قال له صاحبه: (أعتقد أن جزءاً من اللوم فيما حدث لدينا من أعمال إرهابية يقع على عاتق أولياء أمور الإرهابيين).. ليرد عليه بالقول: إنك أبعد ما تكون عن الصواب، فأهالي الإرهابيين ليسوا إلا ضحايا مثلهم في ذلك مثل كل من طالته شرورهم وأضرارهم، والله سبحانه وتعالى يقول:{وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، ويقول كذلك {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ...}، ومن يشك في ولاء هؤلاء الأهالي لولاة أمرهم ولوطنهم كمن يشكك في ولاء عائلة أي منحرف عن قيم هذا المجتمع، وليكن مهرب مخدرات أو قاطع طريق أو خلافهما، بل ان الانحراف لم يُسَمَّ انحرافاً إلا لكونه يمثل نكوصاً عن طريق الجماعة والكثرة الكاثرة، والشاذ - كما هو معرف - لا حكم له.
** وقال له صاحبه: (إذن لِمَ لم يبادروا بالعمل على تربية أبنائهم التربية الدينية والوطنية الصالحة؟).. ليرد عليه متمثلاً بالآية الكريمة: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}، فضلاً عن أنه ليس بالضرورة أن تمثل التربية المنزلية وحدها سداً منيعاً أمام مثل هذا الانحراف، لا سيما في عصرنا هذا والمليء بكافة المؤثرات المختلفة، حيث إن هناك ما يعرف علمياً ب(الآخرون المؤثرون)، كذلك هناك ما يسمى بالجماعات المرجعية و(التنشئة الراجعة أو بالأثر الرجعي: Retrospective Sociazation) الأمر الذي يعفي أهالي هؤلاء الإرهابيين من كافة أنواع المسئولية.. بل ألا يكفي هؤلاء الأهالي براءة ويؤكد الولاء لديهم حقيقة مسارعتهم في أعقاب كل حادثة للوقوف أمام أيدي ولاة أمرهم لتأكيد براءتهم مما اقترفت أيادي ذويهم ولتجديد الولاء والمحبة؟.
** وأخيراً حاول صاحبه أن يقول له المزيد، غير أنه حينها أمره بالتوقف عن القول ليستعرض له بدلا من ذلك موقفين من شأنهما أن يؤكدا صحة (موقفه) المستعرض آنفا: أولهما حقيقة ما نسمعه أو نشاهده في أجهزة الإعلام من مناشدات عائلية من أهالي الإرهابيين لأبنائهم.. مناشدات ملؤها الدمع والأسى والانهيارات النفسية الأليمة. أما الموقف الآخر فقد حدث (له) شخصياً مع أحد أقرباء الإرهابيين، حيث أكد له هذا المواطن الشريف، وهو يشير إلى أبنائه العشرة ممن كانوا حينها في المجلس بما نصه: (أقسم لو أن الوطن احتاجهم جميعهم لحظتها هذه لقدمتهم لولاة أمري على طبق من الفخر والفرح والسرور ولاحتسبتهم شهداء عند الله..)..
.. نحن أمة واحدة، ومن شذَّ شذَّ في النار..
|