ويتكرر الاخفاق وتتكرر التبريرات والوصفات المختلفة التي لا تتعدى أن تكون مسكنات مؤقتة تعطى بجرعات متفاوتة تتناسب مع نوع وحجم الصدمة، حالياً لم نعد أبطال آسيا أو حتى أصحاب الوصافة ولم نعد نملك أقوى دوري عربي كحقيقة يعرفها الجميع حتى لو حاول خطابنا الاعلامي إركابنا موجة (الأفضل الأحسن الأقوى) بسذاجة رغم أنفنا وأنف الآخرين. في الواقع حان الوقت أن نقتنع (بانتهاء) حقبة كروية حافلة من تاريخنا الكروي الجميل وان نقتنع أيضاً أن التغني بتلك الحقبة وتلك المكتسبات لن يساعد على تجاوزها أو حتى تكرارها في المستقبل. المحزن في الموضوع ان تلك الاخفاقات المتكررة لم تكن وليدة الصدفة ولم تكن أمرا عابرا خاصة ونحن عايشنا الكثير من المؤشرات والاخفاقات التي كانت تنبىء بأننا سائرون في طريق اللاعودة على جميع المستويات الكروية سوى من جانب الأندية وحضورها غير المشرف في المشاركات الخارجية أو ضعف الدوري واتساع فارق المستوى أو فشل المنتخبات السنية للتأهل لأكثر من مشاركة حتى عقم مهاجمينا (الخضر) كظاهرة تحدث عنها الكثير في أكثر من مشاركة لم تطرح على بساط المناقشة لا من قريب أو بعيد. كالعادة لم تكن تلك المؤشرات أو السقطات مقنعة ولا محفزة بشكل كافٍ لكي نتصدى لتلك الأزمة كما يجب كقضية تستحقق البحث والتحميص. ومع أنني أؤمن بأن هناك الكثير من (الأيادي) التي ساهمت في هذا الاخفاق وهذا التدهور إلا إنني أجزم أن قلة (الدعم المادي) واختلاف الأهداف وتضارب (المصالح) بين الأندية واتحاد الكرة يأتي ضمن أهم الأسباب خاصة بعد ان زاد الاحتراف من أعباء الأندية المالية وأصبحت غير قادرة على تنفيذ الحد الأدنى من مسؤولياتها. ومع كل ما قيل تجاه تلك القضية نرى أن الظروف الحالية تحتم علينا أن نكون حاسمين في قراراتنا القادمة خاصة فيما يخص الدعم المادي والاحتراف والتخلي عن الاعتقاد أننا قادرون على التعامل مع مشاكل الاحتراف بتلك البساطة والعفوية الناجمتين عن ضعف القدرات لأن الأيام أثبتت الفشل الذريع للقائمين على الاحتراف في ايجاد الحلول المناسبة لضمان تدفق الدعم المالي للأندية بطريقة أو بأخرى وهذا بحد ذاته يعتبر أعلى مراتب الفشل في إدارة دفة الاحتراف وشؤونه على اعتبار أن المال عصب الاحتراف ومحركه الأول كما يعرف الجميع، إذاً المرحلة القادمة مرحلة (نكون أو لا نكون) إما دعماً حقيقياً لاحتراف حقيقي بإشراف خبراء مارسوا الاحتراف وتعاملوا معه بشكل ملموس وإما الرجوع إلى سابق عهدنا كهواة لا طموح لهم سوى ملء الفراغ مع أننا نستحق أكثر من ذلك من خلال التدرج الطبيعي الذي يعطينا الحق ان نطالب بأكثر من مستوى مشرف في المحافل الدولية خاصة كأس العالم.
نريد احترافاً يفي باحتياجاتنا وطموحاتنا التي بالطبع تعدت الفوز بدورة الخليج أو ببطولة عربية متعسرة الولادة والمنشأ.
نقاط سريعة
مشاركة صغار الهلال في بطولة الخليج الأخيرة (للمسنين) مجاملة غير مبررة خاصة ان القائمين على الفريق على علم مسبق بأن أكثر الفرق المشاركة لن تلتزم بالسن القانونية للبطولة على اعتبار ان التاريخ و(المتربصين) لن ينصفوا الهلال من خلال هذه المشاركة وهذا ما لاحظناه من خلال تهكم الكاتب خفيف الظل أو خفيف!!! والذي استرسل في تقييم صغار الهلال وأحقيتهم في الفوز ببطولة الدوري دون ذكر لتجاوزات الآخرين في البطولة الخليجية، ومن وجهة نظري أن فرقاً لا تحترم الأنظمة لا تستحق ان تجامل حتى ولو كانت المشاركة بهدف انجاح البطولة. أما ما يخص الكاتب (الخفيف) فنقول إن (أبو طبيع ما يخلي طبعه).
يقول الكاتب أحمد الشمراني إن هناك كتاباً يحبهم ويقدرهم لم يكتبوا عن الصداقة ولن يكتبوا لأنهم أعطوا ضمائرهم إجازات. وأنا أتساءل بالنيابة عمن يحبهم أحمد وأقول (وأنت) خليت لأحد شيء، (تصبحنا صداقة وتمسينا صداقة وعساك على القوة يا أبو حميد (البيت بيتك) وإذا حضر الماء بطل العفور).
في أحد اللقاءات السريعة مع لاعب الكويت السابق الكابتن حمود فليطح قال إن أسباب هبوط الكرة الخليجية بشكل عام دخول أناس لاعلاقة لهم بالرياضة في إدارة الأندية والمنتخبات وفي السياق نفسه ذكر للأمين العام الهلالي السابق فواز المسعد الأسباب نفسها وهذا بالفعل ما قصدته في بداية المقال عندما قلت ان هناك تضاربا للمصالح بين الأندية واتحاد الكرة و(اللبيب بالإشارة) والباقي عليكم.
أتمنى ألا تكرر الإدارة الهلالية خطأ الإدارة السابقة عندما همشت المجموعة التي مثلت الهلال في الدورة السابقة رغم حاجتها الماسة لخدمات أولئك الشباب خاصة أن المجموعة الحالية تضم أكثر من اسم يمكن ان يعتمد عليه في أكثر من مركز للمشاركات الفريق القادمة.
آخر الكلام
في كل مرة تذهب فرقنا للدورات الأولمبية تردد أنشودة الاحتكاك والمشاركة المشرفة في الواقع لا ندري ماهي المشاركة الأهم في منظور اتحاداتنا الرياضية التي تجعلهم يهملون مثل هذا الحدث الكبير ويركزون على غيره احترقنا من (كثر الاحتكاك) يا اتحاداتنا الرياضية.
|