في مثل هذا اليوم من عام 1960 تم الحكم على الجاسوس الأمريكي الطيار فرنسيس جاري باورز بالسجن لمدة عشرة أعوام في المحكمة العسكرية السوفيتية بموسكو، وقد تمت إدانته بتهمة التجسس لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ال(السي آي إيه) بعد إسقاط طائرته في الأول من مايو من ارتفاع يصل إلى حوالي 68000 قدم جنوب (سفيرد لوفسك) على بعد 850 ميل شرق موسكو.
وجاء في لائحة الاتهام أن سلوك باورز لم يترك مجالاً للشك بأنه اقتحام متعمد للمجال الجوي للاتحاد السوفيتي بغرض عدائي، وقد اعترف باورز أمام المحكمة أن الطائرة U-2 قد تم تصميمها وبناؤها لتستطيع الطيران على ارتفاعات شاهقة. وقد قيل له إنها يمكنها الطيران إلى مسافة لا يمكن أن تصل إليها القذائف المضادة للطائرات، وقام بوصف اللحظة التي أصيبت فيها الطائرة فقال: لقد سمعت صوت انفجار رهيب في الخلف وكان هناك نوع من الضوء البرتقالي اللامع. وتم العثور بين حطام الطائرة U-2 على أفلام تصور القواعد الجوية السوفيتية والكثير من الأهداف الصناعية والعسكرية المهمة، كما عثر على شريط تسجيل يحتوي على إشارات محطات الرادار السوفيتية. وطرح سؤال على باورز عن سبب قيامه بالطيران في الأول من مايو، فأجاب بأنه كان يبحث عن مناطق إطلاق الصواريخ. وكان باورز مرتدياً سترة مجهزة للطوارئ بها نقود وذهب وكانت هناك آلية لتدمير الطائرة ذاتياً لتجنب الأسر، وكان يحمل أيضاً كبسولة مليئة بالسم ليتمكن من الانتحار في حالة التعذيب، وأضاف باورز أنه عرض عليه عمل ذو أجر جيد مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) بعد تركه القوات الجوية الأمريكية، كما قيل له إن عمله يشتمل على الطيران عبر حدود الاتحاد السوفيتي بغرض التقاط أي معلومات يتم بثها عبر أجهزة اللاسلكي أو الرادار. وقد سأل باورز عما إذا كان نادماً على قيامه بذلك العمل، فأجاب بأنه نادم جداً على ما حدث.
|