تخريج الدفعة الأولى من المتهمين!
فهد الحوشاني

بدأت سلطات سجن أبوغريب ومعتقل غوانتانامو تنعم على بعض سجنائها بالحرية في بادرة تنم عن (لفتة) إنسانية عظيمة! مضيفة بذلك شعاراً جديداً يستحق أن يضاف إلى شعارات حقوق الإنسان حيث يؤكد هذا الشعار أن (المتهم البريء وتتأكد براءته بعد أن يتم تعذيبه)! وتطبيقاً لهذا الشعار خرج السجناء وليس بسبب انه قد تم اصطيادهم من الشوارع أو مداهمة منازلهم وجرهم جراً أمام أطفالهم ونسائهم بدون ذنب والتحقيق معهم بالكهرباء والكلاب وكل الأنواع المبتكرة التي صورت في جزء منها المجندة (انغلاند) وتم اختزال كل جرائم التعذيب في شخصها (الضعيف) ليتم اطلاق سراحها فيما بعد لتتفرغ لكتابة مذكراتها وبيعها لترفع رصيدها البنكي على حساب مساجينها في أبو غريب! واطلاق سراح المساجين الذين كانوا قبل فترة إرهابيين خطرين يؤكد أن حرية الإنسان مهدرة وغير مصونة ولا محترمة، فمن السهل مصادرتها وتكبيلها ومن ثم اطلاقها مرة أخرى انها بالضبط كهواية سجن الطيور في قفص ومن ثم فتح الأبواب لها! مع فارق بسيط أن هواية اصطياد البشر وتعذيبهم يمارسها عسكريون مدججون بالسلاح تساندهم الدبابات والطائرات هدفهم الأسمى هو تصدير الديمقراطية حيث نذروا أنفسهم ومقدرات بلادهم لهذا الهدف النبيل! وقد يكون أيضا السماح للجنود بممارسة هذه الهواية سببه الترفيه عنهم وادخال البهجة إلى قلوبهم بعد أن أضناهم عملهم الشاق في تصدير تلك الديمقراطية! ولكن ألا تستحق سنوات السجن والتعذيب التي قضاها المئات والذين أخلي سبيلهم مؤخراً بعد أن تم (اكتشاف) أنهم بريئون ألا تستحق منهم أن يرفعوا دعوى ضد من احتجزهم لتطبيق التجارب عليهم أو استغلهم كوسيلة انتخابية أو دعائية لتبرير الحروب ويطالبون بتعويضات بل وعقوبات، لعل ذلك يكون رادعاً لممارسي هذه الهواية أن يبحثوا عن هواية أخرى لا يكون الإنسان محلاً لها!