* الرياض - سلطانة الشمري:
يؤكد الخبراء المعنيون بقضايا التنمية أن هنالك علاقة وثيقة بين محددات الاستدامة في التنمية وبين ظاهرة الفقر؛ ولذلك فإن التنمية البشرية لا يمكن أن تحقق الاستدامة المأمولة إلا في ظل التركيز على معالجة الفقر. وهذه الرؤية تتطابق والأهداف التي تبنتها (قمة الألفية) وهي الأهداف التي تم تحديدها على أنها تمثل الاهتمامات العالمية الأكثر إلحاحاً.
والأهداف الثمانية التي حُدّد لها سقف زمني لبلوغها بحلول عام 2015م هي: تقليص الفقر والجوع بنسبة النصف، وضمان التعليم الابتدائي للجميع، وتحقيق المساواة بين الذكور والإناث في مختلف مرافق الحياة العامة، وتقليص وفيات الأطفال دون الخامسة بنسبة الثلثين، وتحسين الظروف الصحية للأمهات عند الحمل والوضع، ووقف زحف الأوبئة والأمراض الفتاكة مثل الملاريا والسلّ والإيدز، وتوفير بيئة سليمة مستدامة. والهدف الثامن، من الأهداف التنموية للألفية، يتعلق بوضع تحالف دولي للتنمية؛ نظراً لأن الديون الخارجية تشكل واحداً من أقوى عوائق التنمية.
ويرى عدد من الخبراء أن (مؤتمر قمة الإقراض متناهي الصغر في الشرق الأوسط وإفريقيا لعام 2004م) الذي يعقد في عمان - الأردن خلال 10-13- 10-2004م هو من الآليات المهمة لتحقيق هذه الأهداف؛ حيث يبحث تفعيل الإقراض متناهي الصغر لمكافحة الفقر في المنطقة، وفتح آفاق عملية للوصول إلى الأهداف الأخرى، علماً بأن موقع المؤتمر على الإنترنت هو http://www.agfund- microcredit.org
ويعوّل الخبراء كثيراً على هذا المؤتمر الذي يُعقد بمبادرة من برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند) وبالتعاون مع الحكومة الأردنية ممثلة في وزارة التخطيط والتعاون الدولي، ومع حملة قمة الإقراض متناهي الصغر في واشنطن.
ويؤكد عدد من التنفيذيين الذين يعكفون على الإعداد للمؤتمر أن الإقراض متناهي الصغر يمكنه أن يسهم بفاعلية في خفض الفقر في الدخل؛ وبالتالي معالجة هشاشة البنية الاقتصادية، وتشجيع النساء - بوصفهن أكثر الشرائح المتأثرة بالفقر - للوصول إلى خدمات أفضل في الصحة والتعليم باعتبارهما أهم الوسائل لتدبر المعوزين مخرجاً من الفقر؛ ولذلك يرى الخبراء أن الإقراض متناهي الصغر هو المفتاح لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للألفية، وعلى المانحين الاستثمار في هذه الآلية التنموية، واستكشاف السبل المؤدية لعمل هذه الآلية بصورة فعالة مع الشرائح الفقيرة المستهدفة.
وحيث إن التنمية المستدامة تعني (تلبية الاحتياجات التنموية والبيئية لأجيال الحاضر والمستقبل)؛ أي تحسين نوعية الحياة في الأرض دون الإسراف في استخدام الموارد الطبيعية بما يتجاوز قدرة البيئة ويحدّ من استطاعتها على توفير هذه الموارد، دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتهم، فإن الفقر يعدّ من أهم مهددات التنمية المستدامة؛ كونه يهمّش ملايين من الناس، ويدفعهم قسراً للتعامل مع محيطهم بما يتعارض ومقوّمات التنمية المستدامة.
|