الهند توافق على مناقشة برنامجها النووي مع باكستان

في مثل هذا اليوم من عام 1999م أعلنت الهند عن استعدادها لمناقشة برنامجها النووي الذي أدى إلى تفجر العديد من المشاكل مع إسلام أباد، وتمتلك الهند أربعة مفاعلات نووية هي مفاعل سايروس ومفاعل ذروخا ومفاعل كاندو ومفاعل بورينما، حيث تنتج هذه المفاعلات كمية كبيرة من البلوتونيوم التي تصل إلى 345 كجم وهي كمية كبيرة جداً في مجال الاستخدامات النووية.
وقد بدأت هذه الدورة النووية في عام 1955م حيث تم إنشاء مصنع لإنتاج التوريوم من الرمال السوداء، كما بدأ إنشاء أول مفاعل نووي بحثي بقدرة 10 ميجاوات ثم بدأ بعد ذلك برنامجاً للتعاون بين الهند وكندا أسفر عن إنتاج المفاعل الكندي الهندي بقدرة 40 ميجاوات.
وفي عام 1957م افتتح رئيس الوزراء جواهر لال نهرو مؤسسة الطاقة النووية والمفاعل البحثي الأول، وهو أول مفاعل نووي في آسيا، وتوالدت بعد ذلك دورة الوقود النووي بتشييد عدد من المفاعلات وتشغيل مصنع إنتاج اليورانيوم بالنقاوة النووية المطلوبة من خامات محلية.
وقد بلغ تنامي القوة الهندية النووية مرحلة متطورة جداً، خاصة بعد التحول الجذري في البرنامج النووي الهندي بعد الهزيمة من الصين وإقدام الصين على إجراء تفجير نووي عام 1964م، وكذلك بعد أن دخلت باكستان في تعاون نووي مع بكين فأقدمت الهند على إجراء تفجيرها النووي الأول عام 1974م.
بعد ذلك تصاعد التطور والبحث الهندي لامتلاك أكبر عدد من الرؤوس النووية، وتمتلك الهند نوعين من الصواريخ البالستية هما (برتيجى) وأجنى، ويتضمن الصاروخ الأول نموذجين هما برتيجي 1، ومداه 1500 كم، وبرتيجي 2 ومداه 2500 كم، أما صاروخ أجني فإن مداه يصل إلى 2500 كم وهذا معناه أن الهند تمتلك منظومة صاروخية قوية قادرة على ردع أي اعتداء.
أما من ناحية القوة النووية الباكستانية فهناك كميات يورانيوم هائلة ينتجها مفاعل كاهوتا الباكستاني، فالكمية المنتجة بين عامي 1986 و1991م بلغت 263 كجم، والسعي الباكستاني للحصول على التكنولوجيا النووية لم يتوقف منذ علمت بوجود هذه التكنولوجيا في الهند.
وكان عام 1975م تحولاً كبيراً فهو العام الذي عاد فيه إلى باكستان عالم الذرة الباكستاني الذي يوصف بأينشتاين باكستان الدكتور عبدالقدير خان من هولندا حاملاً معه أسرار تخصيب اليورانيوم التي استخدمها في بناء قاعدة نووية في باكستان اعتماداً على معمل التخصيب المقام في كاهوتا.
بعد ذلك أنشأ معملاً لتخصيب اليورانيوم يعمل بنظام الطرد المركزي وتم تطوير مفاعل كاهوتا فأصبح قادراً على إنتاج 45 كجم من اليورانيوم وبه حوالي ألف طارد مركزي وهو ما يكفي لصنع قنبلة نووية قوتها 20 كيلو- طن.