شعر
وحيداً كعرعرة في روضة
إلى الصديق الذي عرفته في بعض كتاباته
جمعان عبدالكريم*

وحيداً كعرعرة في روضة
على كتفيها خموش الحطب
تروح وتأتي بدمع القرب
كخط سيقسم هذا البياض
سيقسم هذي الصحاري
هذا الهباء المدلي شفاه
بلا غاية كالهباء
سأذكر عينيك تبكي بها
حفنة من جبال
وترقص فيها ذئاب الخيال
وتجمع فيها الصبايا
صهيل السنابل
رقرقة الصبح
اعذاق حقل النجوم
سأذكر برقاً ورعداً
سرى في غمامة رأسك
ليسري العطاشى إلى
ثكنات المطر
إلى الضوء يهطل فوق السواد
وفوق حصون من الشوكولاته
لما تذب
وعما قليل تذوب بقايا الكرامة
وتبقى وحيداً وحيدا
كعرعرة في روضة
يقولون: عرعرة شامخة
تعيش بعصر به العشب
يًُفرض حتى يريح النعال
بعصر تصير اعوجاجاته كاستقامة
وكل مثيراته كاستجابة
ويهدي لنا باقة الشوك
او باقة ليس فيها سوى الانتظار
وعرعرة وقفت حولها اللوز
تحكي لهم قصتين
وتذرف اثناءها آهتين
فقصة دمعة طفل تدحرج فوق الرصيف
وتبكي لها موجة من دموع
وتسقط دمعته في المجاري
ولما تزل موجة الدمع تبكي وبعض الدموع
تصفق
وترحل دمعته بين شيء كريه
يسمى المجاري
يعالج لكن دمعتنا قاومت لم تعالج
ترحل يسقى بها عشب بعض الحدائق
ليمشي الهويني ويضحك ذاك الثري
المدلي شفاه
ويرجع ينظر في باقة القنوات
لأفلام رعب ويضحك
ويشرب كأساً بها دمعة الطفل
تبكي تصيح ولكنه
كان يضحك كان يدلي شفاه
هنا قلعت نفسها العرعرة
ولم تحك قصتها الثانية
ولا ألف ليلة حكي
وحكي
وقالت سأغضب
سأغضب في زمن مات فيه الغضب
واصبح كل غضوب حمارا
واصبح كل ذليل ذنب
وعدنا لقصة (ابرهة) غازياً فوق فيل
جزيرة شبه العرب
يقاومه (عبد مسروح)
لكنه كان دوما وحيداً
وحيداً كعرعرة في روضة