Saturday 21st August,200411650العددالسبت 5 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

المنشود المنشود
و.. هل تكون مخالصة نهائية؟!
رقية الهويريني

تعرض الأستاذ حمدين الشحات محمد، بالنقد لما ورد في مقالتين سابقتين الأولى بعنوان (فسخ وكالة) والأخرى بعنوان (مخالصة نهائية) ، والأستاذ حمدين أحد القراء المتابعين لما تنشره الصحف، ولديه حس نقدي وذائقة أدبية، وكانت المقالة الأولى تتناول الشجب والاستنكار لنشر قرار فسخ الوكالة عبر الصحف والتشهير على مشهد من الملأ وتأتي الإدانة لما يثيره هذا التصرف من كراهية وبغضاء وأحقاد وفقد للثقة بين أفراد المجتمع، سيما أن المرء (المشهر به) مرتبط بأسرة وأبناء وأصدقاء وجيران، فضلاً عن تأثيره السلبي في تعامل الناس مع بعضهم والوقع النفسي المؤلم على الشخص المشهَّر به، وقلتُ في معرض المقالة: (يكفيه الشعور المرير بفسخ الوكالة لعدم أهليته لها فكيف يُجهَز عليه بالتشهير بالصحف وإلحاق الضرر به وبأسرته) !! يبدو أن هذه العبارة بالذات لم ترق للأستاذ حمدين، وقد فوجئت بطرحه عدة تساؤلات منها:
1- أليس حفظ المال من الضرورات الخمس؟!
2- أسألك بالله اختنا رقية: لماذا قال الله تعالى في بيان حكم الزاني والزانية: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}؟ ولماذا قال: {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} وغيرها.. وغيرها؟ ولماذا قال عليه الصلاة والسلام: (كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور، فاخرجوا فزوروها) ؟
3- الآن، وقبل تفضلك بالإجابة أعود فأسألك مرة ثانية: ماذا تفعلين إذا هربت خادمتك أو سائقك الخاص؟ ولماذا؟ هبي ان لديك مؤسسة أو شركة وهرب أو سافر ولم يعد أحدهم، وخاصة إذا كان في موقع المسؤولية، أو حتى لو كان عاملاً عادياً، ماذا تفعلين؟ ولماذا؟ كنت احسبك اختنا رقية تتناولين ما لا يجب (فعلاً) إشهاره، مثل:
1- فسخ للوكالة.
2- فسخ لعلاقة الرحم. أعتقد أن مثل هذا الفسخ ينتج عنه فسخ علاقة الرحم قبل فسخ الوكالة، وانه قد يضر المشهِّر والمشهَّر به على حد سواء، ولعل مثل هذا الفسخ هو الذي يجب أن ينطبق على رأيك، حفاظاً على علاقة الرحم التي خاطبها الله تعالى بقوله في الحديث القدسي: (أنتِ الرحم، وأنا الرحمن، شققتُ اسمكِ من اسمي، منَ وصلكِ وصلتُه، ومن قطعكِ قطعتُه) . وقد ختم مقالته بعبارة (أرجو أن أكون على صواب من فضل الله عليّ، وان كنت على خطأ فحسبي اني اجتهد) .
وأنا بدوري أقول: لقد اجتهدت يا أستاذ حمدين! فما علاقة الزنا وزيارة القبور وهروب العمال بموضوع فسخ الوكالات؟ وأعلم يقينا أن المال من الضرورات التي أُمرنا بحفظها، فهل التشهير بالصحف سيعيد المال؟
وفي المقالة المذكورة تم التعرض لفسخ الوكالة بشكل عام سواء بين الأصدقاء أو بين الأقارب أو بين الثقات. والثقة - في كل الحالات - هي المحور الذي ترتكز عليه الوكالة، وما زلت أرجو أن تتحول (فسخ الوكالات) إلى (مخالصات نهائية) كما حصل ويحصل في بعض الشركات والمؤسسات، حتى ولو كان هناك خطأ في استغلال الثقة، فما جدوى التشهير بعد حصول الزلل؟!
ولعلها فرصة أن أوضح للقراء انني - ومثل كل الأسوياء - لم، ولن أدافع - قط - عن استغلال الثقة، والخيانة، والغش والخداع مطلقاً، ولكنني في المقالة ذاتها، طالبت وزارة التجارة باحتواء الأمر، وان لا يكون الإعلان بالصحف مدفوعاً بنوازع شخصية من التشفي والتجريح، والنيل، والتشويه وكشف للخفايا التي سترها الله وإلقاء التهم بلا تثبت، ومعرفة خلفيات الأمور، والأولى تذكر الحسنات والتجاوز عن السيئات والبعد عن التشهير والتشفي، لنصل بأنفسنا نحو الكمال البشري الذي تدعو إليه شريعتنا وتنادي به مثلنا وقيمنا وعاداتنا العربية الأصيلة. وما فتئت أقول: ليس أجمل ولا أروع من إنهاء الشراكة أو الوكالة بإزجاء الشكر والتقدير والامتنان سواء نشر ذلك بالصحف أو تم بين الطرفين، وهو ما يرمز له ذلك من نبل أخلاق الشركاء أو أحدهم، وما يترتب عليه من تقدير الأوساط، وما زلت أؤكد وأدعو بأن نسمو بأنفسنا على التشفي ونكظم الغيظ ونعفو عن الناس ونكون من المحسنين!

ص.ب 260564 الرياض 11342


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved