* النجف د- حميد عبدالله - الوكالات:
اندلع قتال شرس أمس في النجف فيما وجه إياد علاوي رئيس الوزراء المؤقت (دعوة أخيرة) للزعيم الشيعي مقتدى الصدر لنزع سلاح ميليشياته ومغادرة مرقد الإمام علي بمدينة النجف الأشرف.
وقال علاوي في مؤتمر صحفي في بغداد إن هذه هي فرصتهم الأخيرة للعودة إلى المجتمع المدني وكرر مطالب الحكومة العراقية المتمثلة (بنزع السلاح وإخلاء الصحن الشريف والاندماج بالعمل السياسي.. وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الفئوية والشخصية) .
وقبل ذلك بقليل قصفت الطائرات الأمريكية والدبابات المنطقة المحيطة بمرقد الإمام علي بعد انتهاء مهلة سابقة منحتها الحكومة للصدر. وتصاعدت أعمدة الدخان في السماء وهزت عشرات الانفجارات المدينة فيما دوت قعقعة نيران الأسلحة الآلية.
وفي المؤتمر الصحفي في بغداد قال علاوي إن الحكومة جادة في إعادة الأمن إلى المدن العراقية حيث (اتخذت الحكومة إجراءات سياسية وأمنية لإعادة الاستقرار إلى البلاد وبخاصة في مدينة النجف الأشرف) .
وأضاف أن المليشيا المسلحة ما زالت (تتحصن داخل الصحن العلوي الشريف مسيئة بذلك إلى حرمته ومهددة بذلك سلامة المدينة مستغلة حلم الحكومة وتبصرها في معالجة الأمور وتغليبها الحل السلمي على الحل العسكري فتمادت بالإساءة وأوغلت في أعمالها الاستفزازية والعدائية) .
وعاد الصدر إلى تحديه بعد يومين بدا خلالهما مستعدا لنزع سلاح ميليشياته لإنهاء أسبوعين من المواجهات. وقال الصدر الاربعاء إن ميليشياته ستلقي السلاح وتغادر مسجد الإمام علي إذا تم الاتفاق على هدنة مع مشاة البحرية الأمريكية.
ورحب علاوي في المؤتمر الصحفي بتعليقات الصدر ومساعديه التي تبدو تصالحية أحيانا وقال (إننا نؤكد استعدادنا لقبول التزامه وحتى يكون هذا جديا يجب أن نسمع من الصدر مباشرة والبدء بتنفيذ الشرط فورا ونحن على استعداد لضمان أمنه وأمن مجموعته) .
وفي النجف قالت الشرطة العراقية إن ثلاث قذائف مورتر سقطت على مركز للشرطة في المدينة مما أسفر عن مقتل ثمانية وإصابة 30 وأضافت أن القذائف سقطت تباعا على المركز الذي لا يقع قرب المزارات المقدسة التي يتحصن بها الصدر والميليشيا الموالية له.
وردا على سؤال في وقت سابق حول مطالب الحكومة قال الشيخ أحمد الشيباني مساعد الصدر إنه من الواضح جدا أنهم يرفضونها.
وصرح وزير الدولة العراقي قاسم داوود في مؤتمر صحفي في النجف بأن الحكومة استنفدت كل الوسائل السلمية لإقناع الصدر وإنها عازمة الآن على فرض حل عسكري ما لم ينبذ العنف ويلقي السلاح ويترك مسجد الإمام علي الذي يتحصن به في النجف.
وقال إن الزعيم الشيعي يواجه (الساعات الأخيرة) قبل شن هجوم. وتعهد داوود بتحرير مرقد الإمام علي لكنه امتنع عن قول إن كانت الحكومة ستقتحم أقدس مزار شيعي حيث يتحصن الصدر وأفراد ميليشياته.
وقال داوود إن الصدر يجب أن يعلن (وعلى الملأ موافقته على الشروط التي تضمنتها مبادرة لجنة المصالحة... وأن يعلن في مؤتمر صحفي موافقته على الشروط التي تضمنتها المبادرة... وأن يقدم تعهدا خطيا بعدم العودة إلى ممارسة العنف) .
وأضر التمرد الشيعي بشدة بسلطة علاوي وقتل المئات في الانتفاضة الشيعية التي هزت أسواق النفط. وصعد سعر الخام الأمريكي الخفيف في نيويورك أمس الخميس إلى مستوى قياسي جديد متجاوزا مستوى 48 دولارا للبرميل.
وقد هدد رجال الصدر بنسف جميع أنابيب وآبار النفط جنوب العراق وفي بغداد قال شهود عيان إن القوات الأمريكية تدعمها عشرات الدبابات ومركبات برادلي المقاتلة اجتاحت مدينة الصدر التي تقطنها غالبية شيعية ببغداد والتي تمثل قاعدة تأييد للزعيم الشيعي دون أن تلقى مقاومة تذكر. وانسحبت القوات لاحقا إلى أطراف مدينة الصدر.
وقال الجيش الأمريكي الاربعاء إن القوات الأمريكية قتلت أكثر من 50 من مقاتلي الميليشيا الشيعية في ضاحية مدينة الصدر.
وقال ضابط أمريكي إن الجنود قتلوا (ما يزيد قليلا) عن 50 عراقيا رصدوا وهم يطلقون النيران على القوات الزاحفة. وفي تصريحاته الاربعاء قال الصدر إن ميليشياته ستلقي السلاح وتغادر مسجد الإمام علي إذا تم الاتفاق على هدنة مع ألفي جندي من مشاة البحرية الأمريكية يحاصرون المدينة ويقصفون ميليشياته منذ أسبوعين بالطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر والدبابات.
وقدم الصدر هذا التنازل فيما يبدو بعد أن هددت الحكومة باقتحام المسجد وتلقين أفراد ميليشيا جيش المهدي (درسا لن ينسوه أبدا) . وأي هجوم على المزار المقدس يمكن أن يثير غضب الغالبية الشيعية في العراق خاصة إذا شاركت قوات أمريكية في الهجوم.
|