يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً}.
إنها بضع شهور مرت على تلك الأحداث المروعة التي عصفت ببلادنا الغالية، أحداث قد آلمت الصغير والكبير وتألم منها القريب والبعيد أعمال تخريبية ومع الأسف الشديد قامت بها فئة أغلبها من شباب الوطن ومن بني جلدتنا كان يعول عليهم الوطن أن يكونوا أداة مجد وبناء وألا يكونوا معول هدم وشقاء.
وقد ترتب على هذه الأحداث والأعمال التخريبية كثير من الآثار السلبية مثل زعزعة الأمن ونشر الدمار وقتل الأرواح البريئة التي تؤدي واجبها، وقد أثرت هذه الأحداث على مكانة الإسلام في العالم، فالدين الإسلامي بحاجة ماسة اليوم إلى نشره وبذل الأسباب المشروعة لإبلاغه في مشارق الأرض ومغاربها كي يقوى جانبه وينتشر نوره وهداه بين تلك الأديان الفاسدة التي تسيطر على العالم.
وإن بدت الغيوم تحجب أشعة الشمس زمن الفتنة العصيبة إلا أن هذه الغيوم أخذت تزول وبدت أشعة الشمس تتوهج في كبد السماء وذلك بفضل الله أولا ثم تلك الجهود المتواصلة والسياسة الحكيمة من لدن قادة هذه البلاد- حفظهم الله- والتعامل مع هذه الأحداث بحكمة وروية، ثم الجهود العظيمة التي قدمها علماء هذه البلاد ودعاتهم نصحاً وإرشاداً وتوجيهاً عبر الخطب والمحاضرات وجهود رجال الوطن رجال الأمن الذين قدموا النفس والنفيس من أجل الوطن، وقد أثمرت هذه الجهود المتكاتفة وأخذت تلك الأعمال طريقها إلى الزوال إن شاء الله، وهذا مما يبشر بالخير ويثلج الصدر وإننا ندعو الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا وأمنها من كيد الحاسدين ويحفظ قادة هذه البلاد وأن يهدي ضال المسلمين إلى سواء السبيل.
|