جهود طيبة وفاعلة تبذلها المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني في مجال توظيف وسعودة الوظائف الفنية، وذلك بالإضافة لجهودها الملحوظة في تأهيل وتدريب الشباب من خلال مؤسساتها المختلفة، تلك الجهود نلمسها من خلال ما يعرف بأيام المهنة التي تقوم بها كل منطقة فيها كلية بعقد لقاء دوري بين رجال الأعمال والمؤسسات وبين الشباب الباحث عن عمل، هذا بخلاف جهودها التي توجت بتأسيس ما يعرف ببرامج التدريب المشترك بالتعاون مع صندوق الموارد البشرية والتي تقضي بتدريب الموظف في المنشأة وتحمل الصندوق 75% من راتبه مدة التدريب، هذه الجهود التي تقوم بها المؤسسة ممثلة بوحداتها المختلفة والتي تتواصل بها مع كافة مؤسسات وشركات القطاع الخاص، لهي مما يشكر ويحمد لها.
بيد أني وفي حجم هذا الثناء انتابني استغراب كبير حينما تأملت عن قرب بيئة توظيف كبيرة لم تتوجه لها برامج التوظيف ولم تفعل جانبها، ومرد الاستغراب ان تلك المؤسسات هي جهات تستخرج تصاريحها ورخصها من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني ذاتها وهي بانتشارها وسعة تواجدها في مدن المملكة بإمكانها ان تحوي العشرات من أبناء الوطن الباحث عن عمل، وبداية تأملي في هذا الوضع هو بحثي عن معهد خاص ألتحق فيه بدورة في مجال الحاسب الآلي، حيث فوجئت في احد المعاهد المتوسطة في منطقتي بوجود 14موظفا لا يوجد بينهم سعودي واحد رغم أن وظائف اكثرهم ليس لها علاقة بتنفيذ الدورات بمعنى كونه مدربا او ما شابه، بل وظائف مثل: السكرتارية والكتابة وغير ذلك، حتى وظائف التدريب بالإماكن شغلها بشباب سعودي مؤهل وقرأت مؤخرا لاحد خريجي الحاسب الآلي بأحدى الكليات والذي ذكر أن التعب أضناه وهو يبحث عن وظيفة
تجربتي مع المعهد الأول جعلتني اتأمل التجربة مع معاهد اخرى وبدأت أدقق في وجود السعوديين الذي لم يكن له اثر يذكر إلا ما ندر رغم ان بعض المعاهد وضعت مدراء سعوديين ولكن بعد مناقشتهم صرح لي بعضهم بأن الحل والربط بيد شخص متعاقد يفترض أنه يعمل تحت امرته
هي ملاحظة اثق أن رجال المؤسسة يهتمون بها جدا، والمؤسسة قادرة على تفعيل هذا الدور وإحلال شباب سعودي مؤهل في تلك المعاهد خاصة وأن سوقها والاقبال عليها كبير جدا، وأتمنى على المؤسسة أن تبذل جهدها من خلال مراقبيها بإجبار تلك المعاهد على توظيف نسب معينة من السعوديين كما فعلت وزارة البرق والبريد والهاتف مع كبائن الاتصالات الهاتفية وصناديق البريد التجاري.
|