Saturday 21st August,200411650العددالسبت 5 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

تأصيل الفكر الإسلامي تأصيل الفكر الإسلامي
منصور إبراهيم الدخيل- مكتب التربية العربي لدول الخليج

في السنوات الأخيرة طغت الكثير من الطروحات الفكرية التي تصدر من كتاب محسوبين على الفكر الإسلامي تارة، وتارة أخرى من أناس يجهلونه جملة وتفصيلاً، ويطلقون العنان لأنفسهم في الكتابة عن الإسلام في الأمور العقدية والفقهية، بل وصل الأمر إلى تفسير القرآن الكريم على حسب أهوائهم، وتناسوا منهج المفسرين الذي يعتمدون بالدرجة الأولى على كتاب الله وسنة نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم-، ولو تأملنا في معظم التفاسير التي فسرت القرآن العظيم تجد آراءهم تعتمد على التفاسير التي قبلها، وإن وجد خلاف ذلك فهي لا تتعدى منهج التأصيل، وخصوصاً التفاسير المعتبرة، وهذا يدل على التزام علماء السلف بخدمة عقيدتهم وحرصهم عليها بعيداً عن التأويلات والاجتهادات التي لا تستند لأصل شرعي، كما هو الحاصل الآن الذين اتخذوا من بعض المذاهب ذريعة للاجتهاد علماً بأن جمهور العلماء الذين يعتبرون هم أقرب الناس إلى فهم العقيدة الإسلامية، وما يرتبط بها من علوم أخرى لم يصل بهم الأمر، كما هو الحاصل الآن، بل نجد أنهم يحترمون بعضهم بعضاً في الأمور الاجتهادية،
ولم ينكر أحد على الآخر عملاً يقول الرسول- صلى الله عليه وسلم- فيما معناه (إذا اجتهد وأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد)، هذا إذا أخذنا بالاعتبار أن كل اختلافاتهم في أمور فرعية، وليست بذلك الحجم، كما الحاصل الآن حيث ما هب ودب، فتجد الطبيب والأديب والمهندس والفنان والسياسي كل واحد من هؤلاء نصب نفسه مفسراً ومفتياً وفقيهاً مجرد أن سمة التدين عليه أو عاد إلى رشده بعد أن تخبط هنا وهناك، وقد وصل الأمر عند البعض أن همش جميع المدارس السلفية ووصفها بالجمود والتحجر وهذا السلوك أوجد أناسا متأثرين بهم يدافعون عن طروحاتهم وأفكارهم حتى انه وصل الأمر عند بعض أبناء جلدتنا بقوله:
إننا ننظر في المملكة ولاسيما علماءنا أننا على صواب، والآخرون على ضلال، كل هذا نتيجة لغياب المنهج التأصيلي عند بعض هؤلاء المفكرين، فمن هذا الباب أهمس في أذن كل الذين نهجوا هذه الإرهاصات في تعاملاتهم الفكرية الإسلامية مراجعة أنفسهم وقراءة ما صدر من المراجع الدينية في العالم الإسلامي مثل هيئة العلماء في المملكة العربية السعودية وعلماء الأزهر ورابطة العالم الإسلامي والمجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي حتى يقفوا على حقيقة منهج التأصيل الإسلامي وكيفية توظيف تعاملاتنا وفقاً له، هذا ما نرجوه وبالله التوفيق.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved