Saturday 21st August,200411650العددالسبت 5 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

ورحل صديقي.. الأمير!! ورحل صديقي.. الأمير!!
حمد الدعيج (نديم كميت)

جئت للتو لاهثاً.. مرتعباً من سفري.. أحمل في كفي دمعتين وآهة لازالت تخنقني.. وعبرة في حبر قلمي!!
جئت أحمل ذكرياتي الرياضية.. وبالأخص بل بالتحديد هنا مع صديقي الأمير الراحل (أبوخالد) والذي حقيقة أوجعني رحيله. كان غالياً لديّ وكنت كذلك بالنسبة له.. وكان آخر لقاء في النادي منذ أشهر فرطت في تمرين الفريق داخل الملعب في النادي وتجاذبنا أطراف الحديث أنا وهو والأخ عبدالرحمن الصرامي المشرف على الفريق.. ومخرنا عباب الذكريات وكان الأمير عبدالرحمن يحبذ الذكرى.. وذكريات أخرى وأخرى مع الراحل قد استعرضها ان شاء الله في قابل الأيام..
(مات أبوخالد) رسالة عبر الجوال وأنا خارج الوطن.. لفعتني هذه العبارة.. بل لفعني هذا الخبر المفزع المفجع.. آه.. لقد مات صديقي الأمير..
مات الذي إبّان شبابي وفي أوج ممارستي الكتابة الرياضية أبى إلا أن يشرفني بمنحي البطاقة الذهبية (عضوية النادي) عضو إعلامي.. رحل الغالي الذي كنت أمازحه بنصراويتي ونصراويته وبالذكريات الجميلة.. واعتدال كتاباتي التي لم تغضبه.. بل يزداد قدري عنده.. رحمه الله.
في إحدى المرات ومن خلال زياراتي للنادي والالتقاء بسموه لبس البدلة الرياضية وقال: (الحقني يا بومشعل) (طق التكميلة) وتعال نلعب أنا وياك تنس أرضي.. فداعبته وقلت: أبو خالد لاتحداني ثم أغلبك قدام بعض أعضاء الشرف.. ضحك وقال: والله ان الرياضة زينة للحفاظ على الصحة.. قلت: ما غربلتنا يا بوخالد إلا الكورة.. ومن يوم تركناها وحنا في انفراط الوزن الثقيل!!
ولي ذكريات جميلة مع الراحل إبّان الدورة العربية للأندية في دبي إبّان عملي هناك كنت مرافقاً مع الفريق والتحدث مع سموه عن أحوال الفريق وبعض اللاعبين أيامها. ومن المواقف المرحة مع سموه طلب مني أحد الزملاء هناك أن التقط له صورة هو وابنيه مع (ابوخالد) فطلبت من سموه ذلك فتشرف ووقف وقال لولد زميلي الكبير: (وش تشجع ياشاطر؟) كان عمره ثماني سنوات. هذا الولد قال: النصر.. فضحك سموه وقال: (كفو) وسأل الصغير (وأنت يا شاطر وش تشجع؟!) قال: (الهلال).. قال سموه: (أفا) وفي مداخلة من والده قال سموه: (خله.. بكره يكبر ويعقل ويشجع النصر!!) فضحكنا من تلك العبارة حتى أصبحنا نرددها ممازحة.
كان كريما وشهماً- رحمه الله.. كنا في جناح سموه في الفندق نتجاذب معه أطراف الحديث وبعض أصحاب السمو الأمراء الأعضاء المرافقين والإعلاميين.. إذ دخل أحد المواطنين يسأل سموه المساعدة مادياً فقدم له سموه ذلك وطلب أيضاً من سموه إيجاد وظيفة في الرياض فوعده سموه أن يأتي إليه هناك (وما يكون إلا خير إن شاء الله).
كان رحمه الله محباً للجميع يحب المرح والممازحة للزملاء جميعاً وسرعة النكتة والمقلب على بعض الزملاء الإعلاميين.
بفقدك يا سمو الأمير يا أبا خالد أحسست باليُتم الرياضي.. وبذا سيضمحل عشقي للكرة ولولا أنني سوف أواصل (حبنا) للنصر لتركت الرياضة على قارعة الذكريات!!
ما أجمل وأبهى هيبتك وإطلالتك الإعلامية.. ولا عزاء للرياضة والإعلام الرياضي.. بفقدك يا أبا خالد سوف تنام أقلام.. وتنكسر.. وتتثاءب وتنكفئ.. وسوف يواصل بعضها بدل الصهيل نشيجاً حتى حين!!
جئت على مركب الذكريات إلى الصفحات الرياضية بصورة استثنائية لأنفض غبار الأحزان وسأغمد قلمي ليعود إلى مهجعه مرة أخرى...
ما أقسى كلمات التأبين والعزاء.. وبحجم فارس كقامة عبدالرحمن بن سعود.. ما أنكأ جراح الفراق لرجل وهب أربعين عاماً من رحيق شبابه وكهولته للرياضة.
(أبوخالد الفارس الذي ترجّل عن صهوة جواد الرياضة) وراح إلى حيثما راحوا وحيثما سنروح نحن أيضاً!!
إلى جنة الخلد.. إلى الفردوس الأعلى وفي الخالدين يا أباخالد.. ولي عودة أخرى لاستعراض ذكرياتي مع الأمير عبدالرحمن وذلك في قابل الأيام ان شاء الله تعالى والله المستعان.
انكفاءة حرف القصيد..
مرني تذكار أمسي بالدموع
وانتثر بين المدامع والدعه
اندهش قلبي يناظر في الجموع
قال وين اللي خفوقي يسمعه؟!
وين (أبوخالد) عسى ماهو نجوع
يم دار غير دار مرمعه
أجهش الخفاق والعبره تلوع
يوم شفت الزول وسط المعمعه
ارتحل (للعود) في تالي الربوع
الأمير اللي وجوب نودعه
رحت يم (العود) زلات السبوع
مقصدي والله سلام مودّعه
هلّت العبرات والخافق جزوع
والمدامع جرحت لي مدمعه
يرحمك رب على الدعوه سموع
يسكنك جنات عدنٍ يرفعه


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved