وجدت أنَّ البعد عن الكتابة لكم مشقَّة نفسية بالغة...
تخيّلوا كيف للعصفور أنْ يمتنع عن رشف ماء زلال يجري على مرأى منه...، ولا يغرس منقاره لالتقاط قطرات يبل بها جفاف مشقَّته!!
تذكرت الشاعر الذي احتفى كثيراً بي (محمود عارف)- رحمه الله- حين أرسل لي قصيدة خاصة بي، ثمَّ وأنا أهاتفه أستاذاً قديراً وشاعراً رائداً لتقديم شكري.
قال لي: أتخيّلك عصفورة تغرِّد على فرع من شجرة الأدب الوارفة...
والعصفورة لا تغرِّد وهي عطشى...
لأنَّ محاولة النأْيِ عن الكتابة بمحض إرادة الكاتب تعطيش قسري له، واعتساف لمبدأ التَّواصل، ولحم جسرٍ طرفاه بينه وبين قارئه، ناهيك عن واحدة مثلي شَقِيَتْ وأُشْقِيَتْ باستلهام رضاكم رواءً لكن، يبدو أنَّ في هذا شيئاً من التَّحْفيز لقدرة المُضِيِّ فيما يأتي...
لذا...،
جئْتُ محمَّلة بعطش الحديث...
جئت مليئة بثرثرات الدروب...
جئت بما يُفْرِحُ، وبما يكدَّر...،
جئت بما أقول وبما قيل...
جئت ببقايا المطارات، ومقاعد الملتقيات، جئتُ وفي ذاكرتي مواقف تتفاوت أثراً، وتختلف نمطاً، وتتمايز لوناً، تتكرَّر فيها صورة الإنسان، ويختلف فيها فعله، تعلو فيها تداعياته، وتخفت مبادراته، وينخفض صوتٌ من أصواته، ويرتفع صوتٌ...
جئت أبحث عنَّي لديكم, ألا تزالون في انتظاري؟!
أثق في ذلك..ولقد وجدتكم حقيقةً في انتظاري ...
فلقد تقدمتكم رسائلكم، واتصالاتكم، وبلغني خبر استفساركم، ولذا أكون معكم إلى ما هو آتٍ... بما يشاء الله تعالى...
*** لأبي بشار (خالد المالك)مواقف لا أجدني قادرة على إغفالها ..
فلديه قدرة على أن يُبْقي مجداف الجزيرة الآخر في يدي...
لذا، سأظلُّ حتى في عتمة اللَّيل يقظةً ونحن نبحر معاً... نحو أبعاد الجزيرة...
*** لكلِّ من حَزن لفقد عزيز، أو فَرِحَ بمقدم آخرَ في أيامي التي مضت لم ألتقِ فيها بكم، مشاركة حميمةً ودعاءً صادقاً.
و...
كلَّما غمستُ قلمي في معين ودّكم، وجدْتهُ مدراراً.
*** هذه السطور تقديراً لمواصلتكم لي بعد الأحد الذي مضى...
|