باختصار
صيفنا البريء
نورة المسلّم

هاهو الصيف يودِّع الناس.. الناس الذين قسّموا على أوقاته فلوسهم ولياليهم ونهاراتهم، كلُّ بمقدرته وطريقته في تبديد هذه الإجازة الملتهبة.
الأحق بنا ألا نقيس المقدرة ونضعها في خانة ضيقة، عندما نقول: لماذا يذهب من يذهب إلى هناك، ويبقى من يبقى هنا؟ لكن الأهم هو النظرة الى فراغ قاتل لا يبدده سوى الفراغ نفسه بالقتل.
لقد ظهرت في السنوات الأخيرة فكرة المهرجانات الصيفية، وشارك الجهاز الإعلامي في توزيعها من خلال متابعة الفعاليات، وكلنا يدرك ماذا تعني السياحة لأي بلد، غير ان الأهم هو تعاملنا مع السائح السعودي بكل براءة، هذا السائح الذي يفر بعيدا إذا امتلك القوة التي تساعده على الفرار، او انه سيحكم نفسه بالمقدرة ويذهب مع اطفاله بكل براءة لمقابلته تلفزيونيا ليصف الطبيعة والطقس.
كيف ننظر الى الصيف على انه فرصة لزيادة الدخل، ليس لإفراغ الجيوب، بل تقنينها وجعل مشاريعه فرصة استثمارية ليس للخزينة المالية فقط، بل العقلية وأنماط المعيشة والاستهلاك.
قد يسأل الناس: لماذا يذهب السعوديون إلى دول الجوار التي ترتفع فيها الحرارة وربما كانت تفوق مالدينا ؟ هل هناك إمكانيات أفضل أو متسع من الفرص التي يشعر الانسان فيها بشيء من التغيير ؟ اتجاهل هنا تفسيرا غير بريء لمن يظن ان اللهو والانفتاح وحدهما السبب، لأن مقياسي هنا هو عائلات بكامل حشمتها تذهب مجتمعة حول مائدة السياحة وحدها ! اتمنى ان تفتح السياحة عينها على مجالات اكثر من مهرجانات الاطفال والمسابقات لكأننا جميعا اطفال، اما اذا تسلينا فإن مهرجانات الغناء التي تخص الرجال وحدهم هي احدى الوسائل، ولا ننسى مهرجانات الشعر، تلك العلامة الفارقة في جبين شعب حالم ونائم، ينام على قصيدة ويستيقظ على مثلها، في وقت كان نصيب النساء منها برامج مسجلة ومشاركات كي لا نظلمهن.
كل صيف وانتم سياح راشدون عاقلون، تمارسون الترويح بكل براءة!