بعد ثلاثين يوما من الآن تبدأ ألعاب دورة الخليج للكرة في مدينة الرياض العاصمة، والمديرية العامة لرعاية الشباب تعمل ليل نهار لإنجاح هذه الدورة الدولية التي تقام في بلادنا لأول مرة فقد عقدت الدورة الماضية في البحرين وقد توافد آلاف من المشاهدين المشجعين من أمارات الخليج الاخرى وازدحمت فنادق البحرين أو كادت لا تستوعب الوافدين جميعاً رغم توفر العديد من الفنادق السياحية، هذا مع صعوبة الوصول إلى البحرين الا عن طريق الجو والبحر مع أن هذين الطريقين لا يشجعان الكثيرين على السفر لأنه لا يمكن كل منهما الوافد على اصطحاب سيارته التي تهيىء له اقامة مريحة وتمكنه من تغطية تمشياته في المدينة وزيارة معالمها.
أما عقد هذه الدورة في الرياض فإنه يشجع الكثيرين على التواجد لمشاهدتها لإمكانية القادمين من الكويت وقطر وأبو ظبي وغيرها من الامارات الاخرى وتفضيلهم رحلة البر بسياراتهم لجمال الطقس كثيرا هذه الأيام ولسهولة الطرق إلى المملكة وفي داخلها وتوسيع شبكاتها في المملكة بجانب تعدد الرحلات الجوية اليومية إلى الرياض من تلك البلدان. فإذا قدرنا أن الذين سيتواجدون في مدينة الرياض دفعة واحدة لا يقل عددهم عن عشرين الفا بين مدعوين ومشجعين، واذا استطاعت رعاية الشباب أن تتمكن من توفير العدد الكافي من الغرف في الفنادق واستعمال بعض القصور المهيأة للضيافة وذلك لاستقبال ضيوفها - وقد تواجه صعوبة في ذلك - فإن أضعاف هؤلاء سوف لا يجدون أماكن في الفنادق لاستيعابهم.
ولعل القول باستمرار اقامة (كانب) امانة مدينة الرياض الذي كان مخصصا مدينة للحجاج بالرياض لإسكان عدد من الضيوف فيه فان فكرته وجيهة جداً. الا ان هذه الدورة جاءت مبكرة لان مدينة الرياض التي يتخللها العمران من كل جانب بما في ذلك الفنادق الكبيرة والتي لا زال تحت التنفيذ منها ما لا يقل عن أربعة كبار بحيث لو تم انجاز تلك المشاريع لأصبحت هذه المدينة العاصمة مؤهلة لاستقبال الزوار والضيوف الذين يفدون في وقت واحد في مثل هذه المناسبة.
ولقد صادف موعد هذا المهرجان اشغال المدارس بالطلاب وكان يمكن أن يعد بعض منها لإسكان هؤلاء الزوار، ولكن بعد جهد لإعداد التأثيث.
والآن وقد أصبح الوقت ضيقا وحرجاً بالنسبة للقائمين على الإعداد لهذه الدورة فلعله يكون في الامكان عمل شيء خلال المدة الباقية قبل موعد المهرجانات لإضاءة النادي الرياضي الجديد وتشجيره وطبع كتيب اعلامي مزود بخرائط ايضاحية عن معالم المدينة وفنادقها وأسواقها والنواحي العمرانية والتعليمية التي تبرهن على مواكبتنا للنهضة الحضارية وبصورة مزدهرة.
ومن ناحية أخرى فانه بالامكان ايضا مناشدة أبناء هذه المدينة الاسهام باستقبال الوافدين وبذل الحفاوة وحسن الضيافة لعل بعض الافراد يتطوعون بفتح أماكنهم لاستضافة بعض من الزوار فان في ذلك تصعيدا لسمعة هذا البلد. بل وفرصة لإعطاء انطباع طيب لمن زارها من قبل أو من تكون زيارته لأول مرة، أقول هذا وأنا واثق أن عزيمة سمو الأمير فيصل بن فهد وما يتمتع به من مكانة عالية في نفوس المواطنين ستحقق المستحيل، والله الموفق.
|