* الرياض - عمر اللحيان:
تولي الدولة التعليم الفني والتدريب المهني جانباً كبيراً من اهتمامها وقد تم التوسع والتركيز عليه خلال السنوات الأخيرة، وذلك بهدف إيجاد الكوادر الوطنية المؤهلة لسد حاجة سوق العمل، كما بدأت الدولة بسعودة العديد من المهن..
وفي الوقت الذي ازداد فيه عدد الخريجين خصوصا خريجي الكليات التقنية، بدأ بعض الخريجين يشتكون قلة الوظائف على الرغم من وجود آلاف العاملين في القطاع الخاص من غير السعوديين..
(الجزيرة) وقفت على توظيف خريجي الكليات التقنية، حيث التقت عدداً من الخريجين والمسؤولين حول هذا الموضوع. بداية يقول المقدم مهندس محمد بن عبد الرحمن الجبر مدير إدارة الحاسب الآلي بمركز المعلومات بالحرس الوطني المكلف : تم توظيف عدد من خريجي الكلية التقنية بالرياض في تخصص الحاسب الآلي بالمركز خلال السنوات الثلاث الماضية.
وأشار إلى أن المركز يتعاون مع الكلية في تدريب الطلاب من خلال برنامج التدريب التعاوني الذي تنفذه الكلية فصلياً لطلابها مؤكداً أن المتدربين على مستوى عال من التأهيل والجدية والانضباط في العمل. وقال: إن الخريجين يتم متابعتهم من قبل الكلية طيلة التدريب.
وأضاف: إن الحاجة لخريجي الكليات التقنية موجودة في سوق العمل خاصة في القطاع الخاص.
كما التقينا بأحد الخريجين تخصص حاسب آلي من الكلية التقنية بالرياض هو الخريج سعيد بن عبدالله الدوسري فقال: تخرجت في 28-4-1424هـ وباشرت الوظيفة في 13-5- 1424هـ فني صيانة في مركز المعلومات بالحرس الوطني بالرياض.
وأشار إلى أن الوظائف للخريجين متوفرة في القطاع العام والخاص بشكل أكثر ودعا الخريجين إلى العمل الجاد والسعي للبحث عن الوظيفة وقبولها والعمل على إثبات وجودهم لأن ذلك يجعل رجال الأعمال يثقون فيهم ويتسابقون على توظيفهم.
وعن عدم استمرار خريجي الكليات التقنية في أعمالهم قال الدوسري ان هذا غير صحيح مشيراً إلى أنه يعرف زملاء له على رأس العمل في وظائفهم منذ سنوات.
أما حمدان الحربي تخصص ميكانيكا إنتاج يعمل في الشركة الوطنية للصناعة فقال: بعد التخرج عملت في إحدى الشركات الوطنية براتب 2200 ريال لمدة 6 شهور، بعدها يحدد الراتب مشيراً إلى أن الموظف في هذه الحالة في تخوف وعدم أمان فيحاول الانتقال إلى جهة تكون أكثر أمانا حتى ولو كان الراتب أقل في بداية فترة التجربة.
وأضاف أن ما يخوف بعض الخريجين أن بعض الشركات لا يوجد لديها أمن وظيفي حيث يمكن الاستغناء عن الموظف في أي وقت وهذا ما يسبب تنقل بعض الشباب للبحث عن فرص أفضل كما أن بعض الجهات يريد جهداً كبيراً مقابل رواتب قليلة.
وعن الفرص الوظيفية لخريجي الكليات التقنية قال الحربي: انني أعرف كثيراً من زملائي الخريجين في مراكز وظيفية متقدمة في الشركات نظراً لما لديهم من مهارات وإخلاص في العمل.
وقدم الحربي عدداً من النصائح للخريجين أهمها تحسين الفكرة لدى الشركات وعكس صورة طيبة لخريجي الكليات التقنية فالشركات تريد صبرا وعملا على أكمل وجه وأن يكون الفرد طموحاً ومثبتاً لوجوده.
كما تحدث أحد خريجي الكلية التقنية بإبها قائلاً تخرجت من الكلية منذ 9 أشهر تخصص إدارة مكتبة وبحثت عن وظيفة لهذا التخصص وإلى الآن لم أجد وأضاف: أن هناك صعوبات تواجه الخريجين تكمن في تدني الرواتب وزيادة ساعات العمل في القطاع الخاص وعدم وضوح المهام المطلوبة من الموظف بشكل وأضح.
من جانبه قال الطالب محمد السنيدي من كلية التقنية بالرياض (التدريب العلمي) أنه متخصص في ميكانيكا السيارات ومجالات العمل له أوسع من التخصصات الأخرى سواء في جهات حكومية أو الشركات أو افتتاح ورشة خاصة أو محل صيانة مشيراً إلى أن الوظائف متاحة للخريجين إلا أن البعض منهم لا يريد العمل الميداني، بل يريد المكتب والراحة بعيداً عن العمل المتواصل لمدة 9 ساعات.
وأشار إلى أنه الآن يعمل في إحدى الشركات براتب 3000 ريال شهرياً ويمكن زيادته من خلال العمل المخلص واللغة الإنجليزية.
وأكد السنيدي أن وضع التدريب العملي في الكليات حالياً أفضل منه سابقاً حيث تم ربطه بالواقع مشيراً إلى أنه يفتح مجالات واسعة أمام الطلاب لاكتساب الخبرة والمهام المحددة للعمل.
كما تحدث الخريج عبدالله بن راشد العسكر مدير ضبط الجودة النوعية ومختبرات الفحص بمجموعة الوطنية للصناعة وقال إن الوظائف للخريجين متوفرة ولكن البعض يبحث عن مكتب مثله مثل غيره من الشباب المتخرجين من جهات أخرى.
وأشار الى أنه لم يجد صعوبة في الحصول على وظيفة بعد تخرجه حيث أنه من خلال التدريب التعاوني بكلية الرياض أثبت جدارته وطلبت منه الشركة أن يكون موظفاً لديها وفعلاً تم ذلك قبل التخرج.
وأضاف أنه بعد تخرجي تم زيادة مرتبي وتحسين مستواي الوظيفي بناءً على ما قدمه من تطوير في أنظمة العمل مما أقنع المسؤولين في الشركة بقدراته وجدارته حيث تم دعمه وتعيينه مديراً لضبط الجودة، وعن الصعوبات التي تواجه الخريجين قال: إن تصور الشباب عن العمل في الشركات غير واضح حيث يلاحظ أن هناك اختلافا بين ما تم معرفته نظريا والتطبيق العملي في الشركات مقترحا على الكلية أن تنوع جهات التدريب للطلاب، وكذا القيام بزيارات ميدانية لبعض الشركات.
وأشاد العسكر بالخطط الجديدة للكليات التقنية التي تم بناؤها وربطها بواقع سوق العمل مشيراً إلى أنه الآن يشارك مع لجان التطوير ممثلا للشركة التي يعمل بها.
من جانبه أشار أحد الخريجين إلى أنه مع 4 من زملائه لم يستمروا في الوظائف التي تعينوا فيها أكثر من 6 أشهر لصعوبة الأعمال التي كلفوا بها ولطول وقت الدوام من 8-5 مساءً مقارنة بالرواتب التي يحصلون عليها مقترحا في هذا الصدد أن تلزم وزارة العمل القطاع الخاص بحد أدنى للرواتب للسعوديين من خريجي الكليات التقنية مالا يقل عن 3000 ريال، وأكد أن المشكلة ليست في توفر الوظائف بل في الميزات والحوافز..
من جانبه قال عبدالله تخصص ميكانيكا إنتاج من الكلية التقنية بالرياض خريج منذ 11 شهرا بصراحة الوظائف التي نطمح لها لا توجد بل مجرد عامل مثل أي عامل آخر مشيراً إلى أنه ذهب لعدد من الشركات في مدينة الجبيل الصناعية، ولم يجد أي وظائف بل إن بعض أصحاب الشركات أكدوا عدم اعترافهم بشهادة الكلية التقنية مقارنة بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وكلية الجبيل الصناعية، وأشار إلى أن عددا من الشركات لديها خطوط إنتاج وتحتاج إلى موظفين، ولكن لم نجد منهم أي تعاون ورغبة في توظيفنا.
وأضاف إلى أن بعض الخريجين لم يقبل ببعض الوظائف المتاحة لأسباب منها قلة المرتب أو المكانة الوظيفية التي يطمح لها, واستمر عبدالله في حديثه مشيراً إلى أن بعض الشركات توظف خريجي المعاهد الصناعية وتفضلهم على خريجي الكليات التقنية بسبب قلة الرواتب التي تدفعها لهم.
واختتم حديثه مؤكداً أنه بدأ يفكر في التقديم على جامعة الملك سعود العام المقبل والدراسة من جديد في إحدى الكليات التي بعدها يحصل على وظيفة ذات مكانة اجتماعية مناسبة ومرتب مناسب أفضل من الوضع الحالي لخريجي الكليات التقنية.
مدير الخريجين بتقنية الرياض
في النهاية كان لنا لقاء بمدير إدارة شؤون الخريجين والتدريب التعاوني بالكلية التقنية بالرياض الأستاذ فهد بن حمد العقيل وقال: إن الادارة تقوم بتوجيه خريجي الكلية قبل التخرج بتعبئة طلب التوظيف لدى مكتب التنسيق الوظيفي، ثم نقوم بالاتصال بالخريجين في حال توفر فرص وظيفية الى جانب الإعلان في الكلية عن هذه الفرص، كما نقوم برفع أسماء الخريجين وهواتفهم الى الشركات الراغبة في توظيفهم.
وأشار العقيل إلى أن مكتب التنسيق الوظيفي ساعد كثيرا من الخريجين في إيجاد فرص وظيفية لهم إلى جانب تهيئتهم لاستقبال الحياة العملية الجديدة وذلك من خلال إقامة يوم المهنة سنويا في الكلية الذي يتم فيه دعوة مسؤولي التوظيف بالقطاع الخاص، ويتم مقابلة الطلاب لهم وإجراء نقاش عن الفرص الوظيفية ومتطلباتها في شركاتهم.
كما يتم طرح عدد من الوظائف من جانب الشركات المشاركة والإعلان عنها في كتيب خاص بهذا اليوم لطلاب الكلية وخريجيها.
واستطرد قائلا: إن الكلية تقوم بتكريم الجهات المتميزة في مجال التوظيف والتدريب في يوم المهنة، وهذا حافز لها لمزيد من توظيف الخريجين والتنافس في ذلك.
وأشار العقيل إلى أن الكلية تهتم بالتدريب باعتباره منطلقا للتوظيف، ويتم ذلك من خلال التدريب التعاوني لطلاب الكلية بالتعاون مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص وفقا للتخصصات التي تدرسها الكلية مؤكداً أنه يتم تخصيص فرصة تدريبية لكل متدرب، وقد تحققت نتائج متميزة في هذا المجال، وحصل عدد من المتدربين على وظائف في الشركات والجهات التي قدمت لهم التدريب التعاوني.
ودعا العقيل في ختام حديثه الخريجين الراغبين في العمل في القطاع الخاص إلى الصبر وعدم الاستعجال والعمل الجاد لإثبات الذات، حيث يكون الخريج في بداية حياته الوظيفية في مرحلة تجربة قد تصل إلى 6 أشهر، فيجب عليهم الجدية والإخلاص وتعلم كل ما هوجديد في مجال التخصص متمنيا لهم التوفيق والنجاح للمساهمة في النهضة التنموية التي تشهدها بلادنا الغالية.
|