الخبر الذي نشرته (الجزيرة) في عددها (11641) الصادر يوم الخميس 26-6-1425هـ، حول الحريق الذي اندلع في البوابة الشرقية لمستشفى حائل العام صباح يوم الاربعاء 25-6- 1425هـ، بسبب كيبل كهربائي أدى لانقطاع التيار عن المستشفى، يجب الا يعتبر مجرد حادثة طارئة وقعت، وتم تداركها، لكون تبعاتها لم تقف عند ذلك (الكيبل) أو الحريق الذي تم تطويقه من قبل الدفاع المدني بحائل، إنما تتعداه الى تطورات اخرى انكشفت عقب إخماد الحريق تتعلق بهذا (الكيبل) المشكلة نتج عنها انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة، كانت كفيلة بتطبيق خطة الإخلاء والطوارئ التي يعمد لها الدفاع المدني في مثل هذه الحالات الحرجة، لنقل مرضى الأقسام الحيوية الى مستشفى الملك خالد، وكذلك مستشفى النساء والولادة من خلال سيارات الإسعاف الحكومية والأهلية.
تلك التطورات التي سأستعرضها هنا تكشف بجلاء الخلل الكبير الخاص بكهرباء المستشفى وصمت الإدارة العامة على هذا الخلل الذي يطال أهم المرافق الفنية بالنسبة لمستشفى يعتبر أقدم المستشفيات في المنطقة، مما يتطلب فتح تحقيق شامل عن ذلك، مع إعادة تنظيم الخطوط الكهربائية بشكل يمنع- بأمر الله- تكرار هذه الحادثة، ومساءلة جهاز المتابعة أو الجهة المعنية في مديرية الشؤون الصحية بحائل عن حقيقة التقارير التي تصلها بهذا الشأن، وحتى تتضح المسألة بشكل أوسع أسوق هنا خلفيات الحادثة التي لم تأت ضمن سياق الأخبار التي تناولت الحريق.ذلك ان الحريق اندلع في بوابة المستشفى الشرقية الساعة التاسعة والنصف صباح يوم الأربعاء عندما احترق احد الكابلات الكهربائية الرئيسة، مما ادى إلى توقف التيار الكهربائي عن المستشفى، وعند وصول الدفاع المدني تبين ان المشكلة ليست في الحريق الذي تم إخماده بزمن قياسي دون إصابات، إنما في كون (الكيبل) المحترق هو الكيبل الوحيد الرابط بين لوحة التحكم وأقسام المستشفى، بمعنى ان التيار الكهربائي يصل من محطة كهرباء حائل الى محطة التوليد الرئيسة في المستشفى، ومنها يخرج (كيبل) الى المولدات الاحتياطية، ثم يخرج هذا الكيبل من المولدات الى لوحة التحكم، كما يخرج كيبل آخر يصل هذه اللوحة من محطة التوليد الرئيسة، ومن لوحة التحكم يخرج كيبل رئيس الى اقسام المستشفى، لذلك لم يكن للمولدات الاحتياطية أي دور، لأن الكيبل المحترق جاء في منطقة ما بعد المولدات (بين لوحة التحكم والمستشفى) وليس قبلها، فكان وجودها كعدمه! في حين يفترض أن تكون المولدات مربوطة بالمستشفى بلوحة تحكم أخرى وكيبل مستقل، بحيث تعمل تلقائيا في حال أي طارئ، ناهيك عن وجود محطة توليد متنقلة لم تعمل بعد، شاهدة على أن هذا المستشفى القديم- كما يسميه أهل المنطقة- قد انتهى عمره الافتراضي.
من ناحية أخرى لم يكن التنسيق كافياً بين الدفاع المدني الذي يعمل وفق خطة واضحة للإخلاء والطوارئ تم تطبيقها بشكل وهمي أربع مرات خلال عام واحد لمثل هذه الظروف الحادة، وبين إدارة المستشفى التي لم تكشف الوضع الحقيقي للحالات التي تستدعي نقلها المرضى، فكانت النتيجة ان فوجئ الدفاع المدني بسبع حالات تم نقلها الى مستشفيات أخرى، كان الواجب أن يعلم بها حال وصوله، وليس بعد نصف ساعة أو أكثر.
الجدير بالذكر أن التيار الكهربائي لم يصل إلى المستشفى إلا ليلاً، رغم انه عاد خلال المساء لفترة قصيرة جداً ثم انقطع لاحقاً، لذلك فالمشكلة ستبقى قائمة و(الكابلات) معرضة مرة اخرى للاحتراق نتيجة الأحمال، مما يستوجب الحل السريع بتنظيم الخطوط الكهربائية التي تجعل هناك فائدة للمولدات الاحتياطية.
محمد بن عيسى الكنعان |