تعقيباً على مقال الدكتور الطريري المنشور يوم الثلاثاء 24-6-1425هـ في زاوية مقال حول المناهج الذي جاء من ضمنه قوله: هل يُدرك مَن يتهمون مناهجنا من بني جِلْدتنا أن ما يقومون به هو مساندة للظالم على عدوانه وظلمه، ودفاع عن مشروعه الاستعبادي؟! وهل يُدرك هؤلاء أن ما يقوم به الآخر هو نتاج طبيعي لنظامه التربوي ومناهجه المباشرة والخفية، مناهج الكنيسة والإعلام والمدرسة وقنوات التنشئة الأخرى؟! أقول على الرغم من إيماني بأن مناهجنا لم تخرّج المتطرف والإرهابي إنما خرّجت أمثالك وأمثال ابن باز وابن عثيمين -رحمهما الله- وغيرهما ممن ترجم تلك المناهج إلى رسالة وولاء ودعوة لكل مافيه خيرا الدنيا والآخرة وإلى مافيه الأمن والأمان والسلم والسلام.. ولكن رغم ذلك كله فنحن نعتب على مناهجنا بأنها لم تتجدد وتتطور بتطور الدولة، فأغلب التغيير كان في الطباعة في الزمن الماضي، ورغم مانشاهده من محاولات في التجديد إلا أنها كانت في برج عاجي أفسد ثماره عدم إيمان المعلم والمعلمة، وغيابهما عن المساهمة الجادة وليست الصورية في التطوير والتجديد.. أقول رغم ماانفقته وزارة التربية والتعليم من ملايين في الزيارات الخارجية للبحث عن مناهج متطورة وإعادة صياغتها بما يتناسب مع بلاد الحرمين إلا أن زوارنا الكرام لم يجلبوا إلا حكايات وروايات ومغامرات كمغامرات اليس في بلاد العجائب ومغامرات سندباد.. أين الترجمة الفعلية والتخطيط المدروس والمشاريع والبرامج العملية للتطوير والتغيير؟..
هل مادة التربية الوطنية في إعدادها ستزرع مواطناً غيوراً مخلصاً لدينه ووطنه؟..
وهل تكديس المواد في المرحلة الثانوية سيخرّج من يلبي سوق العمل؟.. ان مناهجنا من خلالها نعلم أبناءنا الولاء لله تعالى ولدينه ثم لولاة الأمر، وأنا ضد من يهاجمها ولكني أكرر أنها مازالت تحتاج إلى غربلة وتصحيح وإعادة بناء لتلبية الحاجات الماسة لسوق العمل وإلى تنمية المهارات لدى الأبناء ولكيلا نخرّج ابناً لايستطيع التعامل مع مشكلاته الحياتية البسيطة ولا يستطيع أن ينقد الخبر الذي يسمعه وتتناقله وسائل الإعلام والقنوات الفضائية في عصر كثر فيه المغرضون وبرزت الأنياب السامة لنهش جسد الأمة وألا يستطيع أن يميّز بين الغث والسمين.. أتمنى أن تكون رؤيتي وضحت وأشكر لسعادتكم غيرتكم وأتمنى ممن يتناول المناهج أن يركز على ما بينها وبين التنمية من فجوة وألا يردد أبواق الحاقدين ويحارب الدين الذي أعزنا الله به ولو بحثنا عن العزة في غيره أذلنا الله أو كما قال الفاروق رضي الله عنه وارضاه.
علي بن سعد الفريدي |