مضت.. وكأن شيئاً.. بداخلها يريد عنها العودة.. وفي اللحظة.. أرسلت بنظراتها.. وحكى كل جزء.. منها.. وبدت هنا صفحة واضحة.. ظللت أقرأها... وعرفت.. بعدها.. أني في بداية العودة.. معها.. هي حلم ضائع.. وروعة نتلهف لمعايشتها.. صغيرتي التي عرفتها.. كانت وصفاً من.. النقاء.. وآلية من الفيض الصافي.. مثالية تجمع بين رجاحة العقل.. وانسياب العاطفة.. بقيت معي.. الفترة التي اقتربت إليها.. أكثر وأكثر.. كشفتُ حينها.. أن الكون.. يحمل صنفاً.. علينا الحفاظ عليه.. وإلا لن نجده.. وسنفقد.. فطرة سليمة تنحدر.. إلى حيث لا نريد.. ويقع بعدها.. ألم الطرفين.. هيفاء.. هي.. بشكلها.. غيداء.. بوسامتها.. صافية.. بروحها.. راقية.. بفكرها.. ممتلكة.. صور الرزانة.. والاحتراس.. لطيفة بطبعها.. حريصة.. على خطواتها.. ألمح في باطنها.. الاندفاع الحذر.. صغيرتي التي عرفتها.. تشتاق إليها.. شوق الطفل للطيور.. لهفة الصغير.. للقاء أمه.. تقترب مني.. حنيناً.. يغترف السكينة والرد.. والاطمئنان.. أجدها تحكي لي.. بعينيها... برموز ملامحها.. بكل أجزائها.. فأتصفح.. رواية الألم والأمل..
كنتُ.. أخشى صعوبة الاقتراب.. ومخاوف الموقف.. ونهاية التفاصيل.. ولكني.. بودي لها.. كسرت حواجزي.. وغلبت هاجسي المتردد.. ومضيت.. أحتضن عالمها.. وألمس.. خواطرها.. حتى باتت.. ألمي.. وأملي.. وبقينا.. نرتب الأدوار.. ونضيع المشاهد.. ونبدع في الفصول.. حتى أصبحنا.. داخل تلك الرواية.
بدأنا.. بصدق الأمل.. وما زلنا.. نحفر للألم.. كي يتوغل.. إلى حيث لا نشعر.. إلى الأمد الغائب.. إلى حيث لا يعود.. فإلى تلك.. مُحبتي.. أرسل حروفي.. وأنثر حبري.. الذي يشاركني.. أسطري.. وأبعث إليها.. رسمة.. موقف معها.. وحذافير مشاركتي لها.. وأنا واثقة أن خطي.. سيصل إليها.. وتعبيري.. سيلج.. جل بواطنها.. اتفقت.. معك صغيرتي.. أن الخطى.. تمتلكنا أحياناً.. بل وتسبقنا واعترفنا.. أن في الحياة.. كنوزاً.. نستحقها.. ويصعب أحياناً.. أن تستحقنا هي..! ونجهد كثيراً من أجل.. اغتنامها.. والانفراد بها...وفجأة.. يتبدل.. الكنز إلى.. قسيمة نصب واحتيال.. وغدر واغتيال ونقف.. حائرين.. هل مغامرة الاستيلاء.. انتهت.. أم نحن في أولها؟
نحذر أن لا يفاجئنا.. الزمن.. ولكنه يصر.. أن ينبهنا.. ويقدم وفاءه لنا.. ويتيح لشخصنا.. أساسنا الفعلي.. فلا نلوم.. التهور.. حين يقع.. ما يؤلمنا.. فنحن مَن اخترناه.. طريقاً نتوهم فيه الراحة.. لذا فإن.. وقفتي معك.. صغيرتي.. ربما تطول.. ودوافعي.. تزداد.. وكل ما أرجوه.. أن تبقي.. تترجمين مشاعرك.. داخل كياني اللغوي وتُبدين بانسياب.. أفكارك.. جوارحك.. تفاصيل حالك.. وأبعاد نظرك.. وأقصى.. مداه.. وتأكدي.. أني صفحتك.. التي تعودين إليها.. وحلمك الذي.. تتوسدين.. من أجله.. وثقي.. أنني البحر الممتلئة.. أحشاؤه بأسرار الكثيرين.. وبوح مَن قد ارتاحوا.. إلى شخصي.. وصدقوا دواخله.. لا تبرحي.. أن ترمي بهمومك.. بشكواك.. إلى أذني الواعية.. التي ترحب أن تستجيب.. ولا تخجلي.. أن تكوني.. ضيفتي.. وتشهدين.. فرحتي بلقائك.. وشغفي لاستقبالك.. لأجتمع بك.. ونقرأ معاً.. حكاية الأمل والألم.. نقلب الصفحات.. لا نتجاوز الأسطر.. حتى نقتل الألم.. ويظل الأمل.. رفيقنا في.. رحلة قادمة.. وتصفُّح جديد.. ابحثي عن ندائي... وتقبلي.. دعوتي.. أن تكون.. كل تنقلاتي.. جزءاً.. يلازمك.. وحلماً يراودك.. وهدفاً.. نتسابق إليه..
* الرياض |