وغيرها من المشكلات التي تنتهك حرمات التنافس الشريف وتقتل روعة الانتصار.. وبالتالي تنخر جسد الرياضة..!!
** وليس ثمة شك في أن انتظار أجيال رائعة ومواهب فذة في الفرق والمنتخبات يعتمد اساساً على متانة القواعد السنية.. ومدى قدرتها على استقطاب المواهب وصقلها وبالتالي ضخ المخرجات الى الدرجات الأعلى وصولاً للفريق الأول على مستوى الأندية أو المنتخبات.. وهذا هو البناء الهرمي الصحيح لتكوين فريق قوي مكتمل العناصر باكتفاء ذاتي.. وهذا هو الوضع الطبيعي حتى ولو كنا في عصر الاحتراف..!!
** وإدراكاً لهذا التوجّه الصحيح وإيماناً بمدى أهميته كان اهتمام القيادات الرياضية باقامة المناسات والبطولات على مستوى أعلى.. حيث ان في ذلك توسيعاً لدائرة المنافسة.. وفيه مساهمة في بروز مواهب وتطوير مستوياتهم.. هذا بالاضافة الى معاني الاخاء والتعارف المطلوب توافرها بين الرياضيين.
** إلا أن المحزن في الأمر حين يكون استغلال الفوز كمكسب (وقتي) على حساب حرمات الرياضة.. وبانتهاك وارتكاب المحظور في العرف الرياضي.. وهنا مكمن الخلل.. هذا الخلل الذي لا ينم عن عقلية رياضية محترفة تبني أجيالاً ينتظر منهم (الوفاء والولاء والاخلاص) مستقبلاً وهم يترعرعون رياضياً على الغش والتزوير في صغرهم.. وهنا أتساءل: هل هذه تنشئة..؟!
** لاشك أن للبطولات أهدافاً سامية بعيداً عن مصطلحات مؤقتة كما هو الفوز والخسارة.. ولنعلم يقيناً انه متى كان الانحراف عن تلك الأهداف كان الخطر.. وهنا يجب أن نعدل الوضع وإلا فلنقف.. لأن استمرار البطولات بنفس المحظورات يعني استمراءها.. وبالتالي لا نحقق شيئاً من تلك الأهداف التي هي الأساس في عرف الرياضة.. بل وسنظل نراوح مكاننا.. وهنا نقول ما الفائدة إذاً من هذه التجمعات الرياضية..؟!
تعلّموا من أبي خالد
** لقد كان لوداع الرمز النصراوي الأمير عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله - أثر كبير في الأوساط الرياضية عموماً.. وقد بدا ذلك واضحاً وجلياً بعد وفاته - رحمه الله - نظراً لما كان يتمتع به سموه من صفات مثالية في البذل والتضحية والعطاء والاخلاص من أجل نجاح أي مهمة يتوالاها.. سواء في الرياضة السعودية بشكل عام أو في ناديه (النصر) بشكل خاص.
** والذي نرجوه بعد وفاة رمز النصر ان نرى من يتأثر بصفات سموه من رواد الوسط الرياضي ويجعلها ديدنه في العمل، خصوصاً من تشرّفوا بالقرب من سموه إما بالعمل معه أو حتى ولو بإجراء (حوار صحفي)..!!
** أستأذنكم لنعود بالذاكرة الى الأمس القريب، حين كان سموه مطلباً للاعلام - كعادته رحمه الله - اثارة وروعة وحماساً وتحديداً في لقائه الأخيرة بجريدة الجزيرة والذي اجراه الزميل سعود عبدالعزيز، وفي الحوار تم توجيه سؤال لسموه (والله أعلم بنية السائل) عن الخسارة القاسية التي تلقاها ممثل (الوطن) فريق الهلال من الشارقة الإماراتي في التصفيات الآسيوية..
** إلا أن إجابة الفقيد - رحمه الله - كانت تنبض بروح الوطنية المخلصة غير المستغربة.. فقد اعتبر سموه ان هذه الخسارة تعتبر خسارة لناديه النصر حين قال: (نحن في نادي النصر نعتبر هزيمة الهلال بالخمسة هزيمة للنصر لأن الهلال كان حينها يمثل الكرة السعودية).. هذا بالرغم من كونه يرأس فريقاً يعد المنافس التقليدي للهلال.. إلا أن تلك الخسارة لم يجعلها سموه فرصة أو طريقة (للتشفي) من منافسه لأنه يعلم علم اليقين ان الهلال كان في مهمة باسم الوطن..!!
** وهذه الاجابة - في نظري - درس من سموه في (أخلاقيات التنافس) وروح (الوطنية) التي تقطر في اجاباته - رحمه الله - وهذه الأخلاقيات الرائعة هي ما نؤمله ونتمنى زرعه في رياضتنا التي هي اليوم بأمس الحاجة الى ذلك..!!
** إلا أن الزميل العزيز الذي انطلق (يتشفّى) من خسارة الزعيم الصغير في الامارات نذكره باجابة أبي خالد - رحمه الله - وكيفية تعامله (الوطني) مع خسارة ممثل الوطن.. وفي ذات الوقت نذكره بأن هناك قضايا طرأت في البطولة هي في نظري أولى بالطرح والمناقشة لتقدم للقارئ.. لانها تنهش في جسد الرياضة مثل (التزوير) في أعمار اللاعبين وهي القضية التي تهدد استمرار البطولة..!!
** وأعود لأذكره أيضاً بأن فريقه المفضل بحاجة الى استمرار في النهج الذي خطط له رمزه الأول.. وذلك من أجل حصد البطولات والانجازات التي ينتظرها محبوه.. ومن الطبيعي ان هذا لن يتم إلا بالتفاق شرفي وإعلامي وجماهيري حول النادي خصوصاً في هذا الوقت.. أما الاشتغال بالتشفّي من المنافس (حتى وهو في مهمة وطنية) وبأي طريقة كانت فهذا بالتأكيد لن يؤثر في المنافس.. وايضاً لن يخدم ناديه المفضل ولن يقدم له شيئاً..!!
** بقي أن أقول إن محاولة تمرير الاتهامات جزافاً بعكس الواقع وبطريقة تفتقد الى (الحقيقة) ليست مستغربة.. لاعتقادي بأن الغيرة (البطولية) تصنع أي شيء.. (أي شيء) أليس كذلك..؟!
** كما أنني أضم صوتي وطلبي ورجائي مع من سبقني إلى اتحاد الكرة بنقل مباريات الناشئين والشباب في الرياض الى ملعب الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - خصوصاً وان الملعب الآن يحتمل مباراتين في يوم واحد ليس لشيء إلا للبحث عن (الحقيقة) التي قُلبت رأساً على عقب..!!
تلميح.. صريح
** أخيراً.. وبعد (مد وجزر) بين اللاعب والإدارة رحل اللاعب ديجايير.. ويبدو أن الهلال قد تخلص من (مقلب) كان في (قالب) جاهز ومغلّف ب(الثقة) المفرطة..!!
** بالنظر في المشكلة التي أحدثها المحترف ديجايير، ألم يكن لزاماً التنسيق المسبق (قبل وصول اللاعب) لاجراء تجربة على ضوئها يكون التوقيع أو لا يكون.. وذلك حتى لا تحدث شوشرة بالفريق ولكي لا يكون الوضع معلقاً بين الطرفين لفترة بين أخذ ورد..؟!
** سابقاً .. كانت المطالبة بحماية الحكام من اعتداءات بعض اللاعبين وذلك بإيقاع العقوبات الصارمة التي تضمن عدم تكرار التصرفات الخارجة عن إطار الروح الرياضية.. أما الآن فيبدو اننا بصدد البحث عن كيفية حماية (المصورين) وحاملي الكاميرات من اعتداءات بعض اللاعبين (المحترفين) وذلك لاداء عملهم داخل الملعب بكل راحة..!!
** (يا جماعة.. يا محترفين).. ترى الكرة (فوز وخسارة).. يعني يوم لك ويوم عليك.. والمصورون ليس لهم أي علاقة بالنتيجة حتى تغضبوا عليهم أو حتى (تهددونهم) على الهواء مباشرة..!!
|