لا أكاد أحصي عدد أصحاب المجالات المهنية والاهتمامات الخاصة الذين طالبوا وزارة التربية والتعليم بأن تدخل في مناهجها التعليمية بعض أساسيات ومبادئ تخصصاتهم. فكل مختص يريد اليوم أن يأخذ من مناهج التعليم بطرف، بدءًا من المختصين في الصحة النفسية والسلوك ومروراً بمجالات الإعلام والتقنية وانتهاءً بقضايا الأمن والتجارة والاقتصاد والعولمة وحقوق الإنسان.
دعونا إذن نفكر في أن ندخل في مناهجنا مقرراً عن الحب كقيمة إنسانية وتعليمية راقية، وإن تعذر ذلك فلندرب معلمينا على أساليب نشر فضيلة الحب والاهتمام بالآخرين بين طلابهم.
ألم تسمعوا بذلك المعلم الغربي الذي أقنع طلابه بمصافحة بعضهم البعض كل صباح ليفاجأ بانخفاض معدلات سوء السلوك بينهم.
الطفل الذي يفتقد إلى نعمة حب من حوله وحبهم له يعيش تعيساً وتسيطر عليه حالة من الاضطراب والقلق ويتملكه شعور بالاغتراب يعزله عن مجتمعه.
إذا نحن عودنا طالبنا مبكراً على حب الآخرين والاهتمام بهم فسوف يتشكل بداخله عالم عاطفي متوازن ومتماسك وسيتعزز في النهاية انتماؤه الصادق لمجتمعه المحلي (والعالمي لاحقاً)، وسوف يتفهم الآخرين ويتقبلهم ويتعاون معهم فيما يحقق النفع والسعادة لهم.
التربويون المحترفون يعرفون إستراتيجيات تعليم الطفل حب الغير والاهتمام بهم، بل هم يسألون: ما فائدة تعليم المهارات والمعارف لمتعلم لا يحب الآخرين ولا يهتم بهم، فهذا المتعلم لن يقدم شيئاً لمجتمعه (إن لم يضره)، علموهم الحب أولاً.
(*) كلية المعلمين بالرياض |