Friday 20th August,200411649العددالجمعة 4 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

مقتل 50 من جيش المهدي مقتل 50 من جيش المهدي
الصدر يريد التفاوض على ترتيبات إنهاء أزمة النجف

  * النجف -د-حميد عبدالله - الوكالات:
شككت الحكومة العراقية أمس الخميس في نوايا الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر مشيرة إلى أنه لم يتخذ خطوات فعلية لنزع سلاح ميليشيا جيش المهدي الموالية له وإخلاء الصحن الحيدري وسط مدينة النجف الشيعية.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية صباح كاظم: إن (الأفعال الجادة تصدر صوتا أكثر من الكلمات.. بينا موقفنا بصورة واضحة جدا بأن عليه مغادرة الصحن الحيدري ونزع سلاح ميليشياته لكن الوضع ما يزال على ما هو عليه بدون أي تغيير).
وكان أحمد الشيباني المتحدث باسم مقتدى الصدر أكد الأربعاء لوكالة فرانس برس أن الصدر وافق بعد أسبوعين من المعارك على الشروط التي حددها المؤتمر لنزع أسلحة جيش المهدي والانسحاب من النجف، غير أنه طالب بإحلال هدنة من أجل تنفيذ ذلك. وقال الشيباني: إن الصدر (وجه رسالة إلى المؤتمر الوطني يؤكد فيها موافقته على كل شروطه غير أنه يجب إحلال وقف إطلاق نار لتنفيذ الإجراءات المقررة)، وأوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية (واجهنا العديد من هذه الخدع من قبل والشعب العراقي لن يخيب ظنه هذه المرة). وأضاف (إذا كان يقول: إنه سيغادر فعليه فقط أن يغادر (...) لم يفعل ما قال إنه سيفعله).
وكان مقتدى الصدر الزعيم الشيعي العراقي وافق يوم الأربعاء على نزع أسلحة ميليشيا جيش المهدي والرحيل عن أحد أقدس المزارات الشيعية في البلاد بعد أن هددت الحكومة بشن هجوم بقواتها.
إلا أن معارك متفرقة استمرت في مدينة النجف وقال الجيش الأمريكي: إنه قتل أكثر من 50 مقاتلا من جيش المهدي التابع للصدر أثناء تقدم القوات الأمريكية في ضاحية مدينة الصدر ببغداد وهي إحدى معاقل الزعيم الشيعي.
ووافق الصدر الذي يمثل تمرده تحديا خطيرا لاستقرار العراق على الانسحاب بعد ساعات من تهديد الحكومة العراقية المؤقتة بأنها ستجتاح مسجد الإمام علي لتلقين جيش المهدي (درسا لن ينساه أبدا). إلا أن التوترات لم تنحسر بعد حلول الظلام في المدينة التي يحتدم فيها قتال منذ أسبوعبن أودى بحياة المئات. وقال الصدر الذي تعهد منذ بضعة أيام فقط بأن يقاتل حتى الموت: إن قواته لن تلقي السلاح وترحل إلا بعد أن توافق قوات مشاة البحرية الأمريكية التي تحاصر المدينة على هدنة.
ورد وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان على ذلك بتوجيه الأوامر للمقاتلين بإلقاء سلاحهم والرحيل على الفور وترك التمرد في النجف وسبع مدن أخرى على الأقل. عندها فقط سيمنحون عفوا عاما.
وقال ضابط أمريكي: إن جنودا تدعمهم دبابات ومركبات برادلي القتالية تقدموا نحو 2.5 كيلو متر داخل مدينة الصدر الضاحية التي يقطنها نحو مليونين أغلبهم من الشيعة حيث واجهوا مقاومة متقطعة. وقال الضابط: إن الجنود قتلوا (ما يزيد قليلا) عن 50 عراقيا رصدوا وهم يطلقون النيران على القوات الزاحفة، ولم يتسن الحصول على الفور على تأكيد مستقل لعدد القتلى.
وقال اللفتنانت كولونيل لوبيز كارتر لصحفي يرافق القوة الزاحفة (هذه هي المرة الأولى تضطر فيها ميليشيا المهدي (التابعة للصدر) إلى القتال عبر مدينة الصدر كلها، ولذا فقد فقدوا توازنهم.
وقال الكابتن جون ميريديث (28 عاما) وهو قائد فصيلة دبابات (لم يحدث قط أن دخلنا وبقينا كهذا من قبل، وأعتقد أنه (الصدر) يدرك أننا لن نغادر هذه المرة حتى ينتهي الأمر، أما هل سيوقفون حقا القتال فسوف نرى، ولم يتسن الحصول على الفور على تأكيد مستقل لعدد القتلى.
وفي النجف استمر تبادل متقطع لإطلاق نيران المدفعية والمورتر والرشاشات الآلية في ساعات الليل بعد إعلان الصدر أنه مستعد للانسحاب، وقال علي الياسري مسؤول الاتصال السياسي للزعيم الشيعي لرويترز: إن الزعيم الشيعي ومقاتليه مستعدون لإلقاء أسلحتهم والمغادرة من أجل صالح العراق.
قال مندوبون للمؤتمر الوطني العراقي الذي اختار مجلسا وطنيا مؤقتا يوم الأربعاء إن رجل الدين الشيعي الثائر مقتدى الصدر وافق على مطالبهم لإنهاء الأزمة في النجف الأشرف. ويتحصن مقاتلو الصدر في حرم مسجد الإمام علي في قلب النجف أملا في أن القوات الأمريكية والعراقية لن تجرؤ على مهاجمة أقدس المواقع لدى الشيعة الذين يمثلون غالبية العراق.
وتلا جليل الشمري وهو مندوب في المؤتمر الوطني العراقي في بغداد رسالة من مكتب الصدر تعلن امتثال رجل الدين الشيعي لمطالبهم، وقال الشمري (جاءت موافقة الصدر بعد دعوات كثيرة من عشائر عراقية وأحزاب ومواطنين ضغطوا عليه بشدة. وكان حازم الشعلان قد قال قبل ذلك بست ساعات: إن هناك هجوما وشيكا على مسجد الإمام علي، وقال الشعلان: (إننا في سبيلنا لاستكمال كل استعداداتنا العسكرية سنعلمهم درسا لن ينسوه أبدا.
وقامت قوات مشاة البحرية الأمريكية والجنود الأمريكين بغالبية أعمال القتال في النجف إلا أن الشعلان قال: إن القوات العراقية تتدرب على اقتحام مجمع الحرم المقدس، وأن القوات الأمريكية لن تدخل حرم المسجد. وبالإضافة إلى مغادرة الصدر لحرم المسجد طالب المندوبون في المؤتمر الوطني بأن يلقي رجال المهدي أسلحتهم وأن ينبذ الصدر ورجاله العنف وأن يشتركوا في الانتخابات التي ستجرى في يناير - كانون الثاني القادم.
وأعلن المؤتمر الوطني العراقي في بغداد عن اختيار أعضاء مجلس جديد للإشراف على الحكومة المؤقتة، واختار المؤتمر 81 مرشحا تساندهم الحكومة بعد أربعة أيام من المداولات واختير الأعضاء الباقون من أعضاء مجلس الحكم العراقي السابق، وتم تمديد فترة انعقاد المؤتمر يوما إضافيا بسبب الخلافات بشأن النجف وفيما يتعلق بتشكيل المجلس.
وقال جواد العبيدي وهو مندوب مستقل (هذه عملية غير شرعية سيطرت عليها الحكومة ولا تمثل تركيبة العراق)، وسيكون من حق المجلس بعد تشكيله رفض مشاريع القوانين بأغلبية ثلثي الأصوات وإقرار موازنة عام 2005م واختيار رئيس وزراء جديد أو رئيس للجمهورية إذا ما استقال أحدهما أو توفي وهو في منصبه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved