طالعتنا صحيفتنا المفضلة (الجزيرة) يوم الثلاثاء الماضي بمقال نشرته عزيزتي للأخ الكريم عبدالله إبراهيم المهوس، وشدني رده على الاستاذ العزيز عبدالرحمن السماري حينما تطرق الاستاذ عبدالرحمن في مقال سابق وفي زاويته المعروفة الى حال بعض الطرق في بريدة من أنها لا ترقى الى مستوى المدينة، ولا لما تحمله من مسميات. وفي رد الاخ الكريم عبدالله المهوس تطرق الى الوضع الصحي لشوارع بريدة، وقد اثنى عليها كثيرا. كما تحدث الاخ العزيز عن اهتمام البلدية بالحدائق وعن اللمسات الجمالية التي على حد قوله باتت ملاصقة لكل شارع.
أود من جريدتنا الموقرة التي عوَّدتنا على نشر الحقيقة وتحرِّيها في كل ما يكتب أود نشر هذا المقال لإيضاح الواقع الفعلي لشوارع ومرافق المدينة، وإنني اعجب كل العجب من الاخ الكريم عبدالله الذي جامل البلدية كثيرا واثنى عليها، وأنا هنا لست بصدد نشر مثالب البلدية بقدر ما هي الرغبة في ايضاح الحقيقة والواقع الذي خفي على الاخ الكريم الذي هو احد سكان المدينة، بينما اتضح جلياً للاستاذ عبدالرحمن في ظرف زيارة عزيزة وقصيرة.
أرجو من الاخ العزيز الا يغمض عينيه عن الشريان الرئيسي في المدينة ومدخل المدينة الأول بلا منازع طريق الملك عبدالعزيز بدءاً من دوار السادة حتى التقائه بطريق الرياض السريع الذي لا يحظى من قِبل البلدية بأدنى أهمية؛ حيث لا تنسيق للاشجار، ولا مراقبة لأصحاب الورش الذين استغلوا الارصفة بعد ان هجرتها البلدية بلا تنسيق او تشجير ليتوسعوا بها، ناهيك عن التقاطعات التي يمر بها الطريق ولا أظن شكلها يخفى على احد، اضف الى ذلك سماح البلدية لمستثمرين على الطريق من اصحاب المحلات باستخدام الهناقر والشينكو في الواجهات الامامية وهي قد زادت الطين بلة في التشويه.
أما عن الطريق نفسه من الشمال من مبنى البلدية باتجاه الشمال فلا تكاد ترى سوى اشجار البرسوبس التي تم وضعها بشكل غريب اختفت معه معالم المدينة ومبانيها الجميلة كما هي الحال في طريق الملك خالد وطريق عمر بن عبدالعزيز والكثير من الطرق وحتى برج بريدة الشهير الذي لا تكاد تراه بسبب كثافة اشجار البرسوبس الصحراوية المملة التي تحيطه من جميع الجهات والتي لا تزال البلدية تكاثرها داخل المدينة مع الرفض القاطع لها من قِبل المواطنين. ولعل طريق مشعل الحمر مثال حي على ما أقول.
أما عن الحدائق والمنتزهات التي يتحدث عنها الاخ العزيز فهو يرى بأم عينيه هجرها من قِبل المواطنين والاستغناء عنها بالمخططات الجديدة وجوانب الطريق الدائري بسبب اشواك البرسوبس واوراقها التي تتساقط بشكل كثيف لا يمكن معه الجلوس والاكل والشرب براحة في الحدائق.
وليت الاخ العزيز حينما تحدث عن المجسمات أصاب الحقيقة حينما قال: باتت ملاصقة لكل شارع. ثم انني أوجه سؤالاً للأخ عبدالله: ما الأحياء التي تم رصفها منذ اكثر من خمسة عشر عاماً سوى جزء من حي الملك فيصل وجزء من حي المنتزه والصفراء فقط. أما عن الانارة فقد اكتفت البلدية في غالب الاحياء بتثبيت الاعمدة على الجدران في منظر أقل ما يقال عنه انه خطير وغير حضاري.
اما في حديث الاخ العزيز عن صحيَّة الطرق والشوارع والأحياء مع انه يعاني كما يعاني غيره من الحفر والمنحنيات الخطرة التي ميزت شوارع بريدة، ومع أنه يرى ويبصر تناثر الورش والمصانع في كل شارع ومخالطتها للأحياء السكنية والتي تبرهن عجز البلدية عن استحداث صناعيات محددة.
كما يرى بأم عينيه الأثر الخطير الذي ينبعث من مصانع البلك والخرسانة والمتمركزة وسط الأحياء.أرجو من الأخ العزيز أن يتحرى الحقيقة كما اعتدناها منه في طروحات أخرى، كما آمل من عزيزتي نشره، والله من وراء القصد.
صالح بن عبدالعزيز الغلفص
|