في مثل هذا اليوم من عام 2003 تم نسف مقر الأمم المتحدة في بغداد مما أدى إلى إلى مصرع سبعة عشر شخصاً من بينهم مبعوث الأمم المتحدة بالعراق (سيرجيو فييرا دى ميلو). وقد تسببت سيارة مفخخة في الانفجار. وأدى الانفجار إلى تحويل أجزاء من مبنى فندق القناة الذي يوجد به مقر الأمم المتحدة، إلى أنقاض.
وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إن سبعة عشر شخصا على الأقل قتلوا من جراء الحادث، وأصيب مائة آخرون وواصلت فرق الإنقاذ البحث عن ناجين بالرغم من حلول الليل.
وأعلنت الأمم المتحدة مقتل مبعوثها الخاص إلى بغداد سيرجيو فييرا دي ميلو من جراء الانفجار. ونكست الأعلام في مقر الأمم المتحدة في نيويورك حدادا على وفاة دي ميلو والضحايا الآخرين في الحادث. وانفجرت السيارة المفخخة بالقرب من مكتب دي ميلو الواقع في المبنى المكون من ثلاثة طوابق، وقد حوصر المسؤول الدولي البالغ من العمر 55 عاما تحت الأنقاض لعدة ساعات، وسط توقعات بان الهجوم استهدفه. وأعلن مسؤول أمريكي أن سبب الانفجار شاحنة ملغومة وقال انه هناك احتمال أن يكون هجوما انتحاريا. وقامت مروحيات عسكرية أمريكية بنقل بعض المصابين من موقع الحادث. وبدأت عمليات رفع الأنقاض ورغم منع الصحفيين من دخول المنطقة إلا أنهم شاهدوا عربات كبيرة تستخدم لهذا الغرض متوجهة للموقع. وقال شاهد عيان إن سيارة ضخمة من النوع الذي يستخدم في خلط مواد البناء وحديثة الطراز اقتربت من المبنى وضربت الحائط وانفجرت. ولم يضر الانفجار فقط بمقر الأمم المتحدة بل بالمستشفى المتخصص في الحالات المصابة بأمراض النخاع الشوكي، وتسبب في وقوع أسقف بعض الغرف على نزلاء المستشفى. وقد شوهد عمود من الدخان في المبنى وتحطمت نوافذ مبانٍ تبعد مسافة كيلومتر من موقع الانفجار. وكان هناك مؤتمر صحفي داخل المبنى وقت الانفجار مما زاد من أعداد ضحايا الحادث. وأعلن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش إن هذه العملية تدخل تحت باب الإرهاب الدولي الذي تحاربه كافة الدول الحرة، وإن الشعب العراقي يجب أن يحاربه بكل قواه. وقال بوش إن الهجوم نفذه (إرهابيون) وصفهم ب(أعداء الشعب العراقي) الذين اظهروا مجددا استهدافهم للأبرياء وكراهيتهم للتقدم والسلام، وأكد بوش أن الهجوم لن يثني العالم المتقدم عن عزمه مساعدة الشعب العراقي للوصول إلى مستقبل أفضل. وفي نيويورك وصف فريد ايكهارد المتحدث باسم السكرتير العام للأمم المتحدة كوفي عنان الحادث بأنه مأساة على المستوى الشخصي والعام لأنها تعتبر تراجعا سياسيا لمهمة الأمم المتحدة بالعراق.
|