اعداد: الشيخ صالح بن سعد اللحيدان
* كنت شاباً يافعاً ذكياً ما بين سن 17 حتى سن 20، جئت عند جدي لأبي لأسكن عنده لأن والدي مسافر ووالدتي متوفاة، ولم أرغب العيش مع زوجة أبي، جاء الوالد فسكنت عنده ما بين (17 حتى 20) كنت منحرفاً سلوكياً فلا صلاة حتى الجمعة، نوم فقط ودخان وسهر وأصحاب، اكتشفت أن (والدي) ضعيف الشخصية يسب ويشتم ويهدد فقط، نعم أنا أُثيره بزيغي وانحرافي وتطاولي عليه بالكلام أحياناً، لكنه شرس يرد بشدة، لكنه لا يهمني فسرت منحرفاً، كتب إلي ورقة هذا نصها: (سوف تدري أنك ضائع وجهول ومغرور بعدين، هين سوف أدعو عليك وأنا اليوم أدعو عليك تذكر يوم فعلت معك كذا.. وكذا.. وشريت لك كذا.. وكذا، أنت ملعون ورح بها إلى يوم القيامة ولا تشوف خيراً، أنت تكبر شاب مغرور تحسب السعادة النجاح والزواج وملك مال وسيارة وقوة لا لا مهوب كذا تمكن تحصل على هذا وأكثر لكن دينك عن (دعوتي عليك) يا هالدبشة الله لا يبيحك الله يخزيك هذا جزاي..)
هذه رسالته منذ (31 عاماً) هو موجود كأنه ابن (خمسين سنة).
أنا الآن (دكتور) لكنني متساهل بالصلاة مع تساهل في كسب المال وتربية الولد تربية صالحة واعية فقط جاه وسيارات ولباس، وقوة، والدي يحتفي بي جدا ويفتخر ويقربني إليه ماذا أقول الآن..؟
ماذا أفعل الآن؟
وقد أذليته وآذيته.
هل أعرض عليه رسالته؟ هل أبكي بين يديه أطلب عفوه؟ ومالي وبيتي وسكني أشك في كل هذا مع وجود (ربو ومبادئ مرض سيىء؟).
د. أ.ع.أ.. الرياض
البر
- رسالة وافية اختصرتها حسب أسلوبي مع بقاء المعنى كما هو، لا جرم في ذلك الوقت كنت ولم تزل ذكياً وجريئاً وقيادياً، لكنك ما بين سن (17-20) كنت ترى الساعة الحاضرة واللذة وتقديم العاطفة على منطق العقل السليم، بل لعلك كنت تعلم سوء تصرفك تجاه سيدك وولي أمرك لكنه لما كان كما وصفت استهنت به وكما يقولون: (طنشته) فسرت على كيفك مما ولّد عند الوالد تراكمات نفسية تجاهك من (عقوق) ونسيان لجميل ذكرته أنت حسب رسالته إليك، تمهل فلعلك الآن إنما كتبت إليّ بعد: الربو، والمرض السيىء وتريد رأي النفسي الشرعي تجاه الحاصل، المطلوب الآن ما يلي:
1- تصحيح النية أنها لله تعالى.
2- صدق صحة النية.
3- السير على هذا: الصحة والصدق.
ثم بعد ذلك:
1- تزلف إلى الوالد.
2- تلطف معه باستصغار.
3- اطلب حينئذ عفوه.
4- كرر - هذا - مرتين أو ثلاثاً.
ثم بعد ذلك:
1- أحسسه بصلاح دينك بما يلي:
أ- حسن التكبير وأداء الصلوات مع الجماعة.
ب- أولادك أمامك إلى هذا.
ج- بر خالتك زوجة الوالد.
ثم بعد ذلك ولعله يهون:
1- نق مالك جيداً.
2- طهر البيت من كل شائبة.
3- أحسس (الولد) بأن الجاه والقوة والمال (وسائل) لحياة صالحة واعية متكئة على هدى مستقيم فطن.
4- وجود مكتبة بيتية فيها صالح الكتب من السير والتراجم وكتب الأدب والشعر النزيه الأمين.
فلعلك بهذا تنجو من مغبات مزالق النفس وموانع العواطف، ووسواس التسويف.
أما الرسالة فلا تعرضها عليه أبداً، فلا داعي لذلك، ثم إنك لو عرضتها فكأنك تسبه بها وتبين أنك خلاف ظنه فيك قديماً، مع أنك الآن تعاني وخزات قلب حي تجاه الجاه والمال والسيارات والقوة، يعني أنك في عذاب لأنك متساهل بالمال ما بين: هدية وقد يكون هناك فرصة مالي منك، وقد تكون تتأخر عن الدوام أو تخرج قبل الانتهاء إن كنت (رسمياً) فدواخل المال المشبوه كثيرة فلا تعرض الرسالة.
آمل قراءة ما يلي:
1- الشمائل المحمدية.. للترمذي.
2- محمد الفاتح.. د. سالم الرشيدي.
3- عمر بن عبدالعزيز.. لعماد الدين خليل.
4- صورة من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.. لأمين دويدار.
5- زاد المعاد.. لابن قيم الجوزية.
6- تفسير سورتي الأنعام والحجرات عند ابن كثير.
|