* القدس المحتلة - الوكالات:
يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون المثقل بهزيمة نكراء تلقاها من اعضاء حزبه الوقوف على رجليه والعمل على تطبيق خطته للانسحاب من قطاع غزة في نهاية 2005 على الرغم من فشله الاربعاء في مؤتمر حزب الليكود الذي يتزعمه للحصول على تأييده للائتلاف مع حزب العمل، ولم يجد شارون سوى تكرار تصميمه على المضي قدماً في خطته محذرا في ذات الوقت من امكانية اندلاع حرب اهلية إسرائيلية اذا استمرت عمليات تحريض الجنود التي يقوم بها البعض لحثهم على عدم الانسحاب من قطاع غزة.
وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس ان شارون (سيواصل تطبيق خطته وفق البرنامج الزمني نفسه الذي وضع للانسحاب من غزة والاتصالات مع المصريين ستتواصل وكذلك بناء الجدار الأمني) في الضفة الغربية.
واضاف ان رئيس الوزراء (سيعمل على بناء اغلبية مستقرة لمواصلة طريقه). لكن هذا المسؤول رفض ان يوضح ما اذا كانت المفاوضات مع حزب العمل المعارض ستتواصل بعد تصويت مؤتمر الليكود ضد إشراكه في الحكومة الأمر الذي شكل هزيمة قاسية لشارون.
فقد صوت حزب ليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون يوم الاربعاء برفض محاولته تشكيل ائتلاف مع حزب العمل وهي ضربة محرجة تعقد خطته للانسحاب من غزة.
الا أن الاقتراح الذي رعاه المتشددون في حزب ليكود اليميني ليس ملزما وكان معاونو شارون قالوا انه سيواصل العمل من أجل تنفيذ خطته (لفك الارتباط) من الصراع مع الفلسطينيين مهما تكن نتيجة عملية التصويت.
وأظهرت نتائج فرز صناديق الاقتراع التي أعلنها مسؤول في ليكود ان 58 في المائة من أعضاء اللجنة المركزية بالحزب رفضوا طلب شارون ضم حزب العمل إلى الحكومة. وأظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون شارون في أن غزة تشكل عبئا باهظ التكلفة وان قدرات إسرائيل على مواجهة المقاومة المتصاعدة تتراجع في القطاع وأن لاسبيل من مغادرة الإسرائيليين له.
الا ان شارون في حاجة اإلى انضمام حزب العمل ليضمن تكوين تحالف له الاغلبية لإجلاء ثمانية آلاف مستوطن يهودي من القطاع المطل على البحر المتوسط.
ويحتج المتمردون في حزب ليكود بأن الانسحاب من أي أراض احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 سيكون مكافأة لما يسمونه الارهاب الفلسطيني.
ويقول معلقون إن شارون في تهوينه من نتيجة تصويت اللجنة المركزية لحزبه قد يتسبب في انشقاق داخل أكبر حزب في اسرائيل وإلى إجراء انتخابات مبكرة.
وقال شارون في كلمة قبل عملية الاقتراع السرية إنه يعمل لمصلحة إسرائيل وليس لاستمرارية حياته السياسية.
واضطر شارون أن يرفع صوته ليعلو على صوت حشد من متشددي الحزب يرددون (نعم لليكود..لا للعمل) وهو يقول (هناك أوقات في حياة أي أمة يتعين عليها اتخاذ قرارات صعبة. ودولة إسرائيل وصلت لهذه اللحظة).
ومضى قائلا: (هذا صوت رجل يعرف كيف يقود بلاده فوق أي مصلحة حزبية كانت أم شخصية).
وأكد شارون أن حزب ليكود سيجري المفاوضات مع كل حزب صهيوني بما في ذلك الأحزاب الدينية من اجل ضمان ائتلاف كبير. وحذر شارون من أن الاصوات (الخطيرة) التي تسمع داخل حزب ليكود من تحريض ضد الجنود والشرطة بخصوص إخلاء المواقع الاستيطانية وضده شخصيا قد تؤدي إلى حرب أهلية.
وصوتت ايضا اللجنة المركزية لحزب ليكود المؤلفة من ثلاثة آلاف عضو على اقتراح منفصل تقدم به شارون للسماح له بالتفاوض مع أحزاب لم تذكر بالاسم بشأن توسيع ائتلافه. وهزيمة شارون أمام المتمردين قد تعرقل جهوده لتشكيل اتئلاف واسع قادر على إجلاء المستوطنين اليهود والجنود الذين تم نشرهم لحمايتهم من انتفاضة مستمرة منذ أربعة أعوام من غزة.
وكان شارون تجاهل استفتاء لليكود في مايو ايار ضد قراره بتفكيك كل المستوطنات اليهودية الإحدى والعشرين في غزة واربع مستوطنات من 120 مستوطنة في الضفة الغربية، وينظر الغرب المؤيد لشارون إلى الخطوة باعتبارها هذا تحولا جذريا في سياسة شارون بعد عقود باعتباره الأب الروحي لتوسيع المستوطنات، غير ان خطط شارون تشمل الاحتفاظ بالمستوطنات الكبرى في الضفة الغربية.
وأقنع شارون حكومته الائتلافية في يونيو حزيران لتوافق على خطته ولكن (من حيث المبدأ) ولم يتسن له هذا الا بعد انشقاق بعض الشركاء المتمردين من اقصى اليمين او إقالتهم.
وكلف خروج هؤلاء الشركاء من الائتلاف شارون فقدان الغالبية البرلمانية مما دفع به إلى اجراء محادثات مع حزب العمل لضمان فوزه في عمليات التصويت المقبلة بشأن تنفيذ مراحل الانسحاب.
ويقول محللون ان شارون يأمل الا يتمكن النشطاء المناهضون للانسحاب من دفعه إلى اجراء انتخابات مبكرة بشأن خطة غزة خوفا من ان يخسر مقاعدهم في البرلمان.
وفي اشارة واضحة موجهة للمتشددين داخل ليكود وافق شارون على بناء ألف منزل إضافية للمستوطنين في الضفة الغربية ويقول شارون ان إسرائيل لن تخضع مطلقا لأي اتفاق سلام في المستقبل مع الفلسطينيين. وتريد واشنطن حليف إسرائيل الأساسي والوسيط الرئيسي في السلام في الشرق الأوسط تجميد عملية البناء إلا أنها تتحفظ في الحكم على تحرك شارون اعتقادا منها بأنه يتخذ هذه الخطوة لاعتبارات سياسية قصيرة الأجل وأنه قد لا ينفذها.
|