Saturday 21st August,200411650العددالسبت 5 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

عبداللطيف الحسيني.. المشوار الصعب والنجومية المطلقة عبداللطيف الحسيني.. المشوار الصعب والنجومية المطلقة

* تقرير - عبدالعزيز العبيد
عبداللطيف الحسيني اسم برز في السنتين الأخيرتين وأصبح مطلوباً للعمل في الأندية الكبرى حيث انهالت العروض عليه وهذا ما دعانا في (الجزيرة) إلى إلقاء الضوء على هذه الكفاءة ولكن من وجه آخر لم يتم تناوله مسبقاً ومن باب إعطاء كل ذي حق حقه فبالتأكيد الحسيني اثبت بأنه بالفعل صاحب حق يجب على الإعلام تقديره وبشكل كامل.
البداية
نشأ عبداللطيف الحسيني في أسرة هلالية محضة فقد كان والده عاشقاً للأزرق ولم يجعل لابنه مجالاً للاختيار بين الألوان الأخرى وبالفعل لم يبلغ عبداللطيف السادسة من عمره حتى التحق بشباب الهلال بعدما شاهده سالم سلطان شقيق لاعب الهلال فهد سلطان في ذلك الوقت في إحدى مباريات الحواري في عام 1399هـ وكان طه الطوخي هو مدرب الفريق في ذلك الوقت وبعد مضي السنين صعد عبداللطيف إلى الفريق الأول بسبب عامل السن وأصبح واجباً عليه أن يفرض نفسه في الجهة اليسرى من الملعب وسط زخم من النجوم وهذا ما أدى إلى عدم حصوله على أي فرصة ليتم تنسيقه بعد ابتعاده لمعرفته بما سيحمله الواقع المرير له ليتلقى أول صدمة مؤلمة له في المجال الرياضي فعشقه الأول ذهب بلا رجعة وآماله في النجومية تلاشت.
كان عمره 20 عاماً ولكنه كان يرغب في اللعب للأندية فلم يمت طموحه حتى الآن وإن كان قد خبا قليلاً وهذا ما جعله يعرف الشباب لأول مرة بعد أن لعب فيه ضمن دورة تنشيطية ليطلبه عبدالله بن سالم، ويقنعه بالتسجيل لليوث ولكن الصدمة الثانية كانت قريبة ففي إحدى مباريات الحواري كسرت ساقه وابتعد عن عرض الشباب ستة اشهر حتى انجبرت كسوره ولكن الكسور الأخرى لم تنجبر فابتعد عن مزاولة محبوبته وانتهى مشواره كلاعب إلى الأبد.
وللمشوار بقية
وبعد فقده لأمل اللعب فضل عبداللطيف الاتجاه للدراسة ليحصل على دبلوم التربية الرياضية من معهد التربية الرياضية ثم دبلوم آخر من الكلية المتوسطة فحتى توجهه الرياضي لم ينقض بل استمر في المجال الذي يعشقه ويحبه وهو الذي أصبح طريقه للإبداع كما هو حال كل المبدعين إذا عشقوا توجههم وبعد تخرجه عمل مدرباً لأحد القطاعات العسكرية من العام 1405هـ وحتى هذه اللحظة ليدرب نجوم الأندية في فريقه الجديد مثل يوسف جازع وصالح النجراني وسدوس ومنصور القاسم وعبدالرحمن النعيمة، وكان للجميع رأي موحد بعد مشاهدتهم لقدرات مدربهم وكان السؤال الملح من قبلهم دائماً لماذا لا تتجه إلى العمل في الأندية؟
لم يجبهم ولا نفسه على هذا السؤال أبداً وإن كان يتردد في عقله كثيراً وظل يلازمه دائماً ولكنه كان يعرف بأن الوقت مهم لتطوير الذات فاستغل هذه الفترة في الحصول على دورات تدريبية في ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة في العلم اللياقي وذلك لزيادة كفاءته ولعلمه أن اسمه لم يكن كبيراً فلم يستطع أن يقنع الأندية بما يملكه من قدرات وهو الذي نسق عندما كان في العشرين من عمره.
عودة للعشق القديم
قرر عبداللطيف أخيراً أن يضع حداً للسؤال الذي يتردد عليه دائماً في العمل مع الأندية، ويحاول أن يعود للعشق القديم.. الهلال فهو لم يستطع أن ينسى ما تربى عليه ليحاول توسيط أصدقائه في الدخول للبوابة الزرقاء ولكن جميع المحاولات كانت تبوء بالفشل ويخسر الحسيني الهلال للمرة الثانية، ولكن الأمل في العمل مع الأندية ظل موجوداً فها هو شقيق بندر الجعيثن ساطي مدرب سلة الرياض ينصحه بالعمل في نادي الرياض وبحكم عمله هناك، فقد عرض اسمه على خالد القروني مدرب درجة الناشئين الذي اشترط تجربته ثلاثة اشهر كمساعد له ومدرب للياقة ولكن التسعين يوماً كانت مدة طويلة فلم تصل المدة إلى ثلث هذا الرقم حتى طالب القروني بتوقيع عقد معه ليلازمه بعد ذلك في مشواره ويظل القروني صاحب الفضل الأول بعد الله عليه بعد أن دعمه وآزره وهو لا ينسى هذا لخالد أبداً ولا أن يوفيه حقه كأستاذ له.
استطاع الاثنان أن يرتقيا بعد ذلك لتدريب الفريق الأول بعد سنة واحدة وينجحا في العام 1418هـ في إبقاء الرياض في الدوري الممتاز بعد أن أضاع الفريق الكثير من النقاط من 15 مباراة ورغم القليل المتبقي الا أن العمل كان أضخم بل وصل الأمر لأن يبلغ الرياض إلى نهائي الكأس ولكن ضربة حظ في النهاية ضيعت الأمل ولكن النجاح كان كبيراً.
تطوير الذات
اضطر عبداللطيف بعد ذلك في العام 1419هـ إلى رفض عرض الرياض بتدريب ناشئيه أو الاستمرار في الفريق الأول لقيادته فريق قطاعه العسكري في دوريه الخاص والرسمي، والذي لم يكن طويلاً ولكنه افقده فرصة العمل مع الأندية ليعمد إلى تطوير نفسه ويكثف من حضوره للتمارين لجميع مدربي تلك الفترة في أندية العاصمة لزيادة حصيلته العلمية وكسب معارف جديدة وأيضاً إضافة قدرات أخرى لطموحه ولم يكن يتورع عن سؤال مدربي اللياقة عن فوائد هذا التمرين أو ذاك وطلب الإجابة عما يصعب عليه معرفته وليضيف دورة تدريبية جديدة له هي الشهادة C ثم B كمدرب فني قبل أن يضيف بعدها بسنة الشهادة A ليثبت أن هذه الراحة كانت استراحة المحارب اقلق فيها مدربي اللياقة المعتمدين في الأندية بأسئلته الكثيرة.
البداية الجديدة
ويعود لعمله مع القروني توأمه الرياضي مرة أخرى في عام 1420هـ مع نادي الشعلة في دوري الدرجة الأولى ليستطيع الثنائي إبقاء الفريق وإنقاذه من الهبوط ويستدعى القروني بعدها للمنتخب الأولمبي كمساعد للبرازيلي ألبرتو ثم يصبح مدرباً ليستدعي بدوره رفيقه الدائم عبد اللطيف ولكن الأولمبي السعودي فشل هذه المرة للوصول إلى أولمبياد سدني وينتهي المشوار سريعاً هذه المرة.
ويكلف بعدها بالعمل مع منتخب الناشئين الذي يستعد لكأس العالم ولكن القاصمة الأكثر إيلاماً له في حياته تحدث ويتوفى والده - رحمه الله - ليعود بعدها إلى الرياض ويعتذر عن العمل حتى حين.
ومع بداية الموسم تعود الشعلة وتستنجد بالمدربين التوأمين القروني والحسيني ليكون هذا العام عام الشعلة فقد أنهت الدور الأول وصيفة وحلت سادسة مع نهاية الموسم في إنجاز عظيم من إمكانيات لا تذكر وهذا ما جعل اسم الحسيني يظهر جلياً ويتردد بقوة ليستقبله حماس سلطان خميس إداري الشباب في ذلك الوقت الذي سأل الجميع تقريباً عن هذا الرجل قبل أن يقوده أخيراً للشباب مواصلاً هوايته لخطف النجوم ليعمل مع بندر الجعيثن ويصل لنصف نهائي الكأس وسادساً في الدوري قبل أن يتوج مشواره الرياضي بالكأس الغالية في العام الماضي وإن كان شعر بحلاوتها قبل ذلك مع الاتحاد ولكن كأس الشباب كانت الأجمل فالعمل بدأ من الصفر وحتى النهاية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved