* واشنطن - من مايك ماكارثي - د ب أ:
جاء دفاع مرشح الحزب الديموقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية جون كيري الأسبوع الماضي عن الادعاءات التي تشير إلى أنه لم يكن صادقاً بشأن سجل خدمته العسكرية خلال حرب فيتنام ليضع مجدداً السجلات العسكرية للمرشحين الرئاسيين في دائرة الضوء.
ووجه كيري انتقادات لاذعة للمرة الأولى منذ بداية بث إعلانات تلفزيونية تبنتها جماعة من المحاربين القدماء تزعم فيها أن كيري لم يكن أمينا بشأن سجله العسكري في حرب فيتنام وأنه لفق الروايات والقصص ليحصل على الأوسمة والنياشين.
ويأتي النزاع الجديد قبل أقل من أسبوعين فقط من المؤتمر الوطني للجمهوريين في نيويورك لإعادة ترشيح الرئيس جورج بوش في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في الثاني من تشرين الثاني - نوفمبر المقبل.
ومعظم استطلاعات الرأي حتى الآن تشير إلى تساوي الكفتين في السباق وبعضها يرجح تفوق كيري بنسبة ضئيلة.
ودافع كيري بغضب عن إنجازاته في فيتنام وقال: إن جورج بوش سمح لمنظمة اسمها (محاربو سويفت بوت القدماء من أجل الحقيقة) مؤيدة له بتنفيذ (أعماله القذرة) عن طريق التشكيك في سجل خدمته العسكرية خلال حرب فيتنام.
وقال كيري (إن المنظمة تمثل واجهة لحملة بوش وعدم إدانة الرئيس لها تكشف لكم كل ما تحتاجون إلى معرفته وهو أن الرئيس يريدها أن تنفذ أعماله القذرة).
وأنكر المسئولون عن حملة بوش صلتهم بالجماعة وقال المتحدث باسم بوش سكوت ماكليلان: إن (السناتور كيري يعلم أن الرئيس بوش وصف خدمته العسكرية في فيتنام بأنها نبيلة).
وقال ماكليلان يوم الجمعة: (قلنا مراراً إنه ليست لنا علاقة بهذه الإعلانات التلفزيونية من قريب أو من بعيد ويجب على السناتور كيري أن يحتفظ بهدوئه حتى لا يتخذ من ذلك ذريعة للهجوم على الرئيس بلا أي أساس من الصحة).
واتهم ماكليلان كيري بأنه لم يحرك ساكنا أثناء الإعلانات التلفزيونية التي شنتها جماعات (الظل) وأنفقت عليها ملايين الدولارات حتى يظهر الرئيس بوش في صورة سلبية أمام الرأي العام الأمريكي.
وأبرز كيري في عديد من المناسبات سجله العسكري الذي يتضمن حصوله على ثلاثة من أوسمة القلب الأرجواني لتعرضه للإصابة أثناء القتال والنجمتين البرونزية والفضية لشجاعته أثناء الحرب وذلك من خلال أقوال العشرات من المحاربين القدامى الذين خدموا بجواره أثناء حرب فيتنام.
لكن أعضاء منظمة (محاربي سويفت بوت القدماء من أجل الحقيقة) الذين خدموا أيضا بجوار كيري في فيتنام يروون قصة مختلفة في الإعلانات العديدة التي ظهرت عنهم في الآونة الأخيرة والتي يبدو أنها تتعارض مع إشارات كانوا صرحوا بها من قبل؛ ففي أحد الإعلانات يقول ضابط البحرية الأسبق جورج إيليوت: إن كيري (لم يكن أميناً بشأن ما حدث في فيتنام). ويقول محارب آخر: (إن كيري كذب من أجل الحصول على النجمة البرونزية).
وفي الوقت نفسه ذكرت صحيفة الواشنطن بوست أن الكثير من المحاربين القدماء الذين ينتقدون كيري حاليا أشادوا بسجله العسكري علنا وفي وثائق فترة الحرب.
وفي إعلان آخر أذيع لأول مرة يوم الجمعة يعبر المحاربون القدماء عن غضبهم لدور كيري في معارضة حرب فيتنام بمجرد أن عاد إلى الولايات المتحدة حيث التحق حينئذ بالمظاهرات المناهضة للحرب.ومنذ أن ظهرت اتهامات جماعة (محاربي سويفت بوت القدماء من أجل الحقيقة) إلى حيز النور لم يعرها كيري اهتماما يذكر لكن أعضاء في فريق حملته الانتخابية كانوا يتولون الرد على هذه الاتهامات. لكن الكيل فاض بكيري يوم الخميس عندما تولى بنفسه زمام الأمور وبدأ يرد بنفسه على الاتهامات الموجهة إليه.
وقال كيري في كلمة له أمام الجمعية الدولية لرجال الإطفاء: (منذ أكثر من ثلاثين عاما تعلمت درسا مهما: عندما تتعرض للهجوم فإن أفضل شيء تفعله هو أن تدير قاربك وتواجه المهاجم. وهذا ما أنوي أن أفعله اليوم).
وأضاف (منذ ثلاثين عاما مضت تذكر تقارير البحرية الرسمية وكل شخص وثق خدمتي في فيتنام ومنحوني النجمة الفضية والنجمة البرونزية وثلاثة أوسمة من القلب الأرجواني. منذ ثلاثين عاما مضت كانت تلك هي الحقيقة وما زالت وما زالت قدمي تحمل آثار الشظية التي أصابتني أثناء الحرب إلى الآن).
وفي الوقت نفسه تسبب النزاع الذي أثارته جماعة المحاربين القدامى في ظهور سجل خدمة بوش العسكري على سطح الأحداث مجددا؛ فأشار الديمقراطيون إلى أن بوش استخدم اسم عائلته حتى يخدم في القوات الاحتياطية الموجودة داخل الولايات المتحدة أثناء حرب فيتنام.
وكما استفاد بوش من الإعلانات التلفزيونية التي بثتها جماعة (محاربي سويفت بوت القدماء من أجل الحقيقة) استفاد كيري من مساندة جماعة مماثلة يطلق عليها (موف أون) حيث اعتادت لشهور عرض إعلانات تتهم بوش بعدم عرض سجل خدمته العسكرية؛ لأنه يخشى من تعرضه للعقاب لدور والده البارز في السياسة الأمريكية حينئذ.
وأشار ماكليلان المتحدث باسم بوش أمس إلى أن هذه الإعلانات تدحض اتهامات كيري لحملة بوش الانتخابية.
|