الموسم الرياضي الجديد على الأبواب، والكل أخذ يعد العدة ويسابق الزمن ويبذل الجهد ويكثف الاجتماعات ويكثر من التوصيات لكسب الايجابيات وتلافي السلبيات.
وكأن لسان الحال لكل من هم وراء الأندية والفرق يقول: قرب المكوى من عجز الجمل، وهم يحسون بارتفاع الضغط والخوف من النتائج.. أما الفريق الآخر وهم المستعدون الواثقون الداخلون المنافسة بعزيمة وجدية، فهم الذين ينطبق عليهم المثل القائل (قبل الرماء تملى الكنائن).. أيام قليلة ونسمع بعدها انطلاقة صفارة التحكيم في الملاعب الخضراء، ونشاهد الجماهير الصادقة والمؤازرة تملأ المدرجات، وتبدأ أقلامنا في تسجيل النتائج على الصفحات وفي الخانات البيضاء التي أعددناها لتدوين النتائج من سلبيات وايجابيات.
وكأنه لم تمض علينا أيام طويلة على توديعنا للعام السابق، وما قدمناه من تبريك ومؤازرة وتمجيد للفرق الفائزة أو الفرق الرديفة.
فمن كان لهم نصيب الأسد في الموسم الماضي سيلعبون بكل جد وإخلاص ليظهروا بمستوى رائع يحفظ لهم توازنهم المعياري والتقييمي في كل الأمور؛ ليقولوا لجماهيرهم: ها نحن بمستوانا السابق وأكثر. وإن حصل خلاف ذلك، فإن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن!! أما من خرجوا بخفي حنين في الموسم الماضي، وهم الذين ربت الجميع على كتوفهم واسمعوهم عبارات المؤازرة والرفع المعنوي كعبارة (هارد لك) أو (خيرها في غيرها) أو (حظا أوفر) في المستقبل، فهم أكثر إصراراً على العطاء واللعب الجاد؛ ليثبتوا لجماهيرهم أنهم أعدوا العدة، وليظهروا في هذا الموسم بمستوى رائع يحفظ ماء الوجه ويقصي المنافسين.
وان ظهر خلاف ذلك وانقلبت موازينهم وتناقضت نتائج لقاءاتهم فهم كما قالت العرب: شخب في الإناء وشخب في الأرض.
وأخيراً، فإن ما نتوخاه هذا الموسم وما نطلبه ان يظهر بمستوى رائع لائق يتناسب مع الجهود التي يبذلها المسئولون، ويحقق طموحات إداريي الأندية والجماهير، ويبرز المثاليات في الإيثار والعطاء، ويعكس صدى طيبا يؤكد للعالم أجمع: هكذا خلق اللاعب السعودي، وهكذا العطاء والمستوى.
وبهذا يحلو للمسئولين ويطيب لهم ان يشاهدوا ثمار جهودهم وعطاءاتهم جنياً زاهياً يقطف في كل المحافل، سواء كانت على مستوى الوطن أو القارات أو العالم.
محمد بن سعيد السلسل
الطائف - رنية |