Friday 20th August,200411649العددالجمعة 4 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

رياض الفكر رياض الفكر
حتى تكتمل الفرحة
سلمان بن محمد العُمري

إدمان المخدرات كارثة حقيقية تتجاوز أضرارها الفرد المدمن إلى المجتمع بأسره، ولنا أن نتخيل حال أسرة ابتلي أحد أبنائها بداء الإدمان، وما تعيش فيه من قلق ونكد وخوف، لنعرف حجم الضرر الذي يقع على أقرب المقربين من هذا المدمن.
ومن هنا يحق لنا جميعاً أن نفرح عندما نعلم أن جهودنا نجحت في إنقاذ بعض المدمنين وتخليصهم من شر الإدمان، وبالتالي تخليص المجتمع كله من خطر محدق، لكن يجب ألاّ تشغلنا فرحتنا هذه عما هو أهم.
قرأت مؤخراً خبراً مفاده أن برنامج الدعم الذاتي في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات أسهم - بفضل من الله وتوفيقه - في تعافي خمسة آلاف شخص من إدمان المخدرات، وفرحت كثيراً بذلك نظراً لضخامة عدد المتعافين، ما ينبىء عنه من جهود جبارة بذلت للوصول بهم إلى حالة التعافي هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أنني تصورت تخلص أسر هؤلاء المتعافين، مما كانوا يعيشون فيه من قلق وحزن وحرج، وتخلص المجتمع كله من المخاطر التي كان يمكن أن يتعرض لها لو لم تتم مساعدة هذا العدد الكبير من المدمنين للتغلب على الإدمان.
ويبقى السؤال المهم، كيف نستطيع أن نستثمر نجاحنا في علاج هذا العدد الضخم من المتعافين ومعظمهم كان قد فقد وظيفته أو تجارته وربما أسرته في أثناء مروره بمحنة الإدمان وفترة العلاج وربما السجن، وكيف نضمن ألاّ يعود بعضهم لدائرة المخدرات من جديد، لاسيما أن الإحصائيات تؤكد أن نسبة لا تقل عن 20% من المدمنين يعودون للإدمان بعد علاجهم وتعافيهم بفعل صداقات قديمة مع مدمنين، أو بسبب رفض المجتمع وأنظمة العمل خاصة الرسمية لهم وتخوفه منهم، وضعف برامج الرعاية اللاحقة لهم بعد تعافيهم.
وإجابة هذا السؤال ليست سهلة كما قد يبدو للبعض، ولا نستطيع أن نقول إن ثمة جهة واحدة تستطيع القيام بمهمة الرعاية اللاحقة لهؤلاء المتعافين، فالجهات العاملة في علاج الإدمان لديها ما يشغلها لتخليص أعداد من هذا الداء والجهات الأمنية مهمتها الأولى الحد من دخول المواد المخدرة للبلاد، وتعقب مهربيها وتجارها وموزعيها، ومتعاطيها، وهكذا.
وفي ضوء هذا تصبح رعاية هؤلاء المتعافين غاية في الأهمية لا تقل أهمية عن مهمة العلاج، وهي مهمة يجب أن يتحملها الجميع بدءاً من الأسرة التي يجب أن تحتضن ابنها المتعافي من الإدمان وتغفر له زلته، كذلك الأهل والأقرباء والجيران وزملاء العمل أو الدراسة وأنظمة العمل، ولا شك أن الإعلام له دور كبير في زيادة تقبل المجتمع للمتعافين من الإدمان، ليستطيعوا الحصول على عمل شريف وبدء حياة جديدة نظيفة تمنع المتعافي من السقوط في مستنقع المخدرات مرة أخرى، وخلاصة القول: إننا إذا لم نفتح قلوبنا وأبوابنا لهؤلاء المتعافين ونمد لهم يد العون، يظل الخطر قائماً في عودتهم لما كانوا عليه من إدمان، ويضيع كل الجهد الذي بذل في علاجهم.. والله المستعان.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved