Friday 20th August,200411649العددالجمعة 4 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "تحقيقات"

هل هي حجّة واهية.. أم حقيقة واقعة؟ هل هي حجّة واهية.. أم حقيقة واقعة؟
(للعائلات فقط) تحدّ من اندماج الشباب في سياحة الداخل

*جولة: عبد العزيز الكناني
مع دخول موسم الاصطياف تتعدد التوجهات والاتجاهات التي تحكمها وتقودها رغبات وميول وهوايات تتوق لها النفس، ويبذل الإنسان من أجلها ما ادخره لهذا الصيف، ولكن هل سيجد أمامه وفي متناوله هذه المتعة البريئة النقية في مدينته وقريته ومصايف ومنتجعات بلده في مناطق ومحافظات المملكة؟ وإن وجدها هل ستكون بأسعار معقولة وخدمات ترقى لذوق المصطاف الذي يدفع مقابلها من حرّ ماله، أم أنه سيواجه عوائق تثنيه عن الاصطياف الداخلي ليلجأ للخارج؟! هنا نتعرف على آراء عدد من الشباب في هذا الخصوص.
تطلعات شبابية
بداية يرى شباب العتيبي ان السياحة الداخلية ما زال أمامها شوط طويل لتصل الى ما نريده منها فهي ما زالت في بدايتها بالنسبة لتطلعات الشباب وأضاف: لذا فأنا أميل للسياحة الخارجية، رغم أن مناطقتنا وخاصة الجنوبية منها تتمتع بأجواء وطبيعة جذابة إلا أنها لم تستغل نهائياً ولم يتم على مستوى التطوير السياحي اي عمل فعلي حقيقي للإفادة من هذه الطبيعة وجذب الشباب إليها بدلاً من السفر للخارج, كما ان ارتفاع الاسعار سواء كانت في الشقق المفروشة او الاحتياجات الاخرى من السلبيات التي تحد من جذب الشباب للسياحة الداخلية وكذلك عدم توافر ما يشغل فراغهم في هذه المناطق السياحية فجميع المواقع والمهرجانات مقصورة على العائلات والأطفال حتى ما كان منها للشباب فإن العائلات تستحله أو يمنع الشباب منه في أي وقت.
وأشار إلى ان مما يساعد على جذب الشباب للسياحة الداخلية فتح المجال أمامهم بإعطائهم بعض الحرية المقننة ولا يمنع ان تكون ذات رقابة معقولة وليست متشددة وكذلك إيجاد الأماكن الترفيهية المناسبة لفئة الشباب فما هو موجود من أماكن معظمه للعائلات أو الأطفال فقط.وأكد على ضرورة احتواء الشباب وتقديم ما يناسبهم ويرضي أذواقهم وتفكيرهم للعمل على جذبهم للسياحة داخل بلدهم بدلا من السياحة الخارجية التي قد لا تحمد عقباها.
التفاتة للعزاب
ويقول محمد العمودي انه يفضل السياحة في الخارج لأن السياحة هنا شبه معدومة خاصة امام الشباب، ويضيف أننا لا نريد لتطوير السياحة في المملكة ان نوجد المستحيل كالحرية المطلقة أمام الشباب مثلا بحكم تقاليد مجتمعنا وتمسكنا بتعاليم الدين الحنيف. ولكن لا يمنع ان نحدد ونغير بعض الأمور التي يمكننا التغيير فيها لتطوير السياحة وجذب الشباب إليها.
ويضيف العمودي ان جميع الشباب يتمنون ان تتطور السياحة الداخلية ليتسنى لهم البقاء في بلدهم في أوقات الصيف. ومن السلبيات والمعوقات امام الشباب في السياحة وجود العائلات في كل الاماكن ومضايقتهم للشباب حتى في الاماكن المخصصة لهم. كما ان جميع المتنزهات والملاهي والاماكن الترفيهية مخصصة للعائلات والاطفال فقط وليس للشباب اي نصيب منها؛ لذا تجد كثيراً من الشباب يلجأ الى المقاهي او الجلوس على الأرصفة في الأيام العادية والسفر للخارج في الصيف.
ويؤكد العمودي على ضرورة الاهتمام بفئة الشباب وذلك بإيجاد أماكن ومتنزهات لتجمعاتهم والانتباه لعامل الوقت لأن ما يناسب الشباب من الاوقات غالباً يكون مغايراً لأوقات العائلات. واكد كذلك على فتح المزيد من النوادي الرياضية والثقافية وكذلك نواد للهواة كهواة التفحيط مثلا وكذلك نواد فنية ومراكز اخرى كثيرة ومتنوعة كمراكز تطوير مهارات الشباب. ودعا الشركات والمؤسسات الخاصة إلى ان تساعد على تطوير السياحة وذلك في المجالات الممكنة للدفع بعجلة السياحة للأمام؛ فعليها ان تعطي هذا البلد جزءًا بسيطا مما تنهل من خيراته.
الأسعار أيضاً
ويقول محمد محسن الحارثي ان السياحة في المملكة افضل من غيرها من الناحية الأمنية لما يتمتع به الجهاز الأمني لدينا من يقظة، ولكن مما يعيب على السياحة في نظر الشباب داخل المملكة المبالغة في ارتفاع الاسعار وخاصة في تأجير الشقق المفروشة؛ فالشباب عادة لا يستطيعون دفع مبالغ مالية كبيرة لمحدودية دخلهم المادي. وكذلك مما يعاب على السياحة هنا ارتفاع اسعار المستلزمات الاخرى مقارنة بالدول العربية المجاورة للمملكة.
وشدد الحارثي على القول ان أي موقع نتجه اليه فهو للعائلات فقط وحتى امكنة الشباب اصبحت لهم، ويقول: حتى عندما نتجه للبرية ايضا نعاني من العائلات فلم يبق لنا مكان نذهب اليه!
ويقول: لا نريد ان نسلب راحة العائلات ولكن يجب الا يسلبونا راحتنا وما هو لنا فالشاب عندما يريد الخروج فهو يحسب الف حساب للعائلة. ويؤكد الحارثي على أهمية العمل لجذب الشباب للسياحة الداخلية بفتح المجال امامهم في الأسواق والمتنزهات والحدائق بالحد المعقول والا ينصب الاهتمام كله على العائلات فقط، وكذلك اقامة مراكز ومتنزهات وبرامج مناسبة لاهتمامات الشباب وتفكيرهم، وإيجاد حلول لارتفاع الاسعار في الشقق والمستلزمات الاخرى، واستغلال طبيعة البلاد الخلابة خاصة المناطق الجنوبية التي لم تستغل على أكمل وجه حتى الآن.
واقترح الحارثي ان تكون هناك مقاهٍ للإنترنت وملاعب ونواد مصغرة داخل الاحياء والمتنزهات يستفاد منها في الصيف وفي غير الصيف. ويتوقع الحارثي انه لو طورت السياحة واستغلت المناطق افضل استغلال فسوف يتجه الكثير من الشباب الى السياحة الداخلية بدلاً من إهدار الأموال في الخارج.
ويؤيد سعد محمد المصلح سابقيه في أن من المشاكل التي تواجه الشباب في السياحة الداخلية عدم وجود أماكن مناسبة تعمل على جذبهم واحتوائهم بدلاً من السفر للخارج.
ويؤكد على مسألة انتشار العائلات في جميع المواقع الترفيهية وغير الترفيهية وانهم يشكلون عائقاً امام راحة الشباب وتنزههم حيث لم يبق لهم سوى الجلوس على الارصفة. ومن المعوقات استغلال اصحاب الشقق والمراكز الترفيهية برفع الاسعار في مناسبة الصيف.
ويقول المصلح انه ذهب لجدة العام الماضي فوجدها تزخر بالاسعار المرتفعة التي لا تطاق وكذلك ارتفاع اسعار الشاليهات والاماكن المتوافرة على البحر مع قلة الاماكن العامة على البحر لكثرة الشاليهات مرتفعة الاسعار ايضا.
ويشير إلى أهمية ايجاد مواقع ومتتنزهات مناسبة للشباب وعلى مستواهم الفكري وما يطمحون إليه لجذبهم الى السياحة الداخلية وإعطائهم الجو المناسب ليجدوا المتنفس داخل بلدهم.
ويلاحظ أنه أجمع كل الشباب في هذا الاستطلاع على وجوب الالتفات اليهم وتوفير الاماكن المناسبة لهم والعمل على زيادتها بشرط ان تحقق رغباتهم وميولهم. وأشاروا إلى ان من اسباب اتجاه الكثير من الشباب للسياحة الخارجية ارتفاع الاسعار سواء في الشقق المفروشة او غيرها من الاحتياجات في الداخل، كذلك ما يواجهونه من مضايقة العائلات حتى في الاماكن المخصصة لهم واقتصار جميع المتنزهات والحدائق عليهم فقط دون الشباب. وأكدوا على اهمية استغلال المناطق السياحية في المملكة وخاصة الجنوبية منها لما تتمتع به من أجواء ومناظر جميلة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved