الكتاب: Alexander Hamilton
المؤلف: Ron Chernow
الناشر: The Penguin Press; 2004
ألكسندر هاملتون كثيراً ما يتم تذكره اليوم عبر المبارزة التي لقي فيها حتفه عام 1804 مع آرون بار.
ولكن تأثير هاملتون كان مساوياً، إن لم يكن أكبر من تأثير أي من الآباء المؤسسين لأمريكا.
وكما يشير رون تشيرنو في سيرته الجديدة القوية لهاملتون ( إذا كان واشنطون هو مؤسس البلاد وماديسون هو واضع الدستور فإن ألكسندر هاملتون هو بالتأكيد عراب الحكومة الأمريكية).
إن قصة هاملتون هي قصة مؤثرة حيث يقوم تشيرنو بروايتها كأحسن ما يكون.لقد ولد في وست إنديز.وعندما كان في العاشرة من العمر هجر والده الأسرة وتوفيت والدته بعد عامين.
وقام من يتولى رعايته بالانتحار حيث ترك هاملتون وأخاه وحيدين في الحياة بلا سند أو معين.
وقد شق طريقه إلى نيويورك والتحق بكينجز كولدج التي تعرف الآن باسم (جامعة كولومبيا) وساهم في حركة الاستقلال.
وقد انضم إلى الجيش الثوري حيث أدت بسالته كضابط مدفعية في المعارك المبكرة من الحرب إلى جذب انتباه واشنطن.وبناءً على ذلك قام قائد الجيش بتعيينه مساعداً له وكان في الثانية والعشرين من العمر.وبعد الثورة، تزوج إليزابيث (إلزا) سوشيلر، التي تنتمي إلى إحدى أكثر العائلات ثراءً، وبدأ في تشكيل مستقبل الأمة.
وكان هاملتون قوة دافعة لوضع الدستور، كما كان مؤلفاً للأوراق الفيدرالية وتعديل اتفاقية نيويورك.
قامت واشنطن بتعيين هاملتون كأول وزير للخزانة وهنا ازدهرت مواهب ذلك العبقري الصغير.
وتمت الموافقة على كل البرامج التي اقترحها تقريبا وهي:
*إنشاء بنك الولايات المتحدة.
*تحمل الدولة لكل ديون الحرب.
*إنشاء نظام ضرائب قومي.
*إنشاء الجمارك والحرس الوطني.
وقد وضع هاملتون الأساس القانوني والأخلاقي لتداول الأسهم والسندات في أمريكا: بمعنى أن السندات يمكن تداولها بحرية ويكتسب المشترون كل حقوق الربح أو الخسارة في الصفقات.
وحسب كلمات تشيرنو( على الرغم من أن الولايات المتحدة كانت مفلسة عندما شغل منصب وزير الخزانة، فقد تمتعت بعد ذلك بائتمان يساوي أي دولة أوروبية) حينما ترك منصبه.وقد تجاوز تأثيره وزارة الخزانة.
وكانت هناك قرارات عديدة يجب اتخاذها، حيث إن الإدارة الأولى كانت تجتهد في كل شيء لأنه لم تكن هناك سوابق يعتمد عليها.
لم يقدم الرئيس الكثير من المساعدة.
ومن الصعب تخيل حدوث ذلك اليوم ولكن كان مجلس وزراء واشنطن الأول يحتوي فقط على ثلاثة وزراء وهم وزراء الخزانة والحربية والخارجية.
وحتى النائب العام كان غير متفرغ.وفي هذه البيئة أدى عقل هاملتون المتفتح وعلاقته الوثيقة بواشنطن إلى جعله يقوم بوظيفة رئيس الوزراء.
لم تكن كل إنجازات هاملتون عظيمة حيث إنه كان محور أول فضيحة جنسية في السياسة الأمريكية.كانت نواقص هاملتون الشخصية كثيرة.
وكان كتلة من القلق الناجم عن شبابه الطائش كما كان مندفعاً ومتهوراً وغير قادر على تجاهل الآخرين.كان يأخذ الأمور على محمل شخصي وجعله مزاحه العصبي المتأرجح عرضة للفضائح أو المبارزات. وقد تورط في ست مبارزات وواجه في إحداها جيمس مونرو.وفي الحادي عشر من يوليو عام 1804 تقاتل هاملتون ونائب رئيس الولايات المتحدة بالقرب من منطقة ويهاوكن، في نيو جيرسي.وبالطبع كانت النتيجة مأساوية.
توفي هاملتون في اليوم التالي ومع محاولة بار الهرب من جريمة القتل، انتهت حياته السياسية.
وبعد وفاته، تم تشويه تراث هاملتون من خلال أعدائه وخاصة آدمز وجيفرسون وماديسون والذين عاشوا من بعده سنوات عديدة.وفي كتاباتهم صوروا هاملتون على انه أرستقراطي متعالٍ كان يفضل التحالف مع إنجلترا.
وعبر ما يزيد عن ثمانمائة صفحة يأتي هذا الكتاب الضخم.ويصور هذا العمل الضخم لتشيرنو قصة حياة هاملتون والتاريخ السياسي للولايات المتحدة في السنوات المبكرة للجمهورية.ولأنه يتميز بالبحث الموسع والأسلوب الجميل العبارة فإنه يخبرنا بالكثير عن الآباء المؤسسين ويساعدنا على استعادة المكانة التي يستحقها أحدهم من خلال وضعه في مكانه الصحيح.
|