استضاف البنك الأهلي في مقر إدارته العامة بجدة السبت الماضي الدكتور فواز العلمي وكيل وزارة التجارة والصناعة للشؤون الفنية الذي قام بإلقاء عرض مفصل عن سير المفاوضات الخاصة بانضمام المملكة المرتقب إلى منظمة التجارة العالمية (WTO) مع التركيز على تأثير ذلك على قطاع الخدمات المالية ولاسيما في مجالي الصناعة البنكية والتأمين.الدكتور فواز العلمي أوضح أن المملكة قد قطعت شوطا طويلا نحو الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية بعد أن نجحت في التوقيع على اتفاقيات ثنائية مع 35 دولة عضوا في المنظمة طلبت التفاوض مع المملكة، وأشار إلى أن 148 دولة عضو في المنظمة تتحكم في 89% من إجمالي التجارة الدولية و90% من العمليات الاستثمارية 91% من تقنية المعلومات الأمر الذي يجعلها أشبه ما تكون بحكومة القرية الكونية، كما أشار إلى أن المملكة سوف تلتزم بالاتفاقيات الثمانية والعشرين للمنظمة قبل إكمال إجراءات الانضمام.
وأجاب الدكتور العلمي عن سؤال عن عدد أفراد فريق العمل السعودي المعني بعملية التفاوض بأنه يبلغ نحو 500 خبير ومختص من مختلف الوزارات والأجهزة الحكومية منهم 23 مفاوضا يتولون إدارة التفاوض بشكل مباشر، كما أوضح بأن آلية التفاوض تعتمد على إدارة الحوار مع الأعضاء في المنظمة في إطار الحدود المرسومة من قبل مجلس الوزراء بناء على توصية اللجنة الوزارية المشرفة على عملية الانضمام.
وختم وكيل وزارة التجارة والصناعة للشؤون الفنية حديثه بالإشارة إلى أن الاتفاق مع أي دولة من الدول الأعضاء يلزم باقي الدول الأعضاء بالموافقة على جميع التزامات الاتفاقية الموقعة مع تلك الدولة، كما كشف العلمي أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الوحيدة المتبقية من الدول الأعضاء التي لم يتم الانتهاء من التفاوض معها حتى الآن، ولكن التفاوض معها وصل إلى مراحل متقدمة.
من جانبه أكد عبدالهادي شايف مدير عام البنك الأهلي الذي كان في استقبال الدكتور العلمي مع كبار تنفيذيي البنك على أن هذه الزيارة تندرج في إطار الحرص على تعزيز نهج تبادل الخبرات وتحديث المعلومات الذي تتبناه إدارة البنك الأهلي من خلال التواصل المستمر مع الأجهزة الحكومية ذات الصلة بقطاع الأعمال والأنشطة الاقتصادية والمصرفية، وأكد على أن البنك الأهلي يولي اهتماما كبيرا بهذا الملف الذي ستكون له انعكاساته الملموسة سواء على الاقتصاد الوطني بشكل عام أو على المؤسسات المالية والمصرفية على وجه الخصوص ولا سيما وأن البنوك الوطنية تحقق نجاحات متتالية إن على مستوى الأداء أو الربحية.
وأضاف أن حديث الدكتور فواز العلمي حول هذا الجانب من شأنه مساعدة البنك الأهلي على استشراف الآفاق المستقبلية لطبيعة التحديات الجديدة التي سيمليها انضمام المملكة لهذه الهيئة الدولية المهمة، والاستعداد لذلك بما يلزم من إجراءات وتدابير تكفل الاستفادة من التشريعات والقوانين الجديدة التي ستهيمن على أداء البنوك في جميع الدول الأعضاء.
وأشار مدير عام البنك الأهلي إلى أن المملكة قد قطعت شوطا جيدا في تحديث العديد من الأنظمة في الآونة الأخيرة بالتزامن مع الإصلاحات الهيكلية التي يشهدها الاقتصاد الوطني الأمر الذي من شأنه التسريع بمواكبة المتغيرات الاقتصادية الدولية، وما يستتبع ذلك من المزيد من الانسياب لرؤوس الأموال والاستثمارات والسلع وتراجع الحواجز وازدياد المنافسة.
واعتبر مدير عام البنك الأهلي أن على الاقتصاديين والمختصين في مثل هذه الجوانب مسؤولية كبيرة في شرح المتغيرات الاقتصادية في وقت أصبح فيه الاقتصاد يلعب الدور الأبرز في حياة الأفراد والمؤسسات والدول، ولم يعد مجرد علم نظري يدرس في الجامعات بل هو أحد العوامل المؤثرة في القرارات اليومية لمختلف شرائح المجتمع.
|