سلاطين المذاهب الدينية
فهد الحوشاني

لا أعرف سببا منطقيا يجعل انسانا حر التفكير والإرادة وليس بينه وبين الله حجاب يسلم نفسه طواعيه لكي تستعبده (ولاءات) دينية سواء لمذهب أو لشخص مهما كان ذلك المذهب أو الشخص! ومهما كان علم الشخص وقدراته و(كريزماه) القيادية فذلك لا يسوغ لأي شخص عاقل أن يجعل بينه وبين الله وسطاء! كما لا أرى سببا يجعل ذلك الإنسان يقفل جميع النوافذ والأبواب متقوقعا خلف أسوار المذهب الذي ارتضاه لنفسه ليله ونهاره جاثيا عند ركبتي شخص ليس له من العصمة شيء لينهل من مذهبه وأفكاره البشرية ليخلع عليه سيده في النهاية صفة المريد والتابع فينتشي بهذه التبعية التي تجعله ينظر إلى الدنيا بعين واحدة، والتي غالبا ما تؤسس على إلغاء الآخرين من أتباع المذاهب الأخرى بل والغاء غير المنتمين لأي مذهب فتعادي الجميع وتسفه أفكارهم بل انها قد تكفرهم وتخرجهم من رحمة الله التي وسعت كل شيء!
في شوارع الانترنت المزدحمة التي لا ينام ساكنوها ليل نهار ستقابلك لافتات المقرات الرسمية لتلك المذاهب التي بعضها لم يكن معروفا من قبل لا هي ولا مبتكريها مستخدمة مصطلحات براقة جديدة.. والخطير أن أي مذهب يروج له صاحبه مهما كان فهو في النهاية يعبر عن فكرة بسيطة، إنه يريد أن يقول الدين يحتاح لمذهبه لكي يفهمه الناس ولكي يصبحوا صالحين فهم يحتاجون لأن يقرأوا مبادئه السمحة الجديدة التي يبشر بها! مع أن دين الله لم يترك شاردة ولا واردة (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) تعرفون المذاهب ودعاتها التي هي في النهاية تفرق ولا تجمع فكلما ظهر مذهب جديد أخذ معه قطيعا من المريدين والأنصار وفي المقابل تعرفون بعض علماء الدين الحقيقيين الذين لا يدعون للدين عبر المذهب ولا للمذهب عبر الدين!!.